ألفة السلامي تكتب: فضيحة... لقاحات كورونا في القمامة!
ADVERTISEMENT
تنتهي صلاحية ملايين الجرعات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في العديد من دول العالم، ويتم التخلص منها عبر صناديق القمامة بينما تحرم من هذه اللقاحات العديد من البلدان الفقيرة. تلك صورة واقعية لغياب العدالة في سياسات توزيع التطعيمات حول العالم مما يعكس فشلا أخلاقيا كارثيا لدى الدول المتقدمة التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان في حين تهدر أحد أهم الحقوق وهو حق الحصول على الدواء لمواطني الدول الفقيرة. ولا يبدو أن هناك أملا في تخفيف حدة اللامساواة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة في ضوء سباق الدول المتقدمة في إعطاء الجرعة الثالثة المعززة للتطعيم بينما يموت المزيد من مرضى كورونا في الدول الفقيرة دون فرصة الحصول على جرعة أولى.
تحيا مصر ولقاحات كورونا فى القمامة
طبيب طوارئ في مستشفى عام أمريكي فجر هذه الفضيحة عبر سلسلة تغريدات على تويتر هذا الأسبوع دون أن يكشف عن هويته الحقيقية؛ قال الطبيب إن عدد جرعات لا حصر لها انتهى بها المطاف في سلة المهملات، موضحا أن أغلب المستشفيات لا تُبلّغ عن هذه الأرقام خوفًا من العقاب. لكن كيف يحدث ذلك ودول فقيرة تستغيث طلبا للمساعدة في توفير اللقاحات لمواطنيها لضمان الحماية لهم بعد أن اشتدت وطأة الجائحة مخلفة حجما مرتفعا من الإصابات والوفيات؟!
تصف إحدى التغريدات كيف أن فريق التطعيم يدخل غرفة الطوارئ بالمستشفى لتلقيح الأطقم المساعدة والموظفين الذين لم يتلقوا بعدُ اللقاحات. وهناك يعثرون على عدد قليل فقط. وبينما كان الفريق على وشك المغادرة، يقترح طبيب الطوارئ إعطاء الجرعات المتبقية للمرضى المعرضين للخطر أو الموظفين من خارج المستشفى. لكن الفريق رفض، قائلاً إن ذلك ينتهك سياسة المستشفى وإرشادات الدولة بإعطاء اللقاح لموظفي المستشفى العام فقط. تغريدات طبيب الطوارئ شاهدها الآلاف من الناس، ولقيت صدى لدى أطباء آخرين وناشطين في المجتمع المدني محبطين من القواعد واللوائح التي يقولون إنها تجعل الأمر أكثر صعوبة في توفير اللقاح للمزيد من الناس.
مجلس النواب ولقاحات كورونا
اللقاحات لها فترة صلاحية قصيرة بمجرد إذابتها للاستخدام. وبحلول الوقت الذي ينتهي فيه الفريق الطبي من العمل اليومي، تؤول الجرعات المتبقية مهما كانت كميتها إلى القمامة! تقرير صحفي في ولاية جورجيا رصد هذه الظاهرة عن قرب ووثقها على لسان مسؤولين، حيث أكدوا أنه تم إلقاء ما يقرب من 700 ألف جرعة من اللقاح في القمامة منذ بدء حملة التطعيم هذا العام وحتى نهاية شهر يوليو الماضي.
لكن هذا لا يحدث في المستشفيات الأمريكية فحسب؛ في هولندا مثلا، حكى الطبيب ماركو بلانكر لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أنه تم دعوة 250 مريضاً مسناً لتلقي اللقاح، لكن لم يأتِ سوى 72 شخص فقط، وانتهى الأمر بعشرات الجرعات إلى سلة المهملات. وأضاف أنه إزاء تراجع رغبة الناس في الحصول على التطعيم بهولندا، لايزال لدى الأطباء والصيدليات وحدهم ما يصل إلى 200 ألف جرعة لقاح استرازينيكا يتم تخزينها في ثلاجاتهم.
لهذا السبب بدأ بلانكر مع زملائه حملة إلكترونية بهدف توصيل اللقاح إلى بلدان أخرى تعاني من شح اللقاحات، خاصة في أفريقيا. لكن الغريب أن هذه الحملة واجهت مشاكل قانونية ولوجستية من قبل الحكومة الهولندية، رغم عرض شركة شحن بأن تتولى نقل اللقاحات. في النهاية وبعد طول مفاوضات، اضطر القائمون على الحملة إلى تدمير كل اللقاحات غير المستخدمة بانتهاء مدة صلاحيتها، بدلاً من أن تقدم إلى دول في أمس الحاجة إليها.
ولم يكن الأمر مختلفا في ألمانيا حيث تبقى جرعة من بين كل 10جرعات من اللقاحات في مكاتب الأطباء دون استخدام، وتحتفظ المخازن حاليا بنحو 3.2 مليون جرعة مهددة بالضياع.
مصر وتوفير لقاح كورونا
منظمة الصحة العالمية دقت جرس الإنذار محذرة من ضياع مليون جرعة استرازينيكا بحلول سبتمبر المقبل بسبب انتهاء صلاحيتها. وهذه المشكلة قديمة لدى المنظمة حيث واجهتها من قبل في اللقاحات التي تطرحها سنويا وكان مصير50% من التطعيمات المختلفة في القمامة بسبب مشاكل سلسلة التوريد، مثل عدم وجود مساحة كافية في الثلاجات أو مشكلات النقل وسوء التخزين. وقد فشلت أيضا مبادرة «كوفاكس» التابعة لمنظمة الصحة ومبادرات التطعيم العالمية الأخرى حتى الآن في بناء نظام تطعيم عالمي عادل. وتتدفق 85% من اللقاحات على البلدان الغربية، حيث تم إعطاء 5 مليارات جرعة لهذه البلدان. وتُركت البلدان الفقيرة رهينة للتبرع بالجرعات الفائضة من الدول الغربية. لكن حتى عمليات التبرع متوقفة تقريبا بسبب ارتفاع كلفة إعادة شحنها إلى الخارج. ومازال عدد من حصلوا على اللقاح عالميا متواضعا للغاية: ثلث سكان العالم فقط تلقوا جرعة واحدة إلا أن عدد من تم تطعيمهم في البلدان الفقيرة لا يتجاوز 1.4% لمرة واحدة. ولا يبدو في الأفق أي أمل في رفع «جور» توزيع اللقاحات! [email protected]