عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فيبي فوزي: تأميم قناة السويس جاء تصحيحا لأوضاع تاريخية مهينة لم يقبل الشعب المصري بها

تحيا مصر

قالت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ أنه لا يوجد مكان على أرض مصر يجسد بصدق فكرة عبقرية المكان مثلما تفعل ذلك قناة السويس ، فهي الموقع الشاهد على كل ملاحم مصر في العصر الحديث، بداية من حفر القناة الذي تم بسواعد و دماء مصرية في أصعب الظروف و انتهاء بملحمة تعويم السفينة "ايفير جيفين" بسواعد و إرادة مصرية ، أيضا في أصعب الظروف .

ذكرى تأميم قناة السويس

وأضافت:” و اليوم و نحن نحتفل بذكرى تأميم قناة السويس نجد أن حدث التأميم  كان عنواناً على صفحة جديدة في التاريخ المصري ، بل و دون أدنى مبالغة في النظام العالمي الذي تأثر كثيرا بهذا الحدث، حيث أنه على الصعيد المصري عادت قناة السويس لسيطرة أبناء الشعب صاحب الأرض و المالك الحقيقي لها، و هنا لابد من الإشارة إلى أن تأميم القناة كان لأسباب ابعد و أخطر بكثير من تمويل بناء السد العالي ، كان رمزا وطنيا لبداية عصر جديد تستعيد فيه الشعوب سيادتها ، فقد كانت شركة قناة السويس العالمية بمثابة دولة داخل الدولة ، و ما كان للكرامة الوطنية أن تخنع لهذا الوضع الشاذ في عصر الجمهورية التي أعلنتها ثورة ٢٣ يوليو ، لقد كان تأميم قناة السويس تصحيحا لأوضاع تاريخية مهينة لم يعد الشعب المصري يقبل بها .

محاولة إحباط الإرادة الوطنية 

وتابعت:” اما على الصعيد العالمي فقد كان تأميم قناة السويس قرارا جريئا لا يمكن أن يمر على قوى الاستعمار و أن تقبله دون محاولة احباط الإرادة الوطنية البازغة ، و التي تهدد مكانتها و هيمنتها ، من ثم كان العدوان الثلاثي على مصر في محاولة لتركيعها و إعادة الأمور إلى نصابها من وجهة نظر اكبر قوتين عالميتين في تلك الحقبة بريطانيا و فرنسا ، و لما أراد الله لهما الهزيمة المنكرة على يد هذه الأمة الناهضة ، كان ذلك إيذانا بأفول قوى عالمية و ظهور قوى أخرى تسيطر على النظام الدولي، بالفعل كان حدث تاميم قناة السويس و فشل العدوان الثلاثي الذي تلاه بمثابة الإعلان عن تغيرات عميقة في بنية النظام الدولي وفق ما يراه كافة المؤرخين و علماء السياسة .

واكملت وكيل مجلس الشيوخ:” تأميم قناة السويس كان أيضاً دفعة قوية لحركات التحرر من الاستعمار على المستوى العالمي ، إذ بدا واضحا أن الشعوب الناهضة و في القلب منها مصر قادرة على الأخذ بزمام المبادرة و امتلاك مقدراتها ، و تنفيذ خطط تنميتها بسواعد أبنائها و من مصادر دخل محلية يمكنها أن توفر تكلفة هذه التنمية ، لقد كان تأميم قناة السويس الصيحة التي أيقظت دوافع التحرر و نفضت الغبار عن الوطنية الكامنة في نفوس الملايين في منطقتنا و على مستوى العالم .  يجسد حدث التأميم بامتياز  الشخصية المصرية القادرة على التعاطي مع أعقد الظروف و مواجهة اقسى التحديات ، من خلال ما تم عقب انسحاب المرشدين الأجانب ، فقد كانت تلك ملحمة أخرى نجح فيها الإنسان المصري بجدارة ، ليثبت للعالم أجمع و في مقدمته تحالف الاستعمار ، أن المصريين يستطيعون بكل كفاءة إدارة و تشغيل قناة السويس تماما مثلما كانت تقوم على ذلك شركة قناة السويس العالمية . اختبار واجهه المصريون العديد من المرات و نجحوا فيه دائما بامتياز.

وأوضحت :” تحيلني هذه الفكرة إلى اخر ما مرت به قناة السويس و العاملون بها و على رأسهم معالي الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس من اختبار مفاجيء و معقد بكل المقاييس اثر جنوح السفينة ايفر جيفين و تعطل الملاحة في القناة ، الأمر الذي توقف له العالم مراقبا ما سيحدث و طارحا العديد من السيناريوهات التي كان أفضلها ، لا يعيد الملاحة قبل عدة أشهر ، و لكن كان للمصريين راي آخر ، فخلال ستة أيام و بسواعد و خبرات مصرية و متابعة متواصلة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكن المصريون العاملون في قناة السويس من تعويم السفينة الجانحة و استئناف الملاحة دون اية خسائر . و تستمر ملحمة قناة السويس التي كان تاميمها استردادا للكرامة الوطنية و عنواناً على قيام دولة لها شعب و جيش قادران على بذل الدماء و الأرواح من أجل حماية ترابها و مائها ،  لتترسخ أمام العالم صورة مصر كبلد قادر بأبنائه الاوفياء على إدارة و تشغيل اهم مرفق ملاحي عالمي ، بل و زيادة قدرته على استيعاب المزيد من السفن بكافة اجيالها و حمولاتها عبر حفر قناة السويس الجديدة ، هذا المشروع العملاق الذي أمر بتنفيذه القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتدخل به قناة السويس مرحلة جديدة في تاريخها الحافل”.

تابع موقع تحيا مصر علي