الصنايع بختها مش ضايع
ADVERTISEMENT
البؤس كل البؤس هو أن يظل الإنسان آسيرا لصورة نمطية تجاوزها الواقع وأصبحت جزءا من ماضي بعيد ، فيحدد مستقبله ومستقبل أبناء من بعده وهو آسير لوهم يبتعد بمسافات عن الحقيقة ، وليس هذا بعيدا عن كثير مما يجرى في حياتنا حين نكون أسرى لصورة نمطية كاذبة وخاطئة ومشوشة، أتذكر كل هذا حين أسمع تعليقات بعض المواطنين على التعليم الفني ورفض إلحاق أبنائهم به عملا بمثل ساذج "الصنايع بختها ضايع".
القفزات التي أحدثتها الدولة في ملف التعليم الفني خلال السنوات القليلة الماضية تستحق التوقف أمامها كثيرا ، خلال 6 أعوام فقط تم انشاء 6079 مدرسة وتطوير 4098 فصلا مطوّرا وإنشاء 6 مدارس تكنولوجية تطبيقية ،وتستهدف خطة الهيئة العامة للابنية التعليمية للعام المالي 2020/2021 انشاء 3061 فصلا للتعليم الفني وهو ما يعادل 8% من حجم التطوير في المنظومة التعليمية بتكلفة تقريبية حوالي 0.95 مليار جنيه ،ويضاف الى ذلك التوسع في انشاء الجامعات التكنولوجية من خلال البدء في انشاء 6 جامعات تكنولوجية جديدة (أسيوط الجديدة، طيبة الجديدة، السلام شرق بورسعيد، برج العرب، 6 أكتوبر، الغربية) بجانب ماتم على مستوى بني سويف وقويسنا والقاهرة الجديدة.
مجلس الشيوخ والتعليم الفني
الأهداف التي من المقرر أن تحققها خطة تطوير التعليم الفني 2030 تستحق أن تخضع لقراءة متأنية فنحن نطمح أن تصل نسبة الملتحقين بالتعليم الفني من المتفوقين في الإعدادية (مجموع أعلى من 85%) عام 2030 إلى 20% ،ونأمل أن تصل نسبة خريجي التعليم الفني الذين يعملون في مجال تخصصاتهم عام 2030 إلى 80% ،ونتطلع الى ان يصل ترتيب مصر في مؤشر البنك الدولي للتعليم الفني إلى 3/4 عام ،وأن تصل نسبة مؤسسات التعليم الفني والمهني القائمة على الشراكة المجتمعية في عام 2030 إلى 20% ،ومن بين طموحاتنا أيضا أن يصل متوسط عدد الطلاب بالفصل إلى 30 طالب
هذه الطموحات الجريئة لا يمكن ان تتحقق الا بتغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني ،وتوجيه وعى المواطنين إلى حقيقة التطور والتحديث الذى تسعى الدولة لتحقيقه في التعليم الفني وان أبنائهم ينتظرهم مستقبل باهر داخل منظومة التعليم الفني ،وان يستقر في وعينا جميعا في أن "الصنايع بختها مش ضايع".