كيف يؤثر آبي أحمد على شكل المعارضة بداخل الإقليم منذ توليه رئاسة وزراء إثيوبيا
ADVERTISEMENT
يعد إقليم تيجراي من أهم الأقاليم الإثيوبية، حيث يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في إثيوبيا، إلا أنه يشهد صراعًا دمويًا، مع حكومة أديس أبابا، وما تزال أزمة الإقليم مستمرة، في وقت يتدفق فيه المزيد من اللاجئين إلى السودان حيث ظروف المخيمات التي يقيمون بها كارثية.
موقع الإقليم
إقليم تيغراي يقع بشمال إثيوبيا، وهو إقليم صغير، لكنه يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير في تاريخ إثيوبيا، والإقليم غني بالزراعة، وهو أحد أهم الوجهات السياحية في البلاد، كما يضم مراكز تاريخية ودينية مصنفة على قائمة التراث العالمي وفي مقدمتها مدينة أكسوم مهد الكنيسة القبطية الإثيوبية، ويتشارك الحدود مع دولتي السودان وإريتريا. وإقليم تيجراي أحد المناطق الإدارية العشر التي تتألف منها إثيوبيا المقسمة وفق نظام "فيدرالي إثني".
وقد هيمن الإقليم عبر جبهة تحرير تيجراي على الهيئات السياسية والأمنية في إثيوبيا، حين أسقطت ديكتاتورية الحكومة العسكرية المؤقتة لإثيوبيا الاشتراكية، وحتى وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.
آبي أحمد رئيسًا للوزراء
ومنذ وصول آبي أحمد لرئاسة وزراء إثيوبيا، حيث إن رئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي، تم إبعاد قادة الجبهة تدريجيا من مناصب المسئولية في "أديس أبابا"، فانتقلوا إلى المعارضة، ما حد من نفوذها السياسي، فانكفأت إلى تيجراي حيث أعادت ترميم شرعية شعبية متحدية أديس أبابا.
وتستند الجبهة في منطقتها إلى حوالي 200 ألف عنصر من القوات شبه العسكرية والمسلحين، بحسب مجموعة الأزمات الدولية التي تستند إلى مصادر في تيجراي، كما أن الجبهة لا تزال نافذة داخل الجهاز الأمني والعسكري الفيدرالي حيث لا تزال تحظى بحلفاء من التيجراي ومن مجموعات قومية أخرى
سكان الإقليم
ويعد إقليم تيجراي، من مسمى الإقليم يقطنه التيجراي وهم من الأقليات الإثيوبية التي تضم حوالي ستة ملايين نسمة، وهي تعادل أقل من 6% من عدد الإثيوبيين الذين بلغ تعدادهم نحو 110 ملايين نسمة، ويتميز الإقليم بتضاريس وعرة من الجبال العالية والسهول الخفيضة، ويقع عند أقصى شمال إثيوبيا، على مسافة أكثر من 600 كم من العاصمة الفيدرالية أديس أبابا، وتحدّه من الشمال إريتريا، الذي يضم بين سكانه أيضا إثنية التيجراي التي تتكلم التيجرانية على غرار سكان الإقليم، وتقع عاصمته "ميكيلي" في شرق الإقليم وكانت تعد قبل اندلاع النزاع حوالى نصف مليون نسمة، أي أقل من 10% من مجموع سكان الإقليم.
الإقليم في تاريخ إثيوبيا
يتميز إقليم تيجراي بأنه يلعب دورا محوريا في تاريخ إثيوبيا، ولا سيما على الصعيد الديني، وهو اليوم بفعل تراثه أحد الوجهات السياحية الكبرى في البلاد، ويضم الإقليم مدينة أكسوم المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي كانت مركزا للحضارة الإثيوبية القديمة. وكانت المدينة مقر مملكة أكسوم بين القرن الأول والقرن التاسع. وبفضل الجهود التبشيرية للكنيسة القبطية، أصبحت المسيحية في القرن الرابع الديانة الرسمية لمملكة أكسوم، ويضم عشرات الكنائس القديمة المحفورة في الصخر عند أعلى كتل صخرية شاهقة، كما يؤوي مسجد النجاشي التاريخي الذي يقصده المسلمون.
الإقليم منطقة زراعية
والإقليم بالأساس هو منطقة زراعية تنتج مزروعات مهمة مثل السمسم المعد للتصدير، كما تضم صناعات تنتج على المستوى الوطني. وتبرز المنطقة في قطاع البناء الذي يشهد نموا كبيرا في إثيوبيا، فتضم اثنتين من كبرى المجموعات العاملة على الصعيد الوطني، وهما "سور كونستروكسيون" و"ميسيبو سيمينت"، الشركة الأولى للإسمنت.
الشركات الكبرى بالإقليم
ومن الشركات الكبرى في الإقليم أيضا "ألميدا تكستيل"، أحد أكبر مصانع النسيج في البلاد، و"إيزانا ماينينغ" من كبار منتجي الذهب، و"ميسفين إنداستريال أنجنيرينغ" التي كانت تصنع قبل سنوات سيارات بيجو في إثيوبيا.
وهذه الشركات الخمس في تيجراي من ضمن مجموعة تضم 38 شركة جمدت حساباتها المصرفية منذ منتصف نوفمبر، إذ يتهمها المدعي العام الإثيوبي بالارتباط بجبهة تحرير شعب تيغراي الذي يدير المنطقة.