النائبة ألفت المزلاوي تكتب : فى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة..مصر هي الأكبر والأبرز والأنجح
ADVERTISEMENT
يعرف العالم كله أن من بين أقدم ثلاث حضارات فى العالم يوجد منهما اثنين فى الوطن العربي ، مصر والعراق، كلاهما ابناء حضارة قديمة وآثار تليدة وكلاهما تعيش شعوبهما على ضفاف الأنهار ويتمتعان بحس قومي عربي صارخ لا تعرف نظيرا له أية شعوب عربية أخري بذات القوة التى تتفرد بها مصر والعراق، كما وأن العراق هي الأقرب لقلوب المصريين عن بقية دول الخليج رغم أن ابناء النيل انقطع ترحالهم الكثيف وتوقفت اعمالهم فى بلاد الرافدين منذ ثلاثون عاما بدأت بدخول صدام لدولة الكويت واحتلاله المؤسف لأراضيها وانتهت بسقوط بغداد فى أيد القوات الأمريكية وإعدام الرئيس صدام حسين ، ثلاثون عاما لم تطأ فيها أقدام المصريون أرض الرافدين إلا قليلا ، حتى جاءت الزيارة التاريخية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي فى السابع والعشرين من يونيه المنصرم .
مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة
أما زيارة الرئيس السيسي صباح السبت للعراق تلبية لدعوة حضور مؤتمر تنظمه بغداد للتعاون والشراكة ، فإن حضور سيادته وطبيعة نشاطاته ولقاءاته واستقباله الخاص يؤكد أن مصر استعادة هيبتها الإقليمية وأن المؤتمرات والاجتماعات المهمه لا يمكن أن تحظى بالنجاح إن غابت عنها مصر ، فهي رمانة الميزان وزهرة الرمان وأيقونة الشرق وصمام أمان المنطقة العربية.
مصر والعراق
ليس من الغريب أن يؤكد الرئيس خلال كلمته دعم ومساندة مصر للحكومة العراقيه، فهى مصر ذاتها التى فتحت أبوابها وبيوتها لمن لجأ اليها سياسيا من العراقييين وعلى رأسهم صدام حسين نفسه الذي عاش فى القاهرة منفيا ومستبعدا سياسيا فعشق شوارعها واعتاد على مؤانسة أهلها واحتفظ قلبه بمحبة حقيقية لكل مصري ومن ذهب للعراق فى عهد صدام حسين ستسمعه يؤكد أن "صدام" كان لا يفرق بين مصري وعراقي وأن المصريون فى العراق ليسوا ضيوفا بل كأصحاب الأرض ويتمتعون بمزايا لا يعرفها مقيم أو غريب مثلهم.
المجتمع الدولي
إن مصر تقف مع العراق تسانده وتشاركه وتقدم لها المشورة وترسل له التحذيرات وتطالبه بالتأنى وتناشده بربأ الصدع والحفظ على الثروات وضفر النسيج الوطنى ومقت الطائفية وحماية أرواح الشعب ، وكانت دوما رافضة لكافة التدخلات الخارجية في شئونه والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه، وتدعو كل الدول، لاحترام سيادة العراق، كما شدد و أكد الرئيس فى كلمته المهمه .
إن اللقاءات التى عقدها الرئيس السيسي على هامش المؤتمر كانت بالغة الأهمية ورغم أهمية حديثه مع الرئيس الفرنسي ماكرون لما تتمتع به مصر وفرنسا من علاقات متينه قد تكون هى الأهم فى القارة الأوروبية ، وكذلك لقاءاته المهمة مع رؤساء وقادة الوفود والحوار الإيجابي بينهم، إلا أن اللقاء الأبرز كان لقاء الرئيس بأمير دولة قطر، هو لقاء وصورة ينتهى معها الخلاف وينهى المسار العدائي البالغ الذي اتخذته دولة قطر ضد مصر وإدارتها ومؤسساتها منذ قيام ثورة 30 يونيه وإنهاء حكم جماعة الأخوان فى مصر، وأعلم يقينا أنه لولا أن أجهزة الدولة المصرية قد علمت بأن قطر لن تعود لممارساتها العدائية ولن تواصل موقفها المضاد أو فتح أبوابها ومطاراتها لاستقبال المناؤين لها ، لولا أنها متأكده أن كل ذلك لن يحدث ، قطعا ما كنا سنشاهد ولو صورة عابرة تجمع تميم بن حمد بالرئيس السيسي أو حتى ظله.
مصر أخت العرب الكبري تعلم مسئوليتها جيدا وتعرف دورها فى الحماية والدفاع وتقديم الدعم والمساندة والمشورة وتعرف أن الخلافات العربية قد أعاقت التقدم العام وأدت إلى نهب الثروات وولا سبيل للخروج عن ذلك كله إلا بالتعاون والشراكة وهو عنوان مؤتمر بغداد الذي حضرته مصر بقامتها السامقة وكبريائها الكبير وحكمة قائده