أمريكا خذلت العالم.. وبايدن في قفص الاتهام.. وترامب يدعوه إلى الاستقالة.. ومخاوف من عودة تنظيم القاعدة
ADVERTISEMENT
مع تفاقم الأزمة داخل أفغانستان كل ساعة، وذلك بعد سيطرت حركة طالبان على أكثر الأراضي الأفغانية ودخول حركة طالبان القصر الرئاسي، مما أحدث قلقًا بالغًا على المستويين الدولي والإقليمي، سادت حالة من الذهول عمت الأروقة الأمريكية إزاء السرعة التى سقطت بها أفغانستان فى براثن حركة طالبان، وسط شكوك إزاء التقديرات الأمريكية السابقة حول وتيرة إعادة تكون الجماعات الإرهابية فى أفغانستان.
تأكيدات جو بايدن
لايزال الجميع يسترجع تأكيدات الرئيس الأمريكى جو بايدن فى ٨ يوليو الماضى، بأن احتمال أن تجتاح طالبان أفغانستان وتمتلك الدولة بأكملها غير مرجح، فى موقف يمثل الاختبار الأكثر صعوبة للرئيس الأمريكى كقائد أعلى للجيش، وستكون الأيام المقبلة حاسمة فى تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على استعادة قدر من السيطرة على الوضع أم لا.
وقد اعترف كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية، بأن السرعة الكبيرة التى انهارت بها قوات الأمن الأفغانية قد أخذتهم على حين غرة.
وزير الخارجية الأمريكي
وقال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى، "رأينا أن الجيش الأفغانى لم يكن قادرا على حماية البلاد، وقد حدث ذلك بسرعة أكبر مما كنا نتوقع".
لقد كان بايدن أكثر تفاؤلا بشأن التوقعات الخاصة بقدرة القوات الأفغانية على صد طالبان جزئيا لمنع المزيد من التآكل فى الروح المعنوية بين صفوفهم، لكن ذلك كان فى النهاية عبثا.
الوكالة الأمريكية
وكشفت الوكالة الأمريكية عن توترات بين مسئولى الأمن القومى الأمريكى وبين أعضاء مجلس النواب، فقد ثار غضب الزعيم الجمهورى كيفين ماكارثى، إزاء عدم تأكيد مسئولى الإدارة الأمريكية إذا ما كان الرئيس أشرف غنى قد غادر أفغانستان.
مايكل والتز النائب الجمهوري
واعتبر النائب الجمهورى مايكل والتز، فى الإيجاز المقدم من جانب مسئولى الأمن، مجرد استرجاع للإعلان الذى قام به غنى على موقع «فيسبوك». وأضاف والتز، أنه لم يكن هناك نقاش حول الطريق قدما، سوى بعض التأكيدات الغامضة بأنهم سيحمون الأراضى الأمريكية.
بايدن في قفص الاتهام
وقد شن بعض أعضاء الحزب الجمهورى هجوما على استرتيجية بايدن للانسحاب، وقالوا إن صور طائرات الهليكوبتر الأمريكية وهى تحلق فوق السفارة الأمريكية فى كابول، تذكر بالمغادرة المهينة للأمريكيين من فيتنام. واعتبر ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ، مشاهد الانسحاب بمثابة إحراج لقوة عظمى تعرضت للإذلال.
وامتد الهجوم إلى شخص بايدن الذى يقوم بقضاء عطلة فى كامب ديفيد، بينما الوضع يتجه للفوضى فى أفغانستان، وفى مواجهة ذلك، أصدر البيت الأبيض صورة للرئيس بايدن وهو يتلقى إيجازا حول الوضع فى أفغانستان، عبر مكالمة «فيديو» فى كامب ديفيد، في ظل تساؤلات العالم أين جو بايدن؟.
من جانبه طالب السيناتور توم كوتون، بايدن بمخاطبة الشعب الأمريكى فورا، إزاء الوضع الكارثى فى أفغانستان، واتهم بايدن بالاختباء.
قلق متزايد
على جانب آخر، هناك قلق متزايد بين المسئولين الأمريكيين حول إمكانية تصاعد التهديدات الإرهابية ضد الولايات المتحدة، مع تطور الوضع فى أفغانستان، وقال الجنرال مارك مايلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، أخبر أعضاء بمجلس الشيوخ بأنه من المتوقع أن يغير المسئولون الأمريكيون تقديراتهم الأولية حول وتيرة إعادة تكون الجماعات الإرهابية فى أفغانستان. فبناء على تطور الوضع، يعتقد المسئولون أن جماعات مثل القاعدة ستكون قادرة على النمو بشكل أسرع من المتوقع، وقال مسئولون لأعضاء بمجلس الشيوخ، إن أجهزة المخابرات الأمريكية تقبع حاليا على وضع جدول زمنى جديد بناء على تطور التهديدات.
وكان كبار القادة بوزارة الدفاع الأمريكية، قد أكدوا فى يونيو الماضى، أن تنظيمات مثل القاعدة قد تكون قادرة على العودة من جديد فى أفغانستان، وتشكل تهديدا للأراضى الأمريكية خلال سنتين من الانسحاب الأمريكى.
فى المقابل، حاول بعض مسئولى المخابرات الأمريكية الحاليين والسابقين، الرد على الانتقادات لما وصف بفشل الأجهزة الأمريكية فى توقع سرعة سقوط كابول. وقال مسئول مخابراتى، إن الاستعادة السريعة لسيطرة طالبان كانت دائما احتمالا ممكنا، وأضاف الجنرال المتقاعد روبرت أشلى، والذى قاد المخابرات بوزراة الدفاع حتى أكتوبر الماضى، إن وجود عدد أقل من الأمريكيين مغروسين داخل القوات الأفغانية، يعنى وجود رؤية أقل لكيفية أداء تلك القوات.
يأتى ذلك فى إشارة لخفض الوجود الأمريكى فى أفغانستان إلى ٢٥٠٠ جندى بنهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، مما شكل عائقا أمام الجهود المخابراتية فى أفغانستان.
مراقبة التهديدات الأمريكية
وتزداد مراقبة التهديدات الإرهابية فى أفغانستان صعوبة، مع انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان. وتعمل أجهزة المخابرات فى أفغانستان جنبا إلى جنب مع قوات الجيش. وبدون نفس الوجود العسكرى، فإن الجواسيس يكونون محدودون للغاية فيما يمكنهم جمعه من معلومات، حول معنويات القوات الأفغانية أو التأييد لطالبان.
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطى كريس مورفى عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، إن طالبان لديها الكثير من الأسباب للحفاظ على اتفاقها مع الولايات المتحدة وإبقاء القاعدة بعيدا. وأضاف أن المهمة الآن هى مراقبة هذا الالتزام والتثبت منه.
دونالد ترامب
فى غضون ذلك، دعا الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب خليفته الديمقراطى إلى الاستقالة، قائلا: "لو كنتُ رئيساً الآن، لأدرك العالم أنّ انسحابنا من أفغانستان مرهون بشروط".