عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«حكاية ليلى» رواية لرحاب هاني تبحث عن قوة الرحيل فى مصائر العلاقات

تحيا مصر

تنسابُ العلاقات وفقًا للاحتياج الإنساني للونس، ولكن تبقى مرحلة الانسحاب إن حدثت مصدر تفكير عميق ما بين كونها خسارة تقع موضع التأثير النفسي، أو عبورها بقدرة استثنائية على الترك رغم ما يحمله من آلام، فى إطار قوة (الرحيل)، وهو ما حاولت الكاتبة رحاب هانى على ترجمته فى روياتها الصادرة حديثًا «حكاية ليلى».

أول ما يلفت الانتباه فى هذه الرواية هو عتبات النص المتعلقة بالغلاف، الذى يغلب عليه اللون الأصفر مع صورة لسيدة حالمة مبتسمة، تظهر وكأنها انسلخت عن الزمن عابرة لكل الصعاب والأزمات، وكأنها ودعت للتو علاقة بيسر وسلاسة، لا تتكرر فى الكثير من الأحيان.

 

 

تناقش رواية «حكاية ليلى» ( دار ديير للنشر والتوزيع) للروائية رحاب هانى، قضية شائكة تتعلق بالعلاقات الإنسانية، التى تأخذ منحنى ومسار بعيد الأمد حيث التقلبات الطارئة والعادية، والمرهونة دائمًا بالقدرة على تجاوزها من عدمه. 

 

 

وفى إطار فلسفي ذات بُعد إنساني تنسُج فيه الكاتبة حوار بين البطلة (ليلى) وشخصية مجهولة، وهو ما يطرح تساؤلاً في ذهن المتلقي عن ماهية هذا الأخير المتحدث عنه، حيث تتلاقى الخطوط والمشاعر بينهما، وذلك في ليلة واحدة، حيث تكتشف ليلى الكثير عن حياتها وعلاقاتها.

وبضمير المتكلم سردت الكاتبة بلغة تأخذ منحنى شاعري، قصة العبور من الأزمات المتلاحقة بالبطلة وما ألم بها من مشاعر متضاربة لتخرج بأقل الخسائر، دون الاستغراق فى ماضى عبثى مأسوي، محققة بذلك قوة الرحيل، وهو ما يدفع القارئ إلى التهام الرواية فى جلسة واحدة.

وتقول الكاتبة فى سياق الرواية:" – ودعتيه؟    لا - مش قولتي إن الحدوتة خلصت ؟ * اه  - طيب وإيه ؟ ماكنش يستاهل الوداع ؟  * مش كده .....  كنت دايما بسأل نفسي عن قفلة الحدوتة ، عندي تصورات كتير بخصوصها ، وكنت بتخيل لحظات الوداع أو الإعلان عن الرحيل وإن كل اللي بينا أنتهى وبعدين أكتشفت !  - إيه ؟ * أكتشفت إن النهاية الحقيقية ، القفلة الحقيقية بتتم من غير وداع ...... بنمشي من غير ما نبُص ورانا   لأني لو ودعته هبقى عايزاه يقولي "خليكي "  وأحنا لا عاد كلام يفيد ولا رجاء من الحدوتة  عشان كده كانت النهاية حقيقية واقعية  بدون وداع .....

قراءة الرواية ترمى أحداثها ما يأتى فى إطار التيمة الثالثة للأدب الذي يستهوي القراء في مطلع الشباب، وهو السرد اليومي العادي، فيشعر القارئ أن المؤلف ليس بعيداً عنه ويحكي ما مر به هو شخصياً من تجارب.

 

 

** رحاب هاني مدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة شعبة اللغة الإنجليزية، عملت كصحفية منذ ٢٠٠٦ وحتي الآن في العديد من المواقع الإخبارية و الصحف المطبوعة وعملت أيضا كمدير تحرير بقنوات سي بي سي. لديها ٤ كتب في الأسواق :  "كلام فاضي" ، "الغطا والحلة" ، "عنبر الحواديت" ، "بُوسطة".

تابع موقع تحيا مصر علي