40 ألف شخص عالقين.. واشنطن وحلفاؤها في سباق محموم مع الزمن لإظهار أنهم فعلا أوفياء لمن ساعدوهم
ADVERTISEMENT
بعد تحقيق حركة طالبان تقدمًا ميدانيًا متسارعًا في مختلف مناطق أفغانستان، تصعد دول غربية مساعيها لإجلاء آلاف الأفغان الذين ساعدوا قواتها على مدار سنوات الحرب الطويلة في البلاد، ومنذ الربيع الماضي بدأت الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأكبر من حيث عدد القوات في أفعانستان، وضع خطط لإجلاء المترجمين الأفغان الذين تعاونوا معها وعائلاتهم من البلاد وسط مخاوف من استهدافهم لغايات انتقامية من قبل مسلحي حركة طالبان بعد خروج القوات الأمريكية.
مأساة مطار كابول
وحسب بعض التقديرات الأمريكية، فإن عدد من يفترض إجلاؤهم قد يقدر بأربعين ألف شخص عملوا مع الجيش الأمريكي طوال العشرين عامًا الماضية داخل كابول فقط، وقد وعدت أمريكا هؤلاء بأنها لن تتركهم خلفها، ورتبت لهم السفر لدول عديدة في الخليج، وفي أمريكا نفسها.
هل تكون كابول سايجون أخرى؟
أمريكا أعلنت إنه لن يحدث مثل ما حدث في سايجون "عاصمة فيتنام الجنوبية آنذاك" مرة أخري، حيث أجبر السقوط المفاجيء للمدينة ترك المتعاونين مع أمريكا لجيش الشمال يفعل بهم ما يشاء، إلا أن ما حدث في سايجون حدث في كابول، و توقعات الإدارة الأمريكية بسقوط كابول في غضون تسعين يومًا كانت خاطئة، وسقطت المدينة بعد خمسة أيام من إعلان أمريكا هذا التوقع، و بدأ الآلاف من المتعاونين مع أمريكا هم وأفراد عائلتهم بالتوجه الي المطار في حالة هلع و خوف من انتقام طالبان منهم، إلا أن الجيش الأمريكي المسيطر علي مطار كابول لم يكن يتوقع ذلك، وساد المطار الفوضي.
ترتب عليها حتي اللحظة مقتل خمسة أفغان برصاص أمريكي عندما حاولوا ركوب طائرة شحن أمريكية، و مقتل ثلاثة آخرين بعد سقوطهم من ارتفاع عال بعد تعلقهم بالطائرة.
هل تتحول مأساة مطار كابول لفيلم هوليودي أمريكي؟
مأساة الأفغان لم ولن تنتهي، والمطار وما يحدث فيه الآن هو ملخص لمعاناة الأفغان وانعدام طرق الحياة والهروب من الجحيم القبلي الديني.
أمريكا علي جانب آخر لن تخسر أي شيء من ذلك، بل سوف تقوم بعمل فيلم عن مطار كابول وبطولتها في إنقاذ الأفغان من المطار يدر عليها الأرباح بالملايين، أمريكا تعرف كيف تحقق الربح من كل موقف.
لتبقى واشنطن وحلفاؤها في الناتو في سباق محموم مع الزمن لإظهار أنهم فعلا أوفياء لمن ساعدوهم وقادرون على ضمان حمايتهم.