الفشل الإثيوبي .. حلقة في سلسلة انتصارات مصرية دبلوماسية وفنية تنذر بحسم أزمة السد
ADVERTISEMENT
عدم اكتمال الملء الثاني انتصار للإرادة المصرية الحكيمة..والخيارات الحاسمة لازالت متاحة
حالة من الإجماع سادت بين الخبراء والمراقبين لملف سد النهضة الإثيوبي وتطوراته، إن مصر قد بذلت منذ سنوات طويلة مجموعة من الخطوات والاستراتيجيات التي تثببت الآن نجاحها الكاسح مقابل حالة فشل مؤكدة تحيط بالقرار الإثيوبي، سواء منذ سنوات، أو منذ أيام حيث أعلن الجانب الإثيوبي عن الفشل في إتمام عملية الملء الثاني.
يرصد تحيا مصر، الأرضية الصلبة التي انطلقت منها الإرادة المصرية في مواجهة التعنت الإثيوبي، والخطوات والمراحل المتتالية التي أظهرت تفوق واضح للمفاوض المصري، والقيادة المصرية الحكيمة، والتي أكدت وكررت على أن كافة الخيارات والبدائل الحاسمة في الرد على إثيوبيا متاحة.
الفشل الذريع
كان ولايزال العالم يتوجه بالنصح للإثيوبيين بأن مصر ومن خلفها السودان، هم دول كبرى، وأصحاب رصيد تاريخي وحضاري وسياسي هائل، وأن في المقابل إثيوبيا عليها ألا تواجه مصر بكل ماتملكه من ثقل إقليمي وقوى للردع والحسم، ولم تنصت أديس أبابا لتلك النداءات.
كانت النتيجة المنطقية منذ ساعات قليلة، أن إثيوبيا عجزت بشكل مخزي عن ملء السد بمعدل 13 مليار متر مكعب كما كان مخططًا له، واكتفت بملء 3 مليارات متر مكعب فقط؛ بسبب مشكلات فنية كبيرة، وَفق ما ذكره كبار الخبراء والمتابعين لشؤون السدود.
الحكمة المصرية
تمتعت مصر بسياسة "النفس الطويل" حتى الآن في مواجهة الصلف والتعنت الإثيوبي، وقد بدأت مصر رحلة التفاوض منذ بدايتها بحكمة قائدها وحنكته وقدرته على المناورة الشفهية والحصول على أكبر قدر من المكاسب المصرية، وعدم الظهور أمام العالم بمظهر الرافض لتنمية المقدرات الإثيوبية.
وقد نجحت مصر بحكمة قائدها، في تعرية الوجه الإثيوبي الحقيقي، وتعريف العالم كله بالرغبة المصرية في تنمية إفريقيا وإحداث نهضة حقيقية لشعوبها، وفي الوقت نفسه عدم إبداء أي تنازل عن قطرة من المياه للحقوق المصرية، حتى بدا واضحا للجميع إن إثيوبيا لن تستطيع توليد الكهرباء بالكمية التي حددتها بل ستولد الطاقة من التوربينَين المنخفضَين، والذي كان يمكنها توليدها من الملء الأول؛ مما يزيد من الفشل الإثيوبي.
الصبر المصري
عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي عن أن مصر لازالت في حالة استعداد كامل لمد أواصر التعاون والثقة بين مصر والدول الإفريقية، وأنها في الوقت نفسه لاتخشى أحدا في الدفاع عن حقوقها المائية، وأن رئيسها وجيشها على أتم استعداد للدفاع عن المصريين والتضحية الحقيقية من أجل حياتهم. بات هناك إجماع على أن ما قامت به إثيوبيا حاليًّا هو نجاح مصري بحت، وأن أقصى ماتفعله أديس أبابا هو المناورة سياسية، لخداع وإيهام الشعب الإثيوبي ما وعدته به في تحقيق ما أوهمته به؛ من أجل الفوز بالانتخابات، وفي نفس الوقت لم تستطع فعليًّا الوصول إلى منسوب 595 مترًا وتخزين الكمية المطلوبة للملء الثاني (13.5 مليار متر مكعب)، بسبب مشكلات حقيقية في تنفيذ بناء السد، الذي لم ولن يصمد أمام الإرادة المصرية.