عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

رشا عمار تكتب: «موكب المومياوات».. نفاق الأحياء والأموات ومعركة الوعي

تحيا مصر

صدعتنا الجوقة الإخوانية وأتباعها على مدار الأيام الماضية بالنواح على الأحياء، "الفقراء المضطهدون المعذبون والمنسيون" في هذا الوطن، نعم، كيف تهتم الدولة المصرية بنقل 22 مومياء ملكية في مصر في مشهد مهيب مبهر، كما وصفته الصحف العالمية، ولا يزال الناس يكتبون عنه في شرق الأرض وغربها بينما يرى الذين وكلوا أنفسهم أوصياء على هذا الشعب، أن ذلك تجاهل وعدم اهتمام من الحكومة المصرية تجاه "المواطن الحي" بينما تكرم الأموات بحفاوة.

عادة إخوانية

هي عادة الإخوان وكل من يعمل لحسابهم من داخل مصر وخارجها، يدعي أنه لا علاقة بينه وبينهم، هؤلاء يعملون وفق آليات محددة ومنظمة لتغييب الوعي المصري والتلاعب بالحقائق لإفساد أي إيجابيات تحدث وخلق خط معادي للدولة باستخدام المصريين أنفسهم، الذين عادة ما يصدقون الشعارات التي يستغلها هؤلاء عن العدالة والحقوق. 

الفائز الحقيقي

السؤال المُلح في هذا المشهد، والذي خطر على بال كل مصري وهو سؤال مشروع، ما العائد من هذا الموكب، وهل الغرض منه التباهي والمفاخرة؟ وما الألويات التي تعمل عليها الحكومة المصرية وهل المواطن جزء منها؟

  الحقيقة أن الفائز الحقيقي من هذا الحدث هو المواطن المصري، أقصد كل المصريين، وخاصة العامليين في قطاع السياحة، في بلد يعتمد على السياحة كمورد من أهم وأقوى موارده، فضلا عن العائد على خزينة الدولة جراء انتعاش السياحة المتوقفة منذ سنوات طويلة، والذي سيسمح بلا شك في توسيع قطاعات التنمية وتوفير خدمات أفضل للمواطن سواء على مستوى التعليم أو الصحة أو غيرهما. 

أولويات تتماس مع احتياجات المواطن

مصر تعمل في الوقت الحالي على أولويات تتماس مع احتياجات المواطن بشكل أساسي، وتسعى جاهدة لتوفير حياة كريمة للجميع، وهذا ما تعكسه المشروعات القومية الكبرى في مجالات الإسكان والتعمير والصحة والنقل والتعليم وتطوير مؤسسات الدولة... ألخ.

  مصر التي تحتفي بالممياوات "الأموات"، هي نفسها التي نجحت في افتتاح (14762) بتكلفة تقديرية بلغت نحو (2207.3) مليار جنيه منذ منتصف 2014 وحتى اليوم، كما يتم تنفيذ نحو ( 4164 ) مشروعة بتكلفة تقديرية تبلغ ( 2569.8 ) مليار جنيه مصري، وبنت 414 ألف وحدة سكنية بتكلفة 51 مليار جنيه، نسبة 38% منها بالمحافظات، وجار تنفيذ 194 ألف وحدة أخرى بتكلفة 37 مليار جنيه.

وهى أيضا مصر التي دشنت منظومة صحية غير مسبوقة للكشف المبكر عن الأمراض وتقديم العلاج لها بالمجان ودعم المستشفيات على مستوى الجمهورية بأحدث التقنيات العلاجية، وهى التي تقدم علاج بالمجان لملايين من مرضى السرطان والقلب والسكر والكبد الوبائي وغيرهم، وهى أيضا التي أطلقت مئات المشروعات لتحقيق التكافل الاجتماعي والحياة الكريمة في المسكن والغذاء والصحة والتعليم للمصريين، وهى أيضا التي نجحت في تسليح الجيش ليظل محتفظا بمكانته كأفضل جيوش المنطقة، ويظل قادرا على حفظ الأمن والاستقرار وضمان حقوق البلاد في الداخل والخارج. 

ورسائل حفل الممياوات كانت واضحة، لعل أهمها إخبار العالم أننا بلد آمن، نجحت في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وحافظنا على تاريخنا وآثارنا من الدمار الذي كان مخطط لها، وعبرنا ببلادنا من الممر المظلم الذي تغرق فيه دول عدة على مقربة منا. 

لا أكتب لأتحدث عن عظمة المشهد الحضاري الذي قدمته مصر للعالم، ولن أتحدث عن شعوري وجميع من أعرفهم من أبناء هذا الوطن بل والأمة العربية بالفخر تجاه هذا الحدث، الذي أعاد في الأذهان مشهدا من عصر بناة الأهرامات قاهري الأعداء، صانعي الحضارة.

لكن استفزني مثل الكثيرين أن يتحدث الإخوان ومن معهم، في حملة ممنهجة ومحددة ضد الحدث المهيب، مستخدمين العبارات والمصطلحات ذاتها، ولا استبعد أنه تم توزيع المنشورات عليهم، ولعل الملاحظ لها يعرف أن جميعا مكتوبة بنفس الصياغة وذات المعلومات، وأنا أعلم عزيزي القاري بحكم مهنتي أن من كتب كل هذه المنشورات شخص واحد. 

الغريب أن أصحاب المنشورات أنفسهم الذين يحذقون ويتباكون ويصرخون على أحوال الشعب المصري، هم أنفسهم من تناسوا تقديم العزاء للمصريين قبل أسابيع، واستغلوا حادث قطاري الصعيد، وسقوط عمارة جسر السويس وسقوط جزء من كوبري "تحت الإنشاء" لإظهار أقصى درجات الشماتة والكراهية بحق المصريين ورئيسهم، وكأن الذين ماتوا لم يمثلوا لهؤلاء سوى آداة جديدة للتوظيف ضد مصر، التي أسقطتهم، والتي توعدها قادتهم من أعلى منصات اعتصام رابعة العدوية قائلاً:" إما نحكم مصر أو نحرقها". 

نعم قالوا ذلك وفعلوا أكثر منه، ألم يكن الذين ماتوا في العمليات الإرهابية التي اجتاحت البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا منذ أن سقط الإخوان عن الحكم مصريون، ألم يكن مرضى معهد علاج السرطان الذي استهدفته سيارة مفخخة وانفجرت مخلفة عشرات الضحايا من مرضى السرطان مصريون؟ 

ألم يكن الذين قتلهم الإخوان ومثلوا بجثثهم واستغلوا صورهم للضغط على مصر مصريون؟  إذا مشكلة الإخوان والذين معهم ليست المصريون، سواء الأحياء منهم أو الأموات، واعتقد أن المصريين الذين رأوا الشماتة والحقد ويد القتل تخطف أعز وأغلى وأطيب ما في هذا الوطن لم يمنحوا الشامتين الحق في الحديث باسمهم.  ثم دعونا نتحدث عن المصريين، دعنا من الآفقين الذين بات أمرهم مفضوح، وخيانتهم مكشوفة، ولن تفلح محاولات التمسح بالمصريين في إخراجهم من خندق "الخيانة". 

ما أردت قوله أن هؤلاء قد منعهم الضلال والظلام الدامس في قلوبهم وعقولهم عن رؤية الحق، نعم تحملت مصر أكثر من 22 مليار لتطوير المتحف القومي للحضارة وتجهيز حفل مهيب لنقل الممياوات الملكية، فيما يمكن وصفه بأنه جراحة عاجلة للسياحة، الشريان الأقوى للدخل القومي المصري، والتي تأثرت بلا شك بسبب إرهاب الجماعة. 

وأخيراً، للمنافقين والآفقين والمدفوعين من الإخوان وغير الإخوان.. تاجروا وتربحوا وأدعوا الشرف كما تريدون لكن دعوا الأحياء والأموات في حالهم، لأنها متاجرة مقززة.

تابع موقع تحيا مصر علي