عاجل
الإثنين 04 نوفمبر 2024 الموافق 02 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: التحرش الوبائي!

تحيا مصر

متحرش آخر كشفت تحقيقات أجهزة الأمن بالقليوبية عن جريمته ضد طالبات في إحدى مدارس مدينة بنها التجريبية، وهو مدرس اللغة الانجليزية؛ اعتاد التحرش بهن منذ فترة، وخوف الطالبات منه منعهن من الإبلاغ، إلى أن حررت عدة طالبات بلاغا مؤخرا يتهم المدرس بالتحرش وهتك العرض.

 

لقد أصبح "التحرش الوبائي" مستشرٍ في المجتمع فلا تكاد قضية تغلق حتى تفتح أخرى وعلى قدر الارتياح تجاه موقف الضحايا وأسرهم لإقدامهم على تحرير بلاغات بهذه الجرائم على قدر الغضب من تكرار هذه الجرائم لدرجة تبعث على القلق بشأن الأمان الاجتماعي خاصة عندما تمارس هذه الجرائم ضد أطفال، وهذا ما يدعو إلى وقفة من كافة الأطراف المعنية لمواجهة هذه الظاهرة ليس بإنزال أقصى العقوبة فقط على المتحرش ولكن أيضا بالتوعية على نطاق واسع لأطفالنا وشبابنا وأهاليهم. 

وقد انتفض موقع تويتر ضد المتحرش ونشرت تغريدات اسمه وصوره وهناك صورة له بملابس الإحرام أُخذت من صفحته على فيسبوك وكتبت إحدى التغريدات تحت الصورة "كم اعتمر الحرم أنجاسًا، فلا الحرم تنجس ولا تطهر الأنجاس ". 

 

كما انتشرت عشرات التغريدات من التلميذات ضحاياه. تذكر تغريدة أنه اعتاد فعل ذلك معها، ومع تلميذات أخريات، عندما كانت في الفصل الخامس الابتدائي حيث يلامس أماكن حساسة بجسدها وكان يطالبها أحيانًا بحسر ملابسها أمام 35 تلميذا في الفصل. وتذكر الضرر النفسي الذي أصابها لدرجة رفضها التوجه للمدرسة لتلقيها دروس التقوية. 

 

وكتبت تغريدة أخرى لعمر خالد: "كنت باخذ مع المدرس دا ٣ سنين إعدادي. احنا كلنا كنا بنحترمه بس دا بسبب شخصية الأب اللي كان عاملها لينا كلنا و بالذات البنات، علشان يعمل حاجاته دي معاهم اللي كانوا بيعتبروه أب ليهم وكان يلمنا حواليه ويعمل أنشطة كتير في الفصل عشان يعرف يلمسهم لكن هو فعلا شخص متحرش و انا والله مش مصدوم فيه خالص علشان انا كنت بقول من زمان انو شخص متحرش".

وكتبت تغريدة باسم ماتيلدا: " كنا في ابتدائي ومرة بعثني لغرفة فاضية تحت دعوى أنه عايز حاجة من هناك وفوجئت به ورائي وبعديها حضني من ظهري والواحد من الخضة والدهشة يبقى غير مستوعب للموقف اللي هو فيه ومش فاهم إن ده تحرش لأننا صغيرين ولسه مفيش وعي بموضوع التحرش". 

وكتبت تغريدة أخرى تقول: "كنت باخذ معاه درس وأنا في أولى إعدادي سمعت عنه من أصحابي وفي مرة النور قطع واحنا في الدرس فوجئت به يمسك ايدي ويضعها في مناطق العفة و صرخت فقال فيه ايه واستهبل. وبعدها قررت أمشي لكن كنت صغيرة وغير مستوعبة للموقف وغلطانة لأني كان لازم يتفضح من زمان، لا يمكن أنسى الرعب الذي كنت فيه وأنا رايحة للدرس وحالتي النفسية السيئة لشهور طويلة حتى بعدما سبته".

 

وسأتساءل كما يتساءل كثير من الضحايا وأسرهم: لماذا ينال المتحرشون بالأطفال حكما مخففا ولماذا تكون العدالة رحيمة معهم في حين أنهم يستغلون سلطتهم المعنوية كمدرسين ويتحرشون بالأطفال ويعلمون أن التلاميذ يخشون بطشهم إذا ما اعترضوا أو اشتكوهم؟!

لقد حان الوقت لإطلاق حملات توعية واسعة داخل المدارس وبذل جهود أكبر من كافة الدوائر المعنية في المجتمع ليتعرف الأطفال على طرق حماية أنفسهم، وتظل المسئولية الأكبر على الآباء في هذا الملف الصعب وفي ضوء زيادة التحرش الذي استشرى كالوباء في المواصلات والشوارع و الأماكن العامة والمدارس والسناتر وقد تابعنا قصة طبيب الأسنان وقصص مدرسين وأفراد من الأسرة متحرشين، ويجب على الوالدين تعميق علاقتهم بالأبناء ليكونوا على دراية كاملة بكل ما يحدث لهم حتى يتمكنوا من التدخل في الوقت المناسب. 

وتتعدد طرق توعية الأبناء ضد التحرش؛ سواء كانت بالتصريح، أو التلميح، ويَبقى أفضلها ما لا يلفِت انتباهَ الطفل لأمر التحرش. ومن أفضل الطرق التي تعلّمتُها خلال دورة تدريبية قبل سنوات نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية هي طريقة "جسدي ملكي أنا"، وهي طريقة عِلمية وممتعة للطفل، حيث يتعرّف على أعضاء جسمه ووظيفتها بطريقة عِلمية ثم يتعلم كيفية المحافظة على نظافتها وحمايتها ومنع الأذى عنها.

والمغزى من ذلك أن الطفل يتعلم الجانب العلمي والصحي والنفسي والأخلاقي أو القيمي بدون ذِكْر أي شيء عن التحرش. ويمكن في مرحلة عمرية أكبر التحدث عن عضو معين من أعضاء الجسم، مع إحضار صورةٍ له، و الإشارة إليه في جسد الطفل ليربط بين الصورة وجسده، ثم التنيه إلى أنه إذا آذاه أي شخص فينبغي أن يصرخ دِفاعًا عن نفسه ثم يسرِع لإخبار والديه للدفاع عنه أمام مَن آذاه. ويتم التركيز دائما عند الشرح للأطفال بأن هذا العضو ملكي وحدي، ويخصّني أنا فقط.

[email protected]

تابع موقع تحيا مصر علي