عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

رشا عمار تكتب: لماذا فلسطين قضيتنا؟ 

تحيا مصر

حزن كبير  يجيش بقلب العرب وكل من يحظى بقدر من الإنسانية، وينتصر للعدالة، في العالم، ونحن نتابع القصف الاسرائيلي المتواصل على الأشقاء في قطاع غزة، ولكن فخراً خالصاً ومحبة تاريخية وتضامناً عريقاً يخيم على مصر، جميع المصريين على اختلاف آرائهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية والدينية، ونحن نتابع الموقف المصري الداعم، على مدار التاريخ، والذي لم يتغير بتغير الأقدار والأزمان، بل زاد وقوي، وأصبح رباطاً وثيقاً بيننا وبين فلسطين، قضيتنا، وقضية العرب المركزية. 

ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر إرتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية.

على مدار أكثر من 10 سنوات تعرضت مصر ولاتزال لأقسى الأزمات على مدار تاريخيها، خضنا حرب ضروس ضد الإرهاب، وحرب أخرى من أجل البناء والتنيمة واستعادة الأمن والاستقرار وحفظ الأمن القومي ومواجهة التهديدات على حدودنا شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. 

لكننا وفي الوقت الذي نواجه فيه ظرفاً تاريخيا، يتعلق بالخطوات التي يجب على مصر اتخاذها لحفظ حقوقها المائية من الاعتداء الأثيوبي، لم نتأخر لحظة في دعم القضية الفلسطينة عندما تأزمت الأوضاع في قطاع غزة، وبتوجيه من القيادة السياسية كانت مصر الأولى والأقوى في التحرك الدولي والإقليمي لدعم القضية الفلسطينة.  تحركت مصر لتخرس الألسنة المزايدة على موقفها التاريخي من دعم القضية، فبادرت بفتح المستفيات في سيناء والقاهرة لتقديم الدعم الطبي للمصابين الفلسيطنيين، وأمن الجيش المصري مرور سيارات الإسعاف وحذر من أي استهداف لها. 

وخلال ساعات أرسلت مصر وفدا رفيعا لقيادة مفاوضات الهدنة بين الطرفين وقدمت مقترحا بهدنة لمدة عام، وردت القاهرة على الرفض الإسرائيلي بتجميد بعض الملفات مع تل أبيب، كما حذرت إسرائيل من الاجتياح البري لقطاع غزة، وبالتزامن سارعت مصر لفتح معبر رفح الحدودي لتقديم كافة المساعدات الطبية والغذائية للقطاع. 

وفي الوقت الحالي تسارع القيادة المصرية الزمن للضغط على اسرائيل من خلال عدة دول غربية لوقف العدوان على قطاع غزة، وسيكون للموقف المصري بإذن الله دوراً تاريخياً، كما كان دوما في نصرة الأشقاء. 

وبالإضافة للموقف الرسمي المصري من الأحداث، فإن التعاطف والدعم الذي قدمه المصريون جميعاً، دون أي شروط أو اختلافات للفلسطينين، يؤكد أننا لازلنا نشعر بالقضية، ونعتبرها قضيتنا، ويعكس أن مصر وفلسطين سيظلا أشقاء، بالرغم من الدور المشبوه الذي لعبته بعض الحركات ضد مصر في وقت أزمتها. 

كانت مصر وستظل الداعم العربي الأول للقضية الفلسطينة، بالفعل وليس القول، ولم يحدث أن تخلت عن دورها الإقليمي والعربي في دعم الحقوق التاريخية والعادلة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، جددت مصر مواقفها الداعمة بقوة للقضية والحقوق الفلسطينية، ولعل ما يحدث اليوم يعكس حقيقة هى أن "فلسطين أولوية وفي قلب اهتمامنا".

تابع موقع تحيا مصر علي