ألفة السلامي تكتب: الحرب النفسية ضد العدو الإسرائيلي
ADVERTISEMENT
رغم وحشية العدوان الإسرائيلى على غزة والخسائر الجسيمة في الأرواح بعد سقوط مئات الشهداء والجرحى بين الأطفال والنساء إضافة إلى هدم العمارات والأبراج والمنشآت الخدمية، إلا أن المقاومة الفلسطينية الباسلة استطاعت تحقيق انتصارات معنوية لا يمكن إغفالها، و تمثلت بالخصوص في بث الرعب في أرجاء الكيان الإسرائيلي.
وفي مثل هذه الحروب مع العدو الإسرائيلي الذي يشكل أعتى قوة عسكرية في المنطقة فإن المقاومة الفلسطينية لا تستطيع تحقيق انتصارات عسكرية أكثر من ضرب أهداف استراتيجية محددة لكنها تستطيع أن تدير حربا نفسية بنجاح وتلحق أضرارا فادحة بالعدو تتجاوز الخسائر في المعدات إلى ضرب معنوياته في الصميم وتعميق الشروخ النفسية بين مواطنيه وأحزابه وكتله السياسية. ولعل هذا الانهيار المعنوي كان دافعا أساسيا لقبول إسرائيل إعلان هدنة في غزة بناء على طلب مصر.
والحديث عن المقاومة الفلسطينية الباسلة ومكاسبها ليس من قبيل شحن العواطف الوطنية حيث أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي نفسها اعترفت بهذه الحقيقة - رغم التعتيم الذي يفرضه جيش الاحتلال عليها- وأشارت في تقاريرها إلى أن المقاومة الفلسطينية لم تخسر الحرب، بل حققت نصرا معنويا لأنها أشعلت نيران الخوف في نفوس الإسرائيليين، وأن هذه النيران لن تطفئها القوة العسكرية التي تراهن عليها إسرائيل ولا يمكن أن تشتري بها الأمان والسلام والاستقرار لمواطنيها!.
اقرأ أيضًا..طارق رضوان: الادارة الامريكية تقدر دور مصر لاحتواء تصعيد الموقف بالأراضى الفلسطينية
وفي سابقة لم نشهدها في الإعلام الإسرائيلي منذ حرب 73، لوحظ كمّ الأصوات التي تتحدث عن حالة الهلع التي أصبحت تسيطر على حياتهم والجحيم الذي يخيّم مثل "الكابوس" فوق رؤوسهم بعد أن أصبحوا يعيشون الآن في الملاجئ وتعطّلت أعمالهم وشُلّت حركتهم، مما دفعهم إلى البحث عن فرص الهجرة خارج إسرائيل على وجه السرعة؛ بل إن البعض ممن يتمتعون بجنسيات أخرى -أوروبية وأمريكية وكندية- يستعدون للفرار من وطن مزيف لا سبيل فيه للسُكنى والطمأنينة والأمان على الرغم من القبّة الحديدية التي أنفقت على إقامتها مليارات الدولارات ومع ذلك عجزت عن التصدي لصواريخ المقاومة.
وقد تساءل الصحفي جدعون ليفي في مقاله بـ "هارتس" في 13 مايو عما إذا كان باستطاعتهم تحمّل هذه الظروف طويلا؛ واستطرد قائلا: "أظن أن الوقت قد حان للهروب باتجاه أوروبا التي ينبغي لها استقبالنا ومنحنا حق اللّجوء".
وفي مقابل حالة الهلع والانهيار في أوساط الإسرائيليين، هناك هبّة فلسطينية تسري في عروق النشء الجديد الذين لم يعايشوا من قبل هذه المجازر الهمجية التي ترتكبها آلة القتل للكيان الإسرائيلي المحتل في حق الشعب الأعزل ويولد الآن على يد هذا الشباب زمن جديد تنتقل فيه شعلة المقاومة من جيل يسبقهم إلى جيلهم الواعد لاستكمال مسيرة النضال من أجل إسقاط أسطورة الكيان الذي لا يُقهر و تحرير الأراضي التي اغتصبها بالقوة وإفشال مخططاته في تهويد الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضًا..سامح شكري يعلن تطورات جديدة عن إنهاء التصعيد في فلسطين
إن الأوطان لا تنسى ولا تموت بل تظل ترويها دماء شهداء أبنائها جيلا بعد جيل لحين استرجاعها من المغتصب، ولعلّ عقيدة المقاومة في الاستشهاد من أجل تراب الوطن وكرامة الشعب هي التي تزرع الهلع في قلوب الكيان المحتل ورعاياه المستوطنين ولن تجعلهم يهنؤُون بالراحة مهما طال الزمن!.