"مهزلة رياضية"..اتحاد رفع الأثقال يغتال أحلام محمد إيهاب ويتسبب في "غليان بالشارع" 

تسبب في فقدان ميدالية أولمبية بطوكيو .. ومطالبات شعبية بتحقيق عاجل وحساب رادع  

في الوقت الذي يبذل فيه ممثلو الكيانات الرياضية في العالم جهودا خارقة، لتجهيز لاعبيهم وعناصرهم الرياضية لأولمبياد طوكيو المقبلة، نجد مسؤولي اتحاد رفع الأثقال يعصفون بأحلام وطموحات الشباب المصري في الوصول للعالمية، ورفع راية مصر في المحافل الدولية.

صدمة هائلة سادت في الأوساط الرياضية المصرية اليوم، وسط متابعة كثيفة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما كشف محمود محجوب، رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد رفع الأثقال، عن فشل محاولات مشاركة محمد إيهاب البطل الأولمبى فى أولمبياد طوكيو المقبلة، بعد الإعلان الرسمى عن المشاركين دون إدراج اسمه . 

غليان وغضب 

يتساءل الشارع المصري عن سر "ترهل" المنظومة المتعلقة برياضة رفع الأثقال والتي تم على إثرها ضياع وإهدار مجهود استمر لسنوات طويلة لمجموعة من أكفأ وأمهر لاعبي مصر، وعلى رأسهم البطل المصري محمد إيهاب، والذي يعد نموذج يحتذى به لكل شاب مصري يريد أن يصنع لنفسه ولبلاده مجدا، إلا أن أسئلة حتمية وألغاز مطلوب الرد عليها حالت دون ذلك، وأجهضت حلمه بشكل قاسي.

 

بكلمات يغلفها الأسى، نشر محمد إيهاب عبر صفحتة الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، "نهاية الكلام.. بعد كفاح خمس سنوات ضاعت من امامى الأولمبياد .. ليس بعدم تأهيلى ولا بمشكله فى تحاليلى .. وإن كان العالم ظالماً فالله العدل كتب لنا أجر السعى وإن لم يكن اليوم فغداً وعده محقق إن شاء الله .. ولا نقول إلا ما يرضى الله قدر الله وما شاء فعل .. اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها ."

تفاصيل صادمة 

يطالب الشارع المصري حاليا، بضرورة الوقوف وبمنتهى الشفافية والسرعة على التفاصيل التي أدت لخيبة الأمل التي يشعر بها لاعبو مصر لرفع الأثقال، خاصة في ظل الوقت الذي  خرج فيه البطل الأوليمبى محمد إيهاب للمرة الأولى من تصنيف المتأهلين للأوليمبياد فى رفع الأثقال وزن ٨١ كجم، ولا يوجد أمامه فرصة للمشاركة تحت العلم الأوليمبى.

 

التفاصيل الصادمة يوضح جوانب خفية منها محمد إحسان، بطل العالم السابق، الذي روى أن الأثقال المصرية تمر بأسوأ فتراتها، وأنه على مدار سنة ونصف السنة مرت على قرار الاتحاد الدولى لرفع الأثقال بإيقاف الاتحاد المصرى، يعانى أبطال رفع الأثقال الضياع، وأوضح أنه فى ذلك الوقت فى محاولة لامتصاص الغضب صدر قرار بتجميد مجلس إدارة الاتحاد المصرى، بعد تحميله مسؤولية انهيار اللعبة وإيقافها دوليًا، وتم تكليف اللجنة الأولمبية بتسيير الأعمال مؤقتًا، وفوجئ الجميع بعد ذلك بقرار للدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية المصرية بتعيين محمود محجوب، رئيس اتحاد رفع الأثقال المجمد، رئيسًا للجنة المؤقتة، لحين إجراء الانتخابات، والذى حمّلته أسرة اللعبة مسؤولية الإيقاف.

واسترسل إحسان في كشف ماهو أقرب إلى "المهزلة الرياضية"، حينما قال: فى محاولة لامتصاص الغضب العارم ضد قرار وزير الرياضة، أكد وزير الرياضة، خلال اجتماع مُوسَّع، قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر، مع المهندس هشام حطب، رئيس اللجنة الأولمبية والمهتمين برفع الأثقال، بأن تعيين «محجوب» رئيسًا للجنة جاء بعد وعد منه باستغلال عضويته فى الاتحاد الدولى لرفع الإيقاف عن مصر، وهو ما لم يحدث.

 

وتابع: «محجوب» خدع وزير الرياضة واللجنة الأولمبية، ولم يفعل شيئًا لرفع الإيقاف عن مصر، بل فقط حقق مكاسبه الشخصية بالتعيين رئيسا للجنة المؤقتة ومنحه الموافقة على الترشح مجددا لعضوية الاتحاد الدولى ليخرج وحده مستفيدا وتنهار اللعبة دون أن يحاسبه أحد. وكشف «إحسان» عن معاناة اللاعبين، واعتزال العديد من أبطال العالم، وآخرهم رانيا عزت، بطلة العالم تحت 20 سنة، فضلًا عن عمل العديد من اللاعبين فى مهن متواضعة للإنفاق على أسرهم. وأكد فضيحة جديدة بأن العديد من الأبطال المسجلين لدى المنظمة الدولية للمنشطات، والذين من المفترض أن يخضعوا لكشوف منشطات مفاجئة، لا يعرف عنهم اتحاد اللعبة شيئًا، وهو ما يهدد بكارثة جديدة لرفع الأثقال.

المحاسبة المطلوبة 

آلاف التعليقات التي أنهمرت عقب الخبر المفجع بعدم مشاركة البطل محمد إيهاب، جاءت جميعها لتطالب بضرورة المحاسبة السريعة العاجلة والعادلة، لمن وصفوهم بـ"المتورطين في إخفاق راية مصر بالمحافل الدولية"، والبحث والتقصي وراء سبب عدم بذل وزير الرياضة أشرف صبحي ومسؤولي اللجنة الأولمبية والاتحاد المصري لرفع الأثقال، المطلوب منهم والمنوط بهم من أجل عدم توجيه ضربة قاصمة لمستقبل لاعبي مصر بهذا الشكل.

 

وقد أتفق جميع الخبراء والمتابعين للشأن الرياضي الأوليمبي، أن اتحاد رفع الأثقال المصري بات متهما بشكل أساسي في فقدان ميدالية أولمبية بطوكيو لصالح مصر، وأن الأمر يجب أن يتم بشأنه تحقيق عاجل وشامل، على أن يكون هذا التحقيق مصحوبا بإجراءات ملموسة ورادعة تعوض أبطال رفع الأثقال ماعانوه من تبديد لأحلامهم عقب صدور قرار بتجميد مجلس إدارة الاتحاد المصرى، بعد تحميله مسئولية انهيار اللعبة وإيقافها دوليًا.