النائب حسانين توفيق يكتب: 30 يونيو وعودة الانتماء
ADVERTISEMENT
فضلا عن فضائل وإنجازات كثيرة لثورة ٣٠ يونيو، فإن البعد الذى يغفله كثيرون أن مصر فى هذا اليوم الهام من تاريخنا المعاصر دافعت عن كثير من قيمها الحضارية التى تحققت عبر آلاف السنين وبفضل تراكمات حضارية شكلت فى نهاية المطاف الشخصية المصرية بكل تفاصيلها وبساطتها وتعقيداتها، والتي حين شعرت بأن شيئا ما يهدد وجودها انتفضت على النحو الذى شاهدناه فى ٣٠ يونيو وغمرت الشوارع والميادين ورفعت راية العصيان و أطلقت الشعار الشهير "يسقط يسقط حكم المرشد".
مجلس الشيوخ وثورة 30 يونيو
وعلى الرغم من أن الإخوان كانوا يمثلون هوية مستوردة غريبة على الشعب المصرى، كانوا شيئا شديد الشبه بنتوء شاذ فى جسد الوطن، وجزءًا من حالة تسمم فكرى ظهر فى ظروف معينة ولأسباب معينة وبمساعدة أطراف خارجية لم تكن يوما ما تريد الخير لمصر، حتى فهمهم للدين كان بعيد كل البعد عن فهم عموم المصريين للدين .
وعلى الرغم أيضا من كل ذلك لكن هذا الجزء الغريب من جسد الوطن كان حقا يحتاج إلى تدخل جراحى لاستئصاله عن قناعة تامة، وهنا أتذكر مقولة أنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك أبدا لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، فصحيح أن الإخوان تمكنوا من خداع فئات من الشعب المصرى لسنوات طويلة وهناك من تعاطف معهم على أثر الصدامات المتكررة مع السلطات المختلفة منذ ١٩٢٨ تاريخ تأسيس الجماعة، وهناك من تأثر بالخطاب الدينى باعتبار أن الشعب المصرى متدين بفطرته، لكن هذا الخداع الذى مارسه الاخوان لأكثر من ٨٠ عاما لم يكن ليصمد أمام تجربة حكم مدتها ١٢ شهر فقط. فظهرت الجماعة على حقيقتها وانكشف خطاب الزيف والبهتان أمام المواطن فتحول قطاع كبير من المواطنين إلي معارضة الجماعة بشراسة بعد أن كان متعاطفا معها يوما ما.
ما يهمنى حقا أن هذه الثورة استعادت قيمة الانتماء لدى أبناء الشعب المصرى لاسيما الشباب الذى كاد أن يفقد هذه القيمة تماما بسبب حالة الاضطراب والفوضى التى سادت خلال الفترة من يناير ٢٠١١ وحتى يونيو ٢٠١٣ ، حين تحرك الملايين وإقتلعوا الفوضى من جذورها وأطاحوا بحكم المرشد، لنبدأ عصر جديد من الإصلاح والبناء والإنتماء.