التناقضات الكارثية في تصريحات أبرز دعاة السلفية .. أشكروا ثورة 30 يونيو
ADVERTISEMENT
الدولة المصرية نجحت ببراعة في تعرية تيارات الإسلام السياسي المخادعة
القيادة السياسية أنقذت البلاد من المصير المظلم وحررت العقول من التشدد
استطاعت الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، تحقيق نجاحات مادية ملموسة على عديد الأصعدة، إلا أنه ضمن أهم إنجازاتها، هو تعريف الشعب المصري على حقيقة تيارات الإسلام السياسي، التي لطالما خدعت المصريين بشعارات براقة، وكادت في لحظة ما من عمر البلاد أن تفتك بالشعب لصالح الاستيلاء على السلطة.
تحيا مصر يرصد دلالات أحد أكثر المشاهد المسيطرة على الرأي العام خلال الساعات الماضية، وهي استدعاء الشيخ محمد حسين يعقوب للمحاكمة، والتصريحات الخطيرة والدالة التي أطلقها والتي تسببت في ضجة وجدل واسع، لكن أحد الأبعاد الهامة التي لم يتلفت إليها أحد، هو قدرة الدولة المصرية على تخطي مرحلة تمكين الإسلام السياسي من عقول المواطنين، وإزاحة تلك السيطرة السلبية على العقل المصري.
معجزة 30 يونيو
كان لثورة الـ 30 يونيو الفضل الأكبر في كشف الوجه الحقيقي للساعين إلى السلطة، من المتسترين برداء الدين، وتحقق أكبر عملية مكاشفة لشعارات خادعة لطالما أقنعت المصريين بمدى ملائكية تلك الوجوه التي تدعي السماحة وسلامة النية والمقصد، وهو خلافا للواقع يتعاملون بنوع من الخداع والمواربة من أجل الوصول إلى أهداف بعينها تتعلق بالاستحواذ على السلطة والمكانة والسيطرة على مقاليد الأمور، لا صلاح أحوال البلاد والعباد.
جاءت ثورة يوليو لتقضي على جماعة الإخوان المسلمين، وتنسف الدعاوى التي روجت إليها من أجل خطف الذهنية المصرية، لكن أيضا اتضح للمصريين كذب وخداع الطرق السلفية في ممارسة نفس الدور وملء المساحة ذاتها داخل المجتمعات المختلفة، وصولا إلى السلطة والسيطرة عليها وإغراق المصريين بالشعارات الذائفة والتفسيرات الدينية المتزمتة، ليأتي مشهد محمد حسين يعقوب كاشفا عن تناقضات فجة، وأكاذيب بالجملة ساقها في السابق وخالفها في الحالي، وهي الأصنام والرموز الوهمية التي لولا ثورة يونيو لظلت حتى الآن تتحلى بهالة من القدسية الزائفة حولها.
الكارثة الكبرى
لا أحد يتخيل حتى الآن سواء في أوساط المراقبين والمحللين، أو في الأوساط الشعبية لعموم الناس، حجم الخطر الداهم الذي كان يحيط بالبلاد، لو استمرت تلك القيادات لتيار الإسلام السياسي، بكل ماتتمتع به من صفات الدهاء والمكر والمراوغة، والقدرة على قول الشئ وعكسه، وإقناع الآلاف ومئات الآلاف من المريدين بذلك، والعديد من النماذج لدول من حولنا تمكن منها الفكر السلفي والنفوذ الإخواني فذهبت إلى حيث رجعة.
يبدي الملايين من المصريين الآن اندهاشم من حجم المراوغة والتناقض والتملص في تصريحات يعقوب عما كانوا يعتقدونه في الرجل، في حين أن قيادات وطنية مخلصة في البلاد وعلى رأسها القيادة السياسية، أدركت مبكرا منذ سنوات، أن ثمة من يخطط لخطف مصر، ليس استنادا على الخطاب الدعوي الناعم والوجوه المشعة البياض التي تكسوها اللحى، ولكن بصفات أخرى شيطانية تختبئ وراء هذا المظهر الخادع، وأنه لم يكن ليصح أبدا أن يتولى مقاليد البلاد أصحاب الأفكار المتشددة، اللذين يتخلون عنها في أقرب فرصة وينكرونها طالما أقتضت المصلحة الشخصية ذلك.
تصريحات كاشفة
الجدل الواسع المثار على مواقع التواصل الاجتماعي، لايعد مبالغا فيه أبدا، بالنظر إلى حجم الغرابة في تصريحات أحد أشهر وأبرز رموز مجال الدعوة عبر الفضائيات وشرائط الكاسيت، حيث قال محمد حسين يعقوب: أن الشيخ أبو اسحاق الحويني يخاطب طلب العلم، الشيخ محمد حسان الملتزمين، أنا أخاطب العوام، كل إنسان يخاطب فئة مستهدفه، وكلامي أنا : صلي على النبي، أذكروا الله، صلح قلبك، طهر قلبك، إعمل للموت، بطل ذنوب ومعاصي.
وتابع بغرابة : أنا اتكلم عن العبادة، أنا أكتر واحد في العالم قال صلوا على النبي، صلوا على رسول الله، هذا التأثير على الناس بالإيجاب، في واحد عاوز يعبد ربنا، في واحد يقولك ده بتاع الذكر إحنا عدينا المرحلة دي، لا ده بتاع السلطة، ده شيخ بتاع الحكومة مالكش دعوة بيه، أنا ليس لي علاقة بالسياسة ولا بالكلام ده، أنا كل مجالي في علم القلوب وعلم السير إلى الله.
وذلك قبل ان يتنصل من كونه سلفي، قائلا: أنا لا انتسب إلى حزب أو جماعة أو مسمى، وفي الدين أنا أحب كلام الله وكلام رسول الله وأتبعهما، والسلفي قد يكون متحزب، قد يعمل لصالح فئة، لا أنا لا أتحدث عن أحد، أنا أقول أن هؤلاء لهم منهجهم وفكرهم، أما أنا فداعية إلى العبادة، أنا مسلم، ومن أحسن ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، هذه الآية هي منهجي، أنا أعمل صالحا وأدعو إلى الله وأقول أنا من المسلمين، يعني لست أفضل من حد ولا أعلى من حد ولا أكبر من حد .. أنا زي الناس.
واختتم: إذا قال أحد أنني سلفي فهو من يقول، إنما أنا لا أقول أنني سلفي، لي عشرات الآلاف من الأشرطة، والمقاطع، وكل هذا على الانترنت، الناس تسمعه، وأنا في طريقي منذ البداية، أنا لا أفتي، حينما أسأل سؤلاً أقول أسألوا العلماء .. أنا من أشهر أشرطتي لماذا لاتصلي، أحوال القلوب، عملي الدائم منذ بداية حياتي في كتاب: مدارج السالكين، شرح مدارج السالكين إلى رب العالمين، هذه وجهتي وهذا تخصصي.