النائبة ألفت المزلاوى تكتب لـ «تحيا مصر»: سوهاج «بقعة نور رغم اتساع الهوة»
ADVERTISEMENT
تحتفل سوهاج فى العاشر من أبريل بعيدها القومي، إذ ناضلت القبائل العربية الأصيلة فى مركز جهينة غرب سوهاج عن الوطن والبيت والأهل فى ملحمة تاريخيه تمكنت فيها من منع تقدم القوات الفرنسية عام 1799 وإفشال رغبة المحتل فى الوصول إلى أقاليم جنوب مصر ، ذكرى نضال وكفاح وحماية للأرض والعرض ، كتبها التاريخ وحفظتها الأجيال وصارت رمزا ويوما وطنيا يخلد بسالة شعب تمكن من صد هجمة الاحتلال الشرسة التى استهدفت مصر بتاريخها وتراثها ومواردها.
العيد القومي لمحافظة سوهاج
الآن وبعد مرور أكثر من مائتي عام ، صرنا أحوج الناس لاستدعاء روح المقاومة وحماسة النضال، فما كانت تنضال سوهاج من أجله منذ مائتين عام، أصبح أهون وأقل حدة مما يجب أن تكافح من أجله الآن!
إن استدعاء روح المقاومة هو فريضة غائبة لكل من له مجال للتعبير وللدفع والبناء، فلا يليق بأقليم تمكن بعض أبنائه من مقاومة جيش محتل مسلح بمدافع وبنادق ، أن يتكاسل ويتهاون فى معاودةالنضال ضد النسيان والتغافى وغياب الخدمات الأساسية وتراجع مؤشر سعادة شعبها.
أصبح من المزعج أن يُختزل تعريف المحافظة عند الكثيرين بأنها المحافظة الأكثر فقرا والأكثر طردا للسكان والأكثر تعاطيا للمواد المخدرة!! أليست هذه الأشياء هي بمثابة إحتلال جديد وقيودمعطلة ومواجع نازفة لكل أبناء سوهاج من أهل الوعى والثقافة والإبداع، كما أنها قطعت الطريق وأطفأت المشاعل أمام طموحات شبابها وأحلام مواطنيها؟!.
إن الاحتفال بذكرى عيد سوهاج القومي لا يجب أن يكون بتهاوفت النواب واصحاب التطلعات بتعليق لافتات التهنئة للمسئولين ولا يجب أن تكون بعروض فنيه لطلاب الجامعات والمدارس ولا بكتابة أشعار المحبة والخطب الرنانة التى تتحدث عن عظمة ماضي انفصل عن واقعه وتوقف عن استكمال مسيرته وتعطلت كفاحات أبنائه.
إن الاحتفال الحقيقي بذكرى يوم سوهاج الوطنى يجب أن يسلك مسارا مغايرا هذه المرة بالتدقيق فى واقعها، برصد مشكلاتها، بطرح حلول ابداعية لتغيير تصنيفها وإعادتها إلي ما كانت عليه منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ، يوم أن كان العالم كله نائما بينما كانت سوهاج مستيقظة سامقه تصنع حضاراتها وتهدى لمصر والعالم القادة والأدباء والكُتّاب، والعلماء.
ورغم كل تلك المواجع التى يشعر بها المواطن السوهاجي جراء اتساع الهوة بين سوهاج وبقية المحافظات من حيث الاهتمام بمستقبلها والاستثمار في مواردها الطبيعية والبشرية، يلوح بصيصا من نور خلال هذه الفترة، مصدره هذه المرة حقيقي ومأموله كبير، فقد قفزت جامعة سوهاج قفزة مدهشة للأمام فى تصنيف جامعات الوطن العربي والقارة السمراء وصارت جامعة معتمدة شهيرة ذات صدى وسمعة عاليتين، المتابعة واليقظة التى يبدو عليها محافظ الاقليم اللواء طارق الفقي حققت نجاحات جيدة على مستوى البني التحتية والحد من فساد الإدارات وتلاعب بعض المؤسسات، كما أصبح لسوهاج صوت مميز واضح ومسموع تحت قبتى البرلمان (نواب وشيوخ) وأصبح لدينا رئيسا ووكيلين لثلاثة لجان من نوابنا، فضلا عن مئات الطلبات والتفاعلات والبيانات العاجلة والاقتراحات التى قدمها نواب سوهاج فى ثلاثة شهور هي عمر انعقاد البرلمان الجديد فى فصله التشريعي الثانى، كما تجدر الإشارة ببقعة نور جديدة تكشف عنها عشرات المبادرات والائتلافات والقوي الشبابية الفاعلة على الأرض والتى تجد دعما وتواصلا واهتماما بالغا من الجهات التنفيذية والرقابية تتناسب مع اطروحاتهم ومطالبهم وأحلامهم.
النائبة ألفت المزلاوي وموقع تحيا مصر
رغم كل الملاحظات وكثرة الشكاوى واتساع الهوة، لا طريق أمامنا لتجاوز ذلك كله سوي استعادة روح النضال والاصفطاف يدا سوهاجية واحدة تجاهد أسوة بالأجداد في استعادة مكانتها، لنبدأ عصرا جديدا من التطوير والتنمية واستغلال الموارد وحماية مستقبل الشعب والدفاع عن مصالحه.
النائبة ألفت المزلاوى
عضو مجلس النواب – حزب الشعب الجمهورى