طارق رضوان يكتب: حقوق الإنسان بين التنظير والتطبيق
ADVERTISEMENT
من المؤكد أن قضية حقوق الإنسان من القضايا المعاصرة، لأنها من أهم الواجبات التي تتطلع إليها البشرية جمعاء وهي أم القضايا، لما وقع من جرائم يندى لها الجبين ضد الإنسان وحقوقه المكفولة شرعاً وقانوناً، في هورشيما، وصبرا، وشاتيلا ،والبوسنة، والهرسك ،والشيشان، وما جرى ويجري هنا في فلسطين والعراق واليمن وليبيا وسوريا وأفغانستان وغيرها من دول العالم، وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومؤسساته الزائفة، كمجلس الأمن، وهيئة الأمم والجمعية العمومية، وكافة مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان، التي لم تحرك ساكناً، وما ذلك إلا لأن الضحية عربي ومسلم في أغلب الأحيان، فهو ليس ذا قيمة، بل إن أصنام أفغانستان الوثنية التي قصفت من قبل طالبان كان لها قيمة أعظم واكبر.
ميثاق حقوق الانسان
واقول أنه على الرغم من هيئة الأمم المتحدة تشكلت سنة 1945، وأعلنت ميثاق حقوق الإنسان وهو ميثاق عظيم لو تم تطبيقه، ولكنه وللأسف الشديد ظل حبرًا على ورق، ولم يترجم إلى واقع ملموس، وأوضحُ دليل على ذلك هو حرمان الشعب الفلسطيني العربي من أرضه ووطنه وداره، على يد دول استعمارية ماكرة غادرة، تقول ما لا تفعل، وتعمل ما لا تقول، فهي قد وضعت توقيعها وختمها على ميثاق الأمم المتحدة، الذي يحرِّم الظلم والعدوان، وينص على حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة، في وطن حر مستقل ولكنها للأسف الشديد لم تحترم توقيعها وختمها، باتِّباعها سياسة استعمارية لا أخلاقية، لا إنسانية، تناقض مضمونَ الميثاق.
الانسانية والامن والسلام
وأقول وبكل صراحة ووضوح وبالفم المليان هكذا يكون وضع القوانين، ورفع الشعارات، وإعلان المبادئ شيئًا، والتطبيق العملي لها، والعمل بها شيئًا آخر، فواقع الحياة يقول لنا إن الأقوياء من أفراد وجماعات ودول هم الذين استثمروها لصالحهم، وتمثلوها ومارسوها في حياتهم، وعاشوا أحرارًا كرامًا، على أن الظالمين منهم تستروا بها ليستعبدوا الضعفاء والفقراء، ويسخِّروهم لخدمة مصالحهم، ويمتصوا دماءهم، وينهبوا ثرواتهم باسم الحضارة والمدنية والإنسانية والأمن والسلام.
فكم من أباطيلَ ومظالمَ اقتُرفت باسم الحق والعدل، وكم من حماقات وجهالات ارتكبت باسم الحضارة والعلم والمدنية وكم من شعوب استُعمرت واستعبدت باسم الحرية والأمن والسلام العالمي
اقرا ايضا:وفد التنسيقية يلتقي رئيس الرقابة المالية لمناقشة قانون تنظيم استخدام التكنولوجيا
وقبل النهاية لابد ان يعى ويدرك الجميع انه عند تطبيق مفاهيم حقوق الانسان داخل الدول يجب النظر الى التحديات بمختلف أنواعها سواء أمنية أو سياسية أو اقتصادية وغيرها فملف حقوق الانسان بين التنظير والتطبيق يتعلق بهذه التحديات وفى واقع الأمر فإن تطبيق حقوق الانسان فى مصر يختلف عن تطبيقه بالغرب والولايات المتحدة الامريكية وغيرها من دول العالم ولابد ان يعرف الجميع التحديات والمخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تواجه الدولة المصرية وقضايا وملفات اللاجئين والهجرة غير الشرعية والصراع التاريخى بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومشكلات المياه وغيرها من التحديات الأخرى كما أؤكد للجميع أن اقتصار حقوق الانسان على الملف السياسى بمثابة نظرة ضيقة لان الامر فى الوقت الراهن يتطلب تطبيق حقوق الانسان بمفاهيمها الشاملة للإنسان واى انسان على وجه الارض له حقوق فى الحياة فى أمان واستقرار وسلام وله حقوق فى التعليم والصحة والسكن والمياه وغيرها من الحقوق التى لايمكن ان تستمر حياته بها ولذلك فانه أجد لزاماً على أن اوجه تحية تقدير واحترام الى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى سبق العالم كله فى الإهتمام بتطبيق المفاهيم الشاملة لحقوق الانسان عندما تحدث عن هذه الملفات كأول زعيم على مستوى العالم من على منبر شعوب العالم من قلب منظمة الامم المتحدة وأكد أن مصر سبقت العالم كله فى إقرار هذه الحقوق ليس للمواطنين المصريين ولكن لكل من يعيشون على ارضها لدرجة ان المصريين يرفضون كلمة اللاجئين على كل من قصد مصر هرباً من ويلات الحروب والنزاعات داخل دولته فهو يتمتع بجميع حقوق الانسان التى يتمتع بها جميع المصريين بما فيها حتى حصوله على حالياً على لقاح كورونا وهو احدث حق صحى لأى انسان يعيش على كوكب الأرض ولذلك فإننى افخر واؤكد أن مصر الدولة الرائدة والكبرى على مستوى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا علمت العالم كله كيفية تطبيق حقوق الانسان بمفاهيمها الشاملة وأوجه مرة ثانية تحية قلبية للرئيس عبد الفتاح السيسى صاحب هذه النظرة الثاقبة والتى لقيت تأييداً كبيراً وواسع النطاق على مستوى العالم كله.