تقف لإثيوبيا بالمرصاد.. السودان من إغلاق الحدود لمساندة مصر بقضية سد النهضة
ADVERTISEMENT
يتماهى الدور السوداني كثيرًا مع الموقف المصري، فيما يخص قضية سد النهضة، وخصوصًا مؤخرًا، بعد أن اشترطت أن يكون الملء الثاني للسد الذي تبنيه إثيوبيا، على النيل الأزرق، أحد أبرز روافد نهر النيل، يجب أن يتم بعد الاتفاق مع مصر السودان.
الخلاف السوداني الإثيوبي، ربما لمن لا يعلم، لا يقف عند قضية سد النهضة، بل يتمادى إلى خلاف حدودي قائم، حيث أغلقت السلطات السودانية المعبر الحدودي الرابط بين مدينتي القلابات السودانية والمتمة الإثيوبية.
جاء قرار الإغلاق بحسب مصادر الحدث من السلطات السودانية على خلفية اعتداء عناصر إثيوبية بالضرب على عناصر من الأجهزة الأمنية السودانية أمس الأول تم على إثره نقل المصابين لتلقي العلاج في مدينة القلابات.
وتضيف المصادر أن السلطات السودانية خلال اجتماعات للجان أمنية مشتركة بين البلدين طالبت الجانب الإثيوبي بتقديم اعتذار رسمي و تقديم المعتدين لمحاكمة مؤكدة أن الاعتداء كان مخططا له بشكل مسبق.
قررت السلطات في مدينة القلابات السودانية بولاية القضارف شرقي السودان إغلاق المعبر الحدودي الرابط بين السودان وإثيوبيا احتجاجا على هجوم مسلح طال قوات نظامية يوم الخميس.
وقالت مصادر لـ "سودان تربيون" السبت إن إغلاق المعبر الحدودي اتخذ تحسبا لاندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين في ظل التوترات الحدودية وحالة التأهب القصوى وسط الأجهزة الأمنية السودانية احتجاجا على الاعتداء الذي طال النظامين.
وأشارت إلى أن اجتماعا طارئا التأم السبت بين لجان أمنية سودانية وإثيوبية لبحث الأوضاع ومثل فيه الجانب السوداني العقيد شرطة خالد إسماعيل رئيس لجنة أمن القلابات بحضور عدد من الأجهزة الرسمية والأمنية، بينما مثل الجانب الاثيوبي في الاجتماع قيطو المو مدير الأمن الإداري بالمتمة الإثيوبية وبحضور مديري الجمارك والجوازات.
وأظهر المسؤولون الإثيوبيون اعتراضا على قرار الجانب السوداني بإغلاق المعبر وشددوا على ضرورة حل الخلافات والقضايا الأمنية عبر التفاوض وان اغلاق الحدود ليس حلا في ظل التبادل التجاري والمصالح المشتركة بين الدولتين.
لكن الجانب السوداني تمسك بضرورة تقديم الاثيوبيين اعتذاراً رسمياً والقبض على الجناة والمعتدين وتقديمهم لمحاكمة عاجلة واعتبر بأن الاعتداء مخطط له واستهدف النظامين السودانيين في الحدود لخلق توترات في ظل وجود الشرطة الاثيوبية والجانب الإداري للمتمة.
وسيلقي القرار بتأثيرات كبيرة على الحركة التجارية كما تتعاظم المخاوف من عدم تمكن أكثر من 5 آلاف عامل إثيوبي من دخول الأراضي السودانية يوميا للعمل في الحصاد وعديد من الأشغال الحرفية والمهنية
سد النهضة
أما فيما يخص سد النهضة، فإن الموقف السوداني قد يكون متفقًا تمامًا مع الجانب المصري، ضد التعنت الإثيوبي.
وقبيل اختتام اجتماع ثلاثي يضم مصر والسودان وإثيوبيا حول ملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي العملاق، قالت مصر إن المفاوضات – الذي تتوسط فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية – فرصة أخيرة لإحراز اتفاق قبل ملء السد للسنة الثانية.
وقالت الخارجية المصرية في بيان الأحد: إن أحدث اجتماع بينها وبين السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي ربما يكون "فرصة أخيرة" قبل أن تملأ أديس أبابا السدللعام الثاني على التوالي.
ويُختتم الاجتماع اليوم الاثنين في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وانتهت محاولات سابقة بهدف التوصل إلى الاتفاق بشأن السد الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق إلى طريق مسدود.
وأعلنت الخارجية المصرية في بيان أن "هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد صرح الأسبوع الماضي بأن لا أحد سيستطيع أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وحذر من حالة عدم استقرار في المنطقة "لا يتخيلها أحد" إن جرى ذلك.
ويخوض السودان حالياً نزاعاً حدودياً مع إثيوبيابشأن منطقة الفشقة الخصيبة، وانتهى أمس السبت من تدريبات عسكرية مشتركة مع مصر.
وقال السودان في بيان منفصل إن إثيوبيا "رفعت السقف للمطالبة ببحث قسمة مياه النيل" خلال المفاوضات.
وكان فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس الاتحاد الأفريقي والوسيط في المفاوضات، قد افتتح المحادثات بين الأطراف الثلاثة في وقت سابق اليوم.
وقال تشيسيكيدي: "أدعوكم جميعاً لبداية جديدة .. لفتح نافذة أو عدة نوافذ للأمل .. لانتهاز الفرص الجديدة .. لإشعال شعلة الأمل".