عاجل
الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 25 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: إلى عبد الله الشريف.. أرجوز الإخوان .. أنا لك بالمرصاد (١)

النائب عمرو عزت حجاج
النائب عمرو عزت حجاج - أرشيفية

لا يعجب المرء عندما يجد أن جُل من يتصدى للدفاع عن مشروع الاخوان وأفكارهم الفاسدة، يجمع فى العادة ما بين الخواء الفكرى، واللغة المبتذلة المسفة، والتى تتنافى مع آداب الشرع الحنيف الذى يدعون الانتساب إليه وخدمته، وذلك لأن الإخوان وأشياعهم يتربون منذ الصغر فى جو من الجمود العقلى والتمحور حول أفكارهم وكأنها الحق المطلق، مما يجعلهم كائنات تعانى من الضحالة الفكرية التى تدعو للشفقة، وفى نفس الوقت يتربوا على التمظهر بمظاهر السمت الاسلامى، دون أن تدخل نقاوة جوهر تعاليمه قلوبهم فتطهرها، ومن ثم ينعكس طهرها على سلوكهم وألسنتهم.
 والحق أن هذا المزج بين السفسطة الفكرية والغوغائية اللفظية، لو تجسد فى شخص بعينه من الإخوان وأشياعهم، لكان أحق بذلك المدعى عبد الله الشريف، صاحب المخازى الجنسية التى أفردنا لها مقال سابق، فالرجل الذى يقول فى حلقاته أنه يقدم محتوى تاريخى وسياسى، لا علم له بأبجديات التاريخ ولا بديهيات السياسية.
فضلا عن كونه لا يفهم أبجديات الخصوصية التاريخية لكل عصر من العصور، مما يجعله يخرج بنتائج لا تتفق مع المنطق السليم ولا مع المنهج العلمى، فإنه أيضا يذكر روايات وأحداث تدخل فى إطار الحكى والأوهام الشائعات كما فعل فى حديثه عن الإرهابي سيد قطب، هذا فضلا عن تبنى وجهة نظر واحدة وقراءة واحدة، مما يحول التاريخ إلى مادة تشويهية وثأرية، ويصيغ كل ذلك فى لغة مبتذلة وغوغائية ممزوجة بسلسلة من الاتهامات العشوائية للمخالفين له فى الفكر والرأى، كما تعودنا من المنتميين لفكر الجماعة الارهابية.
والشريف مثله كمثل كافة الأدوات الإعلامية للجماعة الإرهابية، يسعى إلى استهداف الدولة المصرية وعلى رأسها القوات المسلحة وجهاز الشرطة، للانتقام من دورهما العظيم فى حماية مصر وشعبها من استبداد وإجرام وإرهاب هذه الجماعة الإرهابية، وذلك من خلال ما  يقدمه من محتوى ركيك وهزلى.
فنجد الرجل يقدم حلقة كاملة عن الإرهابى شكرى مصطفى وجماعته الإرهابية، وكيف أن سجنه على خلفية انتمائه لتنظيم 1965، وما قيل بشأن ما تعرض له خلال ذلك من تعذيب، هو الذى دفعه لإنشاء تنظيمه الإرهابى المسمى بالتكفير والهجرة، ومن خلال ذلك يتطرق للمقارنة مع ثورة 30 يوليو المجيدة، ليبرر للإخوان وأشياعهم إرهابهم وقتلهم للمصريين، بحجة أن 30 يونيو كانت إنقلاب على الديمقراطية، وبحجة ما يتعرض له الاخوان من تعذيب، وغيره من محفوظات الإخوان المكررة.
وتناسى هذا المسيلمة أن إرهاب الاخوان وعنفهم لم ينشأ فى هذه الفترة، وإنما نشأ منذ السنوات الأولى للجماعة، وقد توحشت عملياتها والجماعة ترفل فى حماية التحالف مع القصر الملكى، ونسى أيضا أن الإخوان لم يتوقفوا عن الإرهاب وهم يحكمون مصر فى عامهم المشئوم ولعل أحداث الاتحادية خير شاهد على ذلك، ومن ثم فلم يكن ما حدث لشكري نتيجة للتعذيب كما يدعون، وإنما نتيجة طبيعية لتطور الافكار التكفيرية التى تلقاها من الإخوان.
كما أن لو افترضنا صحة ما قيل عن تعرض شكرى مصطفى، للتعذيب عام 1965، فإن الأمر هنا مختلف، حيث أن الدولة المصرية عقب 30 يونيو لم تقم بأى عمليات قبض  خارج إطار القانون، وإنما تم كل شئ وفقا للقانون، وفى جرائم محددة، وفى إطار محاكمات منضبطة نتج عنها براءة كثيرين وأدانة مذنبين توفرت على إدانتهم الأدلة، خلال كل هذا لم تثبت أى حادثة تعذيب واحدة، رغم أن تكرار إدعاء الإخوان بحدوث ذلك، فقد تعامل القضاء مع كل ادعاء بجدية حتى ثبت كذب هذه الادعاءات.
 كما ان هذا المنطق المعوج يعنى، إما أن يقبل المصريون ديكتاتورية الإخوان وفشل حكمهم وخيانتهم، أو يكون هذا مبرر للإرهاب والقتل والتدمير بحجة أن الإخوان يعانوا من الإحباط وفشل المشروع الديمقراطى وكأن الديمقراطية تبيح القتل والعنف ؟
كما أن هذا الشريف قد سعى لاستغلال مناسبة تنفيذ حكم الإعدام فى الارهابى هشام عشماوى، كفرصة للهجوم على القوات المسلحة، وذلك من خلال الحديث عن خلفية عشماوى العسكرية، وخلفية قتلة الرئيس السادات العسكرية، مدعيا أن هولاء تحولوا إلى إرهابيين داخل هذه المؤسسة العظيمة ونتيجة لظروف داخلية تخصها.
وقد نسى هذا المدعى أن المؤسسات العسكرية تضم مئات آلالاف من المصريين، ولا يسئ لها خروج أفراد لا يتجاوزوا أصابع اليد عن الصراط المستقيم، فابناء المؤسسة العسكرية مثلهم مثل أى قطاع مهنى فى مصر، أغلبه شرفاء ولكن هذا لا يمنع أن يتسلل إليه بعض الفاسدين، الذين يعبرون عن أنفسهم ولا يعبرون عن المؤسسة الذين انتموا إليها فى غفلة من الزمن، فلا يسئ عشماوى أو الزمر أو الاسلامبولى للجيش كما لا يسئ أيمن الظواهري للحقل الطبى، أو كما لا يسئ عاصم عبد الماجد للحقل الهندسي.


وهكذا نجد أن عبد الله الشريف يستغل جهل من يستمعون إليه، فيسعى إلى تقديم مجموعة من المغلطات المنطقية المبنية على أنصاف الحقائق من خلال لغة مبتذلة، وذلك بهدف تمرير الأكاذيب إلى أذهانهم، حتى يتمكن من تحويلهم إلى أعداء لوطنهم وذلك بهدف تحقيق المشروع الذى يعمل فى ظله، وهو مشروع إسقاط الدولة المصرية لا قدر الله. 

عمرو عزت حجاج
عضو مجلس الشيوخ
تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين

تابع موقع تحيا مصر علي