بعد انتهاء زيارة بينيت لأمريكا.. بايدن: يوضح أهمية اتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين
ADVERTISEMENT
بعدما أنهى بينيت 4 أيام هي مدة زيارته للولايات المتحدة الأمريكية والتي لم يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، منها خالي الوفاض، فقد نجح في تحقيق وعد من الرئيس الأمريكي جو بايدن لردع طهران.
ونجح ضيف واشنطن في توثيق العلاقة مع الرئيس الأمريكي، وتلقى موافقة البيت الأبيض على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، والنظر في منح التأشيرات؛ إلا أن بينيت لم يفلح في تغيير وجهة نظر بايدن حول الملف الفلسطيني، ورؤيته لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأبرز بينيت، الوعود التي تلقاها من الرئيس الأمريكي؛ لكنه في ذات الوقت أخفى خلافه مع بايدن بشأن الملف الفلسطيني، فيما كان البيت الأبيض حريصا على تجديد مواقفه الثابتة منها.
والتقى خلال الزيارة الرئيس الأمريكي، ووزيري الخارجية، أنتوني بلينكن، والدفاع، لويد اوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وتم تأجيل لقائه مع الرئيس الأمريكي لمدة 24 ساعة على إثر انشغال بايدن بالتفجيرات في العاصمة الأفغانية كابول.
نتنياهو وأوباما
وكان الغائب الحاضر في كل الزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي يقضي مع عائلته إجازة في هاواي بالولايات، وهو الرجل الذي لا يخفى أن إدارة الرئيس الأمريكي تفضل بينيت عليه.
وكان نتنياهو ينظر الى إدارة بايدن على أنها استمرار لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي اتسمت علاقتهما بالتوتر.
وفي هذا الصدد فقد رد بايدن على شكر بينيت له على دعمه لإسرائيل بالقول: "أشكرك. أنت تعطيني الفضل، والذي يجب أن يذهب الكثير منه إلى باراك أوباما، لتأكده من أننا ملتزمون بالتفوق النوعي الذي تحصلون عليه مقارنة بأصدقائكم في المنطقة. لذلك، فهو الشخص الذي يستحق التقدير".
وأشار بينيت، قبيل مغادرته الولايات المتحدة، إلى العلاقة التي نجح في إقامتها مع الرئيس الأمريكي بالقول "كان اللقاء دافئا للغاية ومفيدا للغاية. تبلورت بيني وبين الرئيس بايدن علاقة مباشرة وشخصية، مبنية على الثقة".
الملف الفلسطيني؟
وعلى ذات المنوال فقد تجنب بينيت ومساعديه الإشارة الى الملف الفلسطيني بالمطلق، رغم أن المسئولين الأمريكيين والبيت الأبيض حرصوا على التأكيد على أن الموضوع كان على الطاولة كأحد المواضيع الرئيسية.
ويتضح أن خلافات بالموقف قد برزت ولكن دون الحديث علنا عنها؛ فقد قال البيت الأبيض عن فحوى الاجتماع: "تبادل المجتمعان أيضا وجهات النظر حول الجهود المبذولة لدفع السلام والأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
بايدن يشدد
وشدد الرئيس بايدن على أهمية اتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين ودعم فرص اقتصادية أكبر لهم، كما أشار إلى أهمية الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتساهم في الشعور بالظلم وتقوض جهود بناء الثقة".
وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس بايدن "أعاد التأكيد على وجهة نظره بأن حل الدولتين المتفاوض عليه هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للتوصل إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة حل الدولتين ويدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
خلاف واضح
وفي هذا الصدد علق موقع "أكسيوس الأمريكي بالقول إن "قراءة البيت الأبيض لاجتماع بايدن-بينيت أشارت إلى أحد الخلافات الرئيسية بين الطرفين، وقال إن الرئيس تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حول "أهمية الامتناع عن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات، وتساهم في الشعور بالظلم ، وتقويض جهود بناء الثقة".
وأضاف: "قال مصدر مطلع على الاجتماع إن هذا الخط يشير بشكل أساسي إلى احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية".
وقالت باربرا ليف، المساعدة الكبيرة للرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، في لقاء مع ممثلي المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية إن الرئيس الأمريكي أثار مسألة إخلاء عائلات فلسطينية من الشيخ جراح مع بينيت.
وتعارض الولايات المتحدة الأمريكية إخلاء العائلات أو إقامة مستوطنات، وأعلنت أنها ستعيد فتح قنصليتها العامة في القدس الشرقية رغم معارضة إسرائيلية.
موقع "أكسيوس" الأمريكي، أشار أيضا إلى أن التفاهمات بين الطرفين ستخضع لاختبارات حول كيفية إدارة العلاقة في الأسابيع والأشهر المقبلة، عندما توافق إسرائيل على بناء جديد في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، والتي تأجلت، وعندما يتم إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، بعد أن تقر الحكومة الإسرائيلية ميزانيتها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
إيران وخيارات بايدن
وإن غابت الرؤية المشتركة حول الملف الفلسطيني، فإن الملف الإيراني بالمقابل، كان التطابق فيه أبرز بين بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أشار إلى ذلك بالقول: "اتفقنا مع الأمريكيين على عمل استراتيجي مشترك من أجل وقف السباق الإيراني نحو الذرة".
وفي هذا الصدد فإن الرئيس الأمريكي تمسك بموقفه الداعي للاستمرار في المسار الدبلوماسي لمحاولة التوصل الى اتفاق مع إيران، وهو موقف كان بينيت قد عارضه.
ومع ذلك فإن حل الوسط كان قول الرئيس الأمريكي: "سنناقش أيضًا التهديد من إيران والتزامنا بضمان عدم تطوير إيران مطلقًا لسلاح نووي. ولكننا نضع الدبلوماسية أولاً ونرى إلى أين يقودنا ذلك".
واستدرك: "ولكن إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى".
التزام بينيت بـ"الصدق واللياقة"
ونقل موقع "إكسيوس" الأمريكي عن مسئولين أمريكيين قولهم، إن بينيت قال للرئيس بايدن في اجتماعهما يوم الجمعة في البيت الأبيض "إنه على الرغم من أنه ضد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، إلا أنه لن يقوم بحملة علنية ضده مثل سلفه بنيامين نتنياهو".
وفي هذا الصدد قال مسؤول إسرائيلي حضر الاجتماع للموقع ذاته: "قال بينيت للرئيس إنه بغض النظر عن الخلافات السياسية، فإنه يريد العمل وفقًا لقواعد الصدق واللياقة".
وأضاف: "أوضح بينيت أنه يريد إدارة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مثلما يدير العلاقات داخل حكومته المتنوعة، التي لديها العديد من الآراء المتباينة، وحل الاختلافات في المحادثات الخاصة المباشرة وليس في وسائل الإعلام".
هدايا لإسرائيل
ومن جهة ثانية فقد طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرئيس الأمريكي الحصول على مساعدات بقيمة مليار دولار لإعادة تسليح منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أبلغ بينيت دعمه لهذا الطلب الذي أكده أيضا الرئيس الأمريكي.
ولكن الحصول على هذه المساعدة يتطلب الآن موافقة الكونجرس الأمريكي، وسط تقديرات بأنه لن يعارض تقديم هذه المساعدة.
وفي هذا الصدد قال بينيت: "حققنا خطوة ملموسة فيما يخص التزود بالأسلحة وتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية".
وعلى صعيد ثنائي آخر قال بينيت: "حققنا أيضا التقدم في موضوع يشغل الكثير من الإسرائيليين وهو الإعفاء من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. كما سمعتم، الرئيس بايدن أوعز، لأول مرة، بالمضي قدما وبإغلاق هذا الملف في أسرع وقت ممكن".
وكان هذا الأمر مطروحا للنقاش بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات.
عقبة معيقة
ولكن موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي نقل عن مسئولين أمريكيين قولهم: "المشكلة الرئيسية التي تمنع الإعفاء من التأشيرة هي الإساءة إلى الأمريكيين من أصل فلسطيني الذين يدخلون إسرائيل".