عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بالصور.. بعد اتساع رقعة الصراع القائم بتيجراي آلاف الإثيوبيين يفرون إلى السودان المنهك اقتصاديًا

تحيا مصر

بسبب الصراع الممتد والدائر بين إقليم تيجراي الإثيوبي، والقوات الحكومية المركزية، التي يرأسها آبي أحمد، وقوات جبهة تحرير تيجراي، مما تسبب بمقتل المئات، ونزوح عشرات الآلاف، الى السودان، واتساع رقعة الصراع العرقي، لم يكن أمام إثيوبيين من أقلية الكومنت، من خيار بعد اندلاع نزاع في إقليم تيجراي سوى الفرار إلى السودان المجاور.

ففي بلدة باسنقا السودانية الحدودية مع إثيوبيا، تقول اللاجئة إميبيت ديموز، "أُحرقت منازلنا وقُتل آلاف الأشخاص، ولم نتمكن من أخذ الجثث ودفنها، منذ اندلاع الصراع في نوفمبر".

حرب الأقليات

وبعد اتساع رقعة الصراع الدائر، أُقحمت في أعمال العنف مجموعات أخرى تقاتلت على أراض في معارك امتدت من تيجراي إلى ولاية أمهرة المجاورة، وطن شعب الأمهرة، وكذلك أقلية الكومنت العرقية، ويدعم مقاتلو منطقة أمهرة، قوات آبي أحمد، في محاولة للوصول إلى تسوية لنزاعهم المستمر منذ عقود على أراض يقولون إن جبهة تيجراي استولت عليها خلال حكمها للبلاد، الذي استمر قرابة ثلاثة عقود قبل توليه السلطة في 2018.

ولطالما شعرت أقلية الكومنت بالغضب من التأثير الثقافي والاجتماعي لشعب الأمهرة المهيمن، وفي السنوات الماضية طالبت بحكم ذاتي.

وفي عام 2017، انتهى الاستفتاء الذي ٌأقيم حول منطقة حكم ذاتي للكومنت بأحقاد، وتسبب الخلاف الناجم عن ذلك إلى اشتباكات تزايدت وتيرتها بين المجموعتين.

وتقول إميبيت،إحدي الفتيات البالغة من العمر 20 سنة،بشأن مقاتلو الامهرة أن  "مقاتلو الأمهرة المدعومون من الحكومة أرادوا إخراجنا من أرضنا"، وتضيف "هم يقتلوننا لأننا أقلية عرقية".

غير أن المتحدث باسم ولاية أمهرة غيزاتشو مولونه نفى صراحة في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تكون مجموعة الكومنت العرقية عرضة للاستهداف.

ويقول قادة مقاتلو الأمهرة، إن مساعي الكومنت لإقامة حكم ذاتي أججها إلى حد كبير متمردو تيجراي، الذين يدعي قادتهم إنهم يخوضون حرباً بالوكالة من طريق دعم المجموعة.

تبادل الاتهامات

 

 

وقال غيزاتشو، إن الذين يوصفون باللاجئين "موالون لجبهة تحرير شعب تيجراي، وخلقتهم جبهة تحرير تيجراي بهدف صرف انتباه إثيوبيا وأمهرة".

وتقدر الأمم المتحدة أن حوالى 200 ألف شخص شُردوا من منازلهم في منطقة أمهرة، حيث تسببت أعمال العنف والتخريب  في توسيع الخلافات بين الجماعات العرقية الموجودة فى هذه المنطقة .

ويقول اللاجئ الكومنتي بالاتا غوشي "أراد الأمهرة منا الوقوف إلى جانبهم في الصراع ضد تيجراي"، متابعاً "رفضنا الانحياز إلى أي طرف، فقاتلونا".

وأجبرت الاشتباكات بين سكان الأمهرة والكومنت آلاف المواطنين على الفرار في أبريل هذا العام الجاري ، بحسب وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

سد النهضة

ويقول نشطاء من الكومنت، إن وطنهم التاريخي يتضمن العديد من القرى محاذية لدولة السودان، لكن تسبب أيضاً فى وجود اتهامات بأن الكومنت تلقوا دعماً من السودان المنخرط في نزاع على أراض مع إثيوييا، خصوصاً في مناطق قريبة من أمهرة.

 

وساءت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا، بشأن سد النهضة المقام على النيل الأزرق، الذي تخشى دولتا المصب مصر والسودان، أن يهدد المياه التي تعتمد عليها الدولتان.

 

وبالاشارة إلى  المدنيين العالقين في الوسط مثل إميبيت، فإن أعمال العنف لم تترك لهم أي خيار سوى الرحيل والخروج من بلادهم كلاجئين ، وعبر ثلاثة آلاف لاجئ من الكومنت إلى السودان منذ الشهر الماضي، بحسب مسئولين سودانيين.

 

ويستقبل دولة السودان أكثر من 60 ألف لاجئ من تيجراي، بحسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة، وهو ما يشكل عبئاً على بلد يعاني أزمة اقتصادية حادة فى كل القطاعات .

ظروف قاسية

 

 

ووجدت إميبيت ملجأ في بلدة باسنقا، حيث تقيم مع العديد من  آلالا ف آخرين في مخيم عشوائي ملئ بالمواطنين، كان في السابق مدرسة ثم أصبح  يضم ألف لاجئ، وفيما تتوفر مواد غذائية أساسية، إلا أن إميبيت تنام تحت أغطية بلاستيكية لا تحمي حتي من اشاعة الشمس الحارقة ،أو الأمطار الغزيرة، وتقول "على الأقل نحن بأمان".

ويعتبر لاجئون من الكومنت أنهم ضحايا صراع عرقي قديم بين المنطقتين.

ويقول أمان فارادا، اللاجئ من مدينة غوندار في شمال إثيوبيا، ويبلغ من العمر 26 سنة، "التوترات تتفاقم بالفعل منذ سنوات"، ويضيف "في البداية كانت الخلافات عرقية، أما الآن فالحكومة تقاتلنا".

ويعتقد كسوا أبايي، أن الأمهرة استغلوا النزاع في تيغراي "ذريعة" لتوسيع سيطرتهم على أراض أخرى، ويقول عامل البناء يبلغ 50 سنة، "يعتبرون المنطقة بأسرها لهم، لذا لا يريدون أياً منا (الكومنت) أو التيجرانيين هناك".

وبعد أسابيع من القتال، أعلن آبي أحمد،تارئيس الاثيوبي  الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، النصر بعد أن استولت قواته على عاصمة إقليم تيجراي، ميكيلي .

لكن في يونيو استعاد مقاتلو جبهة تيجراي السيطرة على جزء كبير من الإقليم، بما في ذلك العاصمة، وتقدموا شرقاً وجنوباً نحو منطقتي أمهرة وعفر، وتقول الأمم المتحدة إن خطر المجاعة يهدد نحو 400 ألف شخص في تيجراي بسبب النزاع، حيث المعارك مستمرة.

ولا يرى لاجئو الكومنت احتمالات لعودتهم إلى التيجراي فى  إثيوبيا في وقت قريب. وتقول إميبيت "لا يمكننا العودة، كيف يمكن أن نعود وهذه الحكومة لا تزال قائمة؟".

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي