عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قصر البارون.. هكذا شارك في احتفال نقل المومياوات

قصر البارون
قصر البارون

في لفتة غير معتادة، تنم عن أصالة الحضارة المصرية، تضمن فيلم «مصر الحضارة»، الذي أذيع على هامش احتفال نقل المومياوات، جانبًا من قصر البارون، ما لفت انتباه العالم أجمع.

فقد روى عنتر جاد الكريم، أحد العاملين بقصر البارون، شهادته عن فترة عمله بالقصر، موضحًا أنه من مواليد أسوان ويبلغ من العمر 79 عامًا، قدم إلى البارون برفقة خاله الذي عمل كطباخ للقصر.

وأضاف خلال تصريحات بفيلم «مصر الحضارة»، المذاع على هامش فعاليات انطلاق موكب المومياوات الملكية، مساء السبت، أنه اطلع على الجزء العلوي من القصر أثناء انعقاد حفل بها، متابعًا: «أخدت علقة من خالي لأن ممنوع أطلع فوق».

من جانبه، قال الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إن عملية ترميم المتحف بدأت عام 2017 لافتتاح المشروع عام 2020، موضحًا أن الترميم تم على مرحلتين تدعيم الأساسيات وترميم العناصر الزخرفية.

وذكر أن قصر البارون معرض يحكي قصة مصر الجديدة بالكامل، مشيرًا إلى تخصيص 175 مليون جنيه لترميم المبنى وإنقاذه.

وانطلق مساء أمس السبت، موكب المومياوات الملكية والذي يضم 22 مومياء ملكية سيتم نقلها من المتحف المصري بالتحرير، إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط، وسط موكب مهيب يليق بعظة الأجداد وأصالة الحضارة المصرية.

وشهد الموكب حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومديرة منظمة اليونسكو، أودري أزولاي، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، وشخصيات دولية ومحلية معنية بالتراث الإنساني والعالمي.

قصة قصر البارون

بسبب حبه الشديد لمصر، قرر المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، تشييد قصر يحمل اسمه، لا يغيب عنه الشمس، وأطلق عليه اسمه «قصر البارون إمبان»، وبعد الانتهاء من تطويره وترميمه، افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يونيو الماضي، ضمن عدد من مشروعات منطقة شرق القاهرة.

ولكن ما قصة القصر؟

يعد قصر البارون إمبان، تحفة معمارية فريدة من نوعها، ويقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وقد شيده المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، الذي جاء إلى مصر من الهند في نهاية القرن التاسع عشر، حيث استلهم بناء القصر من معبدأنكور واتفي في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، وصمم القصر المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود، واكتمل البناء عام 1911م، وقرر «البارون» أن يكون قصره أسطوريا لا تغيب عنه الشمس، حيث تدخله من جميع حجراته، وأصبح أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق.

القصر من الداخل حجمه صغير، فهو لا يزيد على طابقين ويحتوى على 7 حجرات فقط، الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوى فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها، وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

قررت الدولة اعتبار القصر «أثرًا إسلاميًا»، بقرار من مجلس الوزراء، مشددة على أنه «لا يجوز لملاكه التصرّف فيه دون الرجوع إلى المجلس الأعلى للآثار»، وللتأكد من إتمام مشروع تطويره بشكل سليم، تمت الاستعانة بكل وثائق القصر المحفوظة في خزينة خاصة ببنك مصر، وتحتوى على عقود الملكية وتصميمات القسم المفصلة لكل جزء فيه.

مشروع الترميم يهدف إلى إعادة التأهيل إلى عمل تصور كامل لإعادة تأهيل قصر البارون، ويشمل توصيات الترميم، وتقييم الحالة الراهنة، ومقترحات وحدود التدخل، بالإضافة إلى خطة إدارة الموقع وإعادة الاستخدام بناءً على دراسات متخصصة لتحقيق أغراض الحفاظ والحماية وصيانة العناصر الأثرية ورفع وعي الزائرين بماهية الموقع وتاريخه وتاريخ تطور البيئة المحيطة.

وقد شملت الدراسات الاستشارية أيضًا أعمال التوثيق الفوتوغرافي والمجسات وحفر كشفية، بالإضافة إلى إعداد ملف توثيق متكامل لكل العناصر الأثرية والواجهات والمساقط الأفقية للقصر باستخدام المسح ثلاثي الأبعاد ومحطات الرصد المتكاملة.

ومع خطة التطوير التي تم تنفيذها، سيضم المعرض مجموعة متنوعة من الصور، والوثائق الأرشيفية، والرسامات الإيضاحية، والخرائط، والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة، حي هيليوبوليس وحي المطرية، عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور، والخرائط، والوثائق، والأفلام التي تحكي تاريخ مصر الجديدة، ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة، بحسب ما ذكره بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار.

وزير الآثار، خالد العناني، قال إن القصر سيحكى تاريخ منطقة مصر الجديدة، بداية من مدينة «أون» التي تعود للعصور الفرعونية، مرورًا بتأسيس الحي بمسماه الحالي عن طريق البارون إدوارد إمبان، بالإضافة إلى تسليط الضوء على شخصيات مصرية وطنية لعبت دورًا مهمًا في إنشاء المنطقة، وقال: «هناك وثيقة فرنسية تقر أن اللون الطوبي هو لون القصر الأصلي، وليس لون آخر كما يروج البعض». ووفقاً للموقع الرسمي لوزارة الآثار والسياحة، فقد تخطت تكلفة الترميم ما يقارب الـ 100 مليون جنيه.

تابع موقع تحيا مصر علي