عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائبة ألفت المزلاوي تكتب: تركنا أفريقيا فتركتنا، وإذا عدنا عادت.

ألفت المزلاوى - أرشيفية
ألفت المزلاوى - أرشيفية

علاقة مصر بقارتها الأم علاقة تاريخية متينة بدأت منذ الفراعنة وعمليات التبادل التجاري، الذي وثقت جدران المعابد منذ قبل التاريخ وامتدت متواصلة حتى العصر الحديث، إذ ساهمت مصر بفاعلية وتعاون فى أغلب دول القارة السمراء حتى نالت استقلالها جميعا، فما قدمته مصر لأفريقيا بعد قيام ثورة يوليو 1952 من دعم سيظل محفورا فى وجدان أبنائها ولن تنساه دفاتر التاريخ.

عودة مصر إلى أفريقيا

الفجوة الأبرز التى أدت لعدم التواصل المصري - الأفريقي بكامل طاقتها وعلاقاتها بدت جليا بعد تعرض الرئيس الأسبق حسنى مبارك لمحاولة اغتيال فى أديس أبابا فى 26 يونيه عام 1995، إذ أعطت مصربعد الحادثة ظهرها لأفريقيا مما كان مدعاة لدخول أطراف أخري معادية لتحل محلها مستغلة غياب مصر شبه الكامل من الوجود الفاعل هناك، فزادت المؤمرات على مصر ونُهِبت ثروات القارة الثرية بمواردها، وأصبحنا بعد أن كانت هناك شوارع كثيرة فى أغلب دول أفريقيا تحمل اسم الزعيم عبدالناصر والشخصيات البارزة تقديرا لدورهم ودور مصر، لم يعد هناك وجودا لنا إلا من خلال نجوم كرة القدم أمثال حسام حسن وأبوتريكه ثم محمد صلاح!

فى عهد الرئيس السادات مصر قررت عام 1976 عدم المشاركة فى الأولمبياد المنعقدة فى مونتريال بسبب مشاركة دولة "جنوب افريقيا"، التى كانت تمارس التمييز العنصري بين أبنائها ومنح الوظائف الكبري والامتيازات لأبناء البشرة البيضاء "المتنحية" على حساب اصحاب البشرة السوداء "السائدة"، صفق يومها كل العالم لمصر وأعتبروا موقفها تاريخيا يعبر عن انحيازها للعدالة والانسانية والإيمان بالمساواة بين البشر.

تركنا أفريقيا فتركتنا

تركنا أفريقيا فتركتنا! تكالبت عليها عدد من الدول لا ينتمون إليها، الظروف الاقتصادية الخانقة لأغلب الدول هناك جعلتها توافق - ولو مضطرة - على استقبال هذه الدول ومنحها فرص خيالية للاستثمار والاستفادة من ثروات البترول والمعادن والثورة الحيوانية والزراعية وإنشاء القواعد الحربية وإدارة سياستها، مما أدي إلى وضع مصر فى أزمة خانقه وأثر علي استراتجياتها المتنوعة وساهم فى خلق تحديدات جديدة.

الرئيس السيسي والعودة الكبيرة إلى إفريقيا

حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي التى تنبه مبكرا لخطورة أن يستمر وجود مصر باهتا أو منعزلا عن قارتها العجوز، فسارع بزيارة ثلاث دول أفريقية فى الـ 100 يوم الأولى من حكمه، وقدم دعم بلاده الكامل للاتحاد الافريقي ومنظمة الوحدة الأفريقية ووجّه بفتح الجامعات المصرية لتزيد من استقبال البعثات التعليمية لطلابها وتقديم التسهيلات والخصومات وتأمين معيشتهم، وأمر سيادته بإعادة التفعيل المؤثر لسفارتنا فى العواصم الأفريقية، ودعا رجال الأعمال للذهاب للاستثمار هناك، وحرك القوافل الطبية والمساعدات الإنسانية وقوى مصر الناعمة للم الشمل الأفريقي وعودة مصر إلى الحاضنه الأم التى منها ينهمر الخير وإليها الانتماء والتاريخ.

أما عن زيارة سيادته الأخيرة إلى جيبوتى فلها أهميتها البالغة وهى زيارة دقيقة موفقة تحمل بعدا سياسيا وأمنيا وتكتيكا فجيبوتى دولة لها حضورها المهم نظرا لموقعها على البحر الأحمر وبها عدد من القواعد العسكرية، ولديها موقف من سد النهض والملء الثاني تنحاز فيها إلى مصر وتري أن من حقها الدفاع عن مستقبلها المائي، فضلا عن امتلاكها فرص كبيرة فى الاستثمار والتجارة وربط المواني وهى دولة شقيقة تحب مصر وترحب بتعاونها فى كافة المجالات مما يجعل لهذه الزيارة تاريخية أثرا بالغا لما تستهدفه مصر، وما ستشهده منطقة شرق أفريقا و القرن الأفريقي من أحداث فى المستقبل.

 

تابع موقع تحيا مصر علي