عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

سد النهضة.. «رسالة السيسي» تحول مجرى المفاوضات لصالح مصر

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

مع انطلاق اجتماع الاتحاد الإفريقي مع الدول المعنية فيما يخص أزمة سد النهضة (مصر والسودان وإثيوبيا)، بدا أن الرسالة شديدة اللهجة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أيام، التي حذر فيها من المساس بحصة مصر، قد أدرات دفة المفاوضات إلى جانب آخر يضمن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، بليونة إثيوبية لم تكن موجودة من قبل.

وقال السيسي خلال جولته بالمجرى الملاحى لقناة السويس، الثلاثاء الماضي، «لا أحد يستطيع أن يُقدم على هذه الخطوة -يقصد المساس بحصة مصر من مياه النيل-، ومن يرد أن يفعل فليرنا ماذا يمكنه أن يفعل، وهذا ليس تهديدًا لأحد، إنما تأكيد على حقنا في المياه.. معركتنا هي معركة تفاوض، والأسابيع المقبلة ستشهد تحركات في هذا الاتجاه، والأمور تحكمها القوانين الدولية ذات الصلة بالمياه العابرة للحدود، ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومنصف».

وتابع الرئيس السيسي: «إحنا مش بنتكلم كتير، محدش يقدر ياخذ نقطة مياه من مصر، اللي عايز يجرب يجرب، عمرنا ما هددنا، حوارنا دائماً رشيد وصبور، وعدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد، نحن لا نهدد، ماء مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر».

وكشفت مصادر من داخل الاجتماع، أن الاتحاد الإفريقي يعمل بمساعدة دبلوماسية وفنية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على الخروج بتوافق حول تنسيق الملء الثاني لسد النهضة وتغيير منهجية التفاوض بين الأطراف الثلاثة المشاركة في الاجتماعات المنعقدة حاليا في كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية - الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

تفاؤل حذر 

واكد وزير الري السوداني السابق عثمان التوم، أنه في حال تحقق تلك التوقعات فإنها ستشكل تطورا مهما في سير المفاوضات "لكنها لن تقدم الحل الكامل الذي تصبو إليه السودان ومصر والمتمثل في التوصل إلى اتفاق إلزامي يستند إلى القانون الدولي".

وقال التوم في تصريحات صحفية، إنه ورغم أنه من المبكر الجزم بما يمكن ان تنتهي إليه اجتماعات كنشاسا إلا أن المؤكد أن من مصلحة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بذل الجهد الممكن لوضع المفاوضات في إطارها الصحيح.

وفي ذات السياق، رأى نور الدين عبدا المحلل السياسي ومدير منصة نيلوتيك بوست الإعلامية الاثيوبية، أن الوصول إلى اتفاق حول آلية تنسيق تبادل البيانات بين سدي النهضة الإثيوبي والروصيرص السوداني سيعتبر اختراقا "تكتيكيا وفنيا" يمكن أن يدفع المفاوضات قدما إلى الأمام.

وذكر عبدا، أن حديث أطراف التفاوض في وقت سابق عن التوصل إلى تفاهمات حول 95 في المئة من الجوانب الفنية يشير إلى أن العنصر السياسي هو الذي يسيطر على سير المفاوضات في المرحلة الحالية اكثر من العنصر الفني. 

لكن عبدا يشدد على ضرورة النظر إلى مجمل العملية المتعلقة بالمفاوضات الحالية في كنشاسا من الزوايا المتصلة بالظروف الموضوعية والزمانية التي تتم فيها، حيث تأتي وسط تعقيدات وتوترات شديدة بين الأطراف الثلاثة لذلك فإن مجرد القبول بالجلوس سويا ونزع فتيل التوتر يمكن أن يعتبر اختراقا كبيرا.

معضلة الملء الثاني

وتزايدت مخاوف دولتي المصب، السودان ومصر، خصوصا في ظل اعتزام إثيوبيا المضي قدما في خطة الملء الثاني لبحيرة السد وإعلانها إنجاز 79 في المئة من مراحل السد الذي تبلغ تكلفته 5 مليار دولار وبطاقة تخزينية تقدر بنحو 74 مليار متر مكعب.

وبالفعل عانى السودان من مشكلات حقيقية في تدفقات مياه ري المشاريع الزراعية عندما نفذت إثيوبيا خطة الملء الأول خلال خريف العام الماضي دون تنسيف مسبق مع السودان.

كما واجه السودان أيضا أزمة كبيرة في مياه الشرب في المدن الرئيسية بسبب انحسار المياه في بعص الفترات في النيل الأزرق ونهر النيل وارتفاعها في الفترة التي تلت اكتمال الملء، مما أثر على وضع طلبات الضخ.

لكن وزير الري السوداني السابق عثمان التوم اعتبر أن التوصل لاتفاق حول تبادل البيانات بشكل وقتي أمر جيد من الناحية الفنية ويمكن أن يقلص مخاوف السودان بشرط أن يتفق الجانبان على برنامج تفصيلي تلتزم من خلاله إثيوبيا على ملء منسق او منتظم بحيث لا يسمح بحجز كميات أكبر في وقت واحد أو مدد زمنية أقصر ويستكمل الجزء الأقل في المدة المتبقية من الشهرين المحددين.

تابع موقع تحيا مصر علي