عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"فيروس التعصب" يصيب شاشات البرامج الحوارية..كيف تحولت الرياضة إلى ساحة حرب 

تحيا مصر

تحركات عاجلة مطلوبة من أجل وقف حالة التراشق والاحتقان بين الجماهير بعد دخول الإعلاميين على الخط

حالة من التطاحن والسجال والتراشق الحاد، التي أعقبت فوز نادي الزمالك مؤخرا بالدوري المصري، لازالت توابعها تستمر إلى اليوم، وتكشف عن أزمة حقيقية تطلب بأبعادها الواضحة، حيث مجموعة من الأطراف التي تحولت من النقاش المعتاد وإن كان ساخنا، حول أمور رياضية، إلى ساحة حرب حقيقية يشوبها التعصب الأعمي.

يرصد تحيا مصر انتقال "فيروس التعصب" من مستوى المشجعين العاديين من مثيري الشغب في كل زمان ومكان، إلى حالة تعصب وسجال عنيف وتصريحات لاذعة على مستوى إعلاميين بارزين وفنانيين كبار وشخصيات عامة، تتورط في مشاجرات كلامية وتعصب اعمى لصالح فريق دون الآخر.

انعكاس خطير 

سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاديث المصريين عبر السوشيال ميديا، "كلمات مفتاحية"، تتعلق بالإعلاميين اللذين تصدوا للتعليق على الأمر أمثال إبراهيم عيسى وخيري رمضان وعمرو أديب، حيث حالة محمومة من الجماهير التي طالبت بمقاطعة إبراهيم عيسى أو عمرو أديب، ليتطور الامر إلى شائعات عن اشتباك عيسى وخيري رمضان، أو إلغاء إجباري لحلقة عمرو اديب مع شيكابالا.

 

يظهر الأمر انعكاس حقيقي لحالة مماثلة بين المواطنين، اللذين مع رصد أية عيانات عشوائية لنقاشاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي نجده يصل إلى حد التهديدات الدموية المباشرة، كما أن لهجة التعاطي مع تصريحات مذيعي التليفزيون، تظهر عدم قبول للآخر، الأمر الذي يقتضي البحث الدقيق في ذلك من خبراء الاجتماع، وتحرك عاجل للرجوع إلى خانة التنافس الرياضي بأشكاله الحادة حتى، وليس الصراع الشرس والتحول من تشجيع فريق رياضي للاستعداد إلى الدخول في معركة حياة أو موت من أجله.

الماضي والحاضر 

مفارقة صارخة بين حال الكرة المصرية في السابق، وبين حاضرها الحالي، وذلك على مختلف الأشكال والمستويات، وأخطر أشكال التحول، يتمثل في حجم ومقدار "الشحنات" بين المواطنين، ففي السابق كنا نجد مدرجات الكرة تحتشد بالخصوم، في مباريات شديدة الحساسية، تنتهي دون أن يكون هناك حالة واحدة لإصابة او تخريب أو صدام، ولكن دعونا نتخيل ولو للحظة مباراة للاهلي والزمالك يحضرها عشرات الآلاف من الجانبين.

 

حالة التعصب بين الجماهير وسخونتها بتلك الحالة تعود إلى مجموعة من المقومات الأخرى التي تعتبر مقدمات منطقية لتلك الحالة من التعصب الذي بات يغزو مساحات أكبر من التلاقي الجماهيري، حيث منظومة رياضية تحتاج إلى مزيد من الارتقاء والتنظيم والقرارات بشكل احترافي في كل مايتعلق بالتنظيم وإجراء القُرَع وتكافؤ الفرص، مع تحسين الأعمال التقنية من بث وإذاعة وتعليق، بخلاف أسس المنظومة الكروية نفسها، بما يعيد مرة أخرى جوهر قيمة الإمتاع والحافز على متابعة وتشجيع فريق كرة قدم، دون الانجرار لصخب ماحوله من جدل ومشكلات فرعية.

المطلوب الحتمي 

يجب أن يتعامل القائمون على الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية بقدر كبير من المسؤولية التي تحتم عليهم وضع حد لهذا السعار والتعصب الأعمى لفريق على حساب آخر، والاستعداد للدخول في أقصى أشكال التطاحن والسجال والمشادات انتصارا لوجهة النصر وتغليبها على الخصوم، ويتأتى ذلك عبر مبادرات واعية، تكرر مرة تلو الأخرى وتعيد التذكير بالهدف الأساسي من الرياضية وسبب وجود كرة قدم على وجه الخصوص.

أحد أهم الأسباب التي وجدت من أجلها الرياضة هي تفريغ الكبت وتوجيه الطاقات في مسارها التنافسي السلمي السليم، ولكن أن تتحول الرياضة نفسها إلى أداة وسبب ومحفز على الاشتعال، فإن تحركات حتمية مطلوبة، لتوسيع دائرة الوعي، ونبذ التعصب عبر تفريغه وتصحيح وجهة النظر بين مشجعي الفريقين، وتسليط الضوء على اللقطات الإيجابية التي يظهر فيها جميع لاعبي الفرق المختلفة أثناء ارتدائهم لفانلة وطنية واحدة خلال تواجدهم مع منتخب بلادهم.

 
 

يجب أن يتوافر أكبر قدر من الوجوه التوافقية على الشاشات، وأن يتم توجيه هذا القدر والكم من الغضب بشكل بناء في سبيل الارتقاء بالمنظومة وتحسين طرق اللعب والنقل والإخراج، لنكون في النهاية أمام منتج رياضي يشجع الناس على الاهتمام به دون غيره وألا ينجروا إلى عوامل جانبية لغياب الأصل والأساس من اللعبة.

تابع موقع تحيا مصر علي