عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: السيسي وزيارة جديدة للتاريخ

تحيا مصر

لقد حرصت مصر عبر تاريخها على رعاية القضايا العادلة التى تتعلق بحقوق الشعوب وحرياتها وكراماتها، ولعل هذا الحرص يتجلى بشكل واضح فى رعاية القضية الفلسطينية، التى تمثل نضال شعب بأكمله للحصول على أبسط حقوقه، وهو حقه فى الوجود فى وطنه التاريخى فى ظل دولة قائٔمة ومعترف بها من المجتمع الدولى، وتتمتع بالمقومات الطبيعية للدولة الحديثة.

القضية الفلسطينية على رأس اهتمام القيادة السياسية

والحق أن منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهامه الدستورية، كرئيس لجمهورية مصر العربية عام 2014، وهو يولى القضية الفلسطينية عناية خاصة، وذلك لإدراكه السياسي والعسكري، أن هذه القضية تمثل بؤرة ملتهبة داخل منطقة الشرق الاوسط، وعامل لعدم استقراره، ومن ثم فإن حل هذه القضية، سيكون عامل أساسي فى استقرار المنطقة ودفع عجلة التنمية داخلها.

اعتداءات همجية

وقد تجلت هذه العناية بشكل حاسم وذكى، خلال الأحداث الأخيرة، التى نتجت عن القصف العشوائي والبربري التى قامت بها قوات الحرب التابعة للكيان الصهيوني على غزة، وذلك عقب إطلاق المقاومة من غزة بعض الصواريخ على عمق الأراضي المحتلة، كرد فعل على قيام قوات الاحتلال الهمجية بمحاولة طرد أهالى حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية من بيوتهم، وإحلال المستوطنين الصهاينة مكانهم.

مصر وتضامنها مع فلسطين

فقد أعلنت مصر تضامنها الكامل مع الحقوق الفلسطينية، واستنكرت بشدة كافة الممارسات الهمجية للكيان الصهيونى المحتل، وفى نفس الوقت دعت الكيان الصهيونى وكافة الدولة الفاعلة الى ضرورة وقف العدوان الصهيونى على غزة، واحترام المقدسات الإسلامية بالقدس الشريف.

حلول مصرية

كما اقترحت مصر وقفا مؤقتا لإطلاق النار باعتباره مرحلة أولى في هدنة مستدامة تبدأ بهدنة إنسانية تستمر 3 ساعات، ومن ثم 6 ساعات، لكن قُوبل ذلك بالرفض من الجانب الصهيونى ،فأعلنت مصر حقها في الرد على الرفض الصهيونى للهدنة المصرية. وخلال هذه المحاولات السياسية والدبلوماسية، لم تغفل مصر الجانب الانسانى، فقامت مصر بفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينين، وأرسلت لذلك سيارات الإسعاف المجهزة إلى الداخل الفلسطينى فى إعلان وضح وجرئ للجانب الصهيونى، بإنها لن تتخلى عن الأشقاء فى غزة ، كما أرسل الهلال الأحمر المصري موادً إغاثية وطبية لشمال سيناء لاستقبال مصابي غزة. وقد كانت الخطوة الأبرز فى الدعم المصري للقضية الفلسطينية، خلال الأحداث الأخيرة، هى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أعلنها أثناء زيارته الأخيرة لفرنسا، حيث أعلن الرئيس فى قمة جمعته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك الاردنى عبد الله الثانى "شارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس"، مبادرته لإعادة إعمار غزة ومشاركة مصر بقيمة 500 مليون دولار.

والحق أن هذه المبادرة تدل بشكل حاسم على الرؤية السياسية الذكية للدولة المصرية ولشخص الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك كالتالى:-

1-  تؤكد هذه المبادرة التضامن المصري الانسانى مع الإشقاء الفلسطينين ،وذلك فى رد صريح وواضح على المزايدات التى يمارسها البعض حول تراجع وتقصير مصر فى دعم القضية الفلسطينية .

2-  ستكون المساهمة المادية المصرية فى شكل مواد خام تنتجها مصانع مصرية ،ومشاريع ستنفذها الشركات المصرية ،مما يسهم ذلك فى حدوث تقارب بين الكوادر المصرية ،والاشقاء الفلسطينين فى غزة ،مما سينعكس ذلك على تقوية العلاقات بين الشعبين، وإذابة اى توترات ماضية ما بينهما ،او محاولات سوء الفهم التى يسعى المغرضون إلى زرعها بينهما.

3- ستكون هذه المساهمة بمثابة إعلان من قبل الشركات المصرية، على قدرتها على المساهمة فى إعمار مناطق أخرى من الوطن العربي كسوريا وليبيا والعراق، مما سينعكس ذلك على ازدهار الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل للعمالة المصرية .

4-  سوف تساهم هذه الجهود المصرية فى تقوية العلاقات مع السلطة القائمة الأن فى غزة، مما سينعكس ذلك على استقرار الاوضاع الامنية فى سيناء ،وتقليل اى فرص لتسرب الاسلحة والعناصر المتطرفة إلى سيناء ،عبر الحدود مع غزة . وهكذا يتضح أن الدولة المصرية، دائٔما تضع نصب عيناه، ضرورة حل القضايا العربية، بشكل سلمى وهادئ ومدروس، وذلك لأنها بالفعل تملك الكثير من الأوراق والأدوات التى من خلالها يمكنها أن تساهم بدور كبير فى حل القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية، على شرط أن تنصت لها الاطراف الفلسطينية المختلفة، وتسعى إلى رأب الصدع الداخلى وتحقيق وحدة وطنية حقيقية بينها، ومصر بذلك تتجنب اللعب باوراق المزايدات والانفعالية، التى يحرص البعض على ممارستها، وهو غير قادر على فعل شئ، كالهر الذى يحاكى انتفاخ الأسد، كما يقول الشاعر العربي. 

عمرو عزت حجاج

تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين  

تابع موقع تحيا مصر علي