محمد رشوان يكتب: الجمهورية الجديدة
ADVERTISEMENT
تحل علينا ذكرى ثورة الثلاثون من يونية، والذى يعد يومًا فارقًا في تاريخ المحروسة، فهو مشروع ولد ولاده متعثرة من رحم الحزن والغضب والألم، مشروع نبت في ميدان التحرير كفسيلة ضعيفة لا تقوى على حرارة الجو وقلة المياه، وضغط دولي غير مسبوق، وصراع داخلي محموم، طوائف وفرق، منازعات ومشاحنات وانشقاق، ولكن ثمه زرعة نبتت في ظل تلك الظروف، يحيطها الأمل ويرويها دم الشهداء من أبناء هذا الوطن العزيز، يتبناها رجل من مدرسة الجندية المصرية، لا يملك إلا شرف المحاوله، ولكنه يملك شغف النجاح وعزيمة الرجال ويملك القوة والكفاح.
محاولة النجاح
وقبل ذلك كله يملك قبول الشعب المصري ويؤمن بالله إيمانًا راسخًا، فهو الاحتمال الأخير لهذا الوطن، الرهان النهائي، فأما الضياع أو محاوله النجاح.. لم أقل النجاح وإنما قلت محاولة النجاح، والنجاح بيد الله وليس للإنسان إلا ما سعى، ولكن المحاولة واضحة، والشواهد عديدة، والسعي مشكور والجهد موفور، والأمل خرج إلى النور، والدولة وقفت على قدمين ثابتتين راسختين في الأرض، وماهي إلا ساعات ويفتتح الرئيس السيسي العاصمة الإدارية الجديدة والبرج الأيقوني رافعًا رأسه إلى عنان السماء، سائلًا المولى عز وجل أن يشهد عليه إنه حاول وحاول وعمل وصنع وبني وشيد، والله خير الشاهدين.
الجمهورية الجديدة
لازالت أذكر كلمته إلى الفريق كامل الوزير في تدشين توسعات قناة السويس باكورة حلمه (سنه كفاية) وقد كان ساعات ويوجه هذا الرجل الذي اختاره الشعب كلمته إلى أبناء الشعب قائلا:” اهي عاصمتكم الجديدة، ها هي الدولة المصرية الحديثة، ها هي عجله القطار دارت وستجر جميع العربات، ويبقى توفيق الله وعمل الناس ودعاء الساجدين، وقل اعملوا فسينظر الله إلى عملكم ورسوله والمؤمنين.
الخيار الوحيد
عزيزي القارئ.. لقد وضعنا هذا الرجل أمام خيار واحد، هو العمل.. العمل ثم العمل، لم يعد بوسعنا الآن العودة إلى الخلف أو الجلوس على المقهى، لقد حارب هذا الرئيس كل مورثوتانا السيئة من تواكل ورحرحة وجلوس على المقاهي بالساعات، لقد وضع نظامًا صارمًا يقوده العمل والعلم، فمن سيعمل ويتعلم ويجتهد فمرحبا به بيننا مواطنا صالحا يشارك الوطن طموحاته وإنجازاته، وأما من لا يعمل ولا ينتج فمن الصعب أن يعيش في تلك الجمهورية الجديدة، تلك هي قواعدها وذلك هو نظامها، وهذا هو الصحيح، ولكن ثمة مرحلة أخرى لابد أن تبداء وتنتهي سريعا وهي العلم والصحة والمرور ودعم الفقراء، حتى تكتمل القواعد وتتفتح الزهور وتهداء الأمور، وكلي ثقة أن الرجل الذي صنع وبني يستطيع أن يجدد ويطور، ولكن نحتاج الآن إلى ثورة تشريعية ومجتمعية ورياضية مقرونة بتوقيتات محددة يعمل عليها الجميع، ثورة في ضمائرنا تجعلنا نرفض الفسوق والفجور والأخطاء وسوء الأخلاق، نحتاج بقوة أن تكون الأخلاق عنوان الجمهورية المصرية الجديدة.
نحتاج إلى التكاتف والعمل أكثر من أي وقت مضى، فافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة كالابنه البكر لثورة يونيو، هي بداية الجمهورية الجديدة وليس نهايتها، فتحيا مصر وتعيش ضحكتها وصبر شعبها.