عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب عن مينا مسعود: رحلة كفاح "شبراوي أبو دم خفيف"

ألفة السلامي- ارشيفية
ألفة السلامي- ارشيفية

في هوليوود النجم العالمي ذو الأصول المصرية مينا مسعود لا يمكن إلا أن يكون شخصية ملهمة للشباب المصري. 

هو شبراوي دمه خفيف وابن بلد وصل إلى هوليوود بالمثابرة والتعب، واستطاع بعد 10 سنوات من بداية طريق الفن أن يلعب دور البطولة في فيلم علاء الدين من إنتاج شركة ديزني مع النجم الأمريكي ويل سميث والنجمة ناعومي سكوت ويستعد حاليا للجزء الثاني. 

حديثه عن مصر بفخر وحماسة وسعادة يحجز له بسهولة مكانة في القلوب، ويزداد الإعجاب به عند مشاهدة مقطع الفيديو على موقع الصور انستجرام الذي يوثق به جولته داخل الهرم الأكبر.

واصطحب متابعيه عبر الممرات الداخلية للهرم، إلى جانب حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو، مع تعليقات مرحة عن الأهرامات وأبو الهول وشغفه بالحضارة المصرية القديمة. 

وحظيت تغريداته عن زيارته مؤخرا لمصر بمتابعة ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون شخص. وتنهال تعليقات المتابعين عن تطلعهم لزيارة مصر والقيام بنفس الجولة في الأهرامات، والحقيقة أنها فرصة رائعة لتكون مصر حاضرة بشكل إيجابي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية.

مينا مسعود المولود في مصر عام 1991 انتقل مع عائلته إلى كندا وهو طفل لا يتجاوز الثالثة، ثم قفز في سماء النجومية مع انتقاله إلى لوس أنجلوس ليلعب دور البطولة في فيلم علاء الدين الذي حقق أكثر من مليار دولار من مبيعات شباك التذاكر وهو الترتيب السادس في أعلى الإيرادات للسينما العالمية.

ولا يبدو أن الشهرة مفروشة بالورود ولم تأت على طبق من ذهب بل عانى كثيرا للالتحاق بإحدى الجامعات الكندية لدراسة الفنون بعد أن ترك الطب بحثا عن حلمه وشغفه الأول وهو التمثيل رغم تحفظ أسرته. 

واضطر للعمل لتوفير المصروفات الدراسية الباهظةـ كما يروي في حواراته قصة معاناته في هوليوود وطريقه الصعب للحصول على دور لا يحصره في شخصية الإرهابي العربي من القاعدة أو المجرم وصاحب السوابق! لا يخفى على أحد أن السيطرة في هوليوود لذوي البشرة البيضاء ومازال التمييز العنصري مؤلما.

ورغم موهبته الفذة إلا أن مسعود فاز بدور علاء الدين بعد منافسة شرسة مع مئات المتقدمين للدور، ومع ذلك فقد تقاضى أجرا زهيدا، وهذا ولّد لديه حزنا وحسرة.

لكنه لم يقف مكتوف الأيدي لينال منه الإحباط بل حاول أن يتجاوزه بشكل إيجابي عندما أنشأ مؤسسة غير هادفة للربح مهمتها إتاحة الفرص المتساوية للموهوبين في كافة أنواع الفنون لتحقيق حلمهم بقطع النظر عن العرق أو اللون أو الهوية.

ولا يخفى على العاملين في مجال الفنون أنها مهن تحتاج لإمكانيات مادية لا تتوفر في أحيان كثيرة للمواهب الشابة وتؤثر على استعدادهم بشكل لائق لتجارب الأداء للفوز بدور في فيلم أو مسرحية وقد تتحطم أحلامهم على صخرة الإمكانيات المعدومة.

ومن هنا فإن مؤسسة مينا مسعود تساهم في تيسير ما يتطلبه الفنان الشاب لخوض تلك التجارب الفنية، ومن الملاحظات المهمة خلال متابعتي لمسعود، سواء عند زيارته الأولى لمصر إبان مشاركته في مهرجان الجونة أو خلال زيارته الحالية، أن كثيرا من المغرمين به ينتمون للفئة العمرية أقل من 20 عاما.

ولعل الرسائل التي تصل من مسعود لمتابعيه رائعة أهمها أن الشخص عندما يمتلك حلما فعليه بالصبر والكفاح من أجله والعمل لساعات طويلة يوميا كما أن عليه ألا يستسلم لما يمر بأوقات صعبة لأن التحديات في أي نشاط أو مهنة تتطلب رحلة كفاح بإرادة قوية وعزيمة لا تلين.

ورغم شكوى مينا مسعود من تجاهل هوليوود له حتى بعد نجاحه في فيلم علاء الدين إلا أنه ظل يحاول وفاز مؤخرا بأحد أدوار البطولة في مسلسل الانتقام. كما أنه يشارك حاليا في تصوير فيلم مصري "في عز الظهر".

واستغل أيضا فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا وتراجع الإنتاج الدرامي وألف كتابا عن الأكل النباتي يحتوي على وصفات من والدته الطاهية المصرية الماهرة ومن أكثر من 50 مطعما من مناطق مختلفة في العالم.

ويهدف الكتاب لمساعدة الناس على اختيار الأطعمة النباتية للحفاظ على صحتهم من جهة والحفاظ على البيئة وكوكب الأرض من التأثيرات السلبية لصناعة اللحوم والألبان.

اقرأ أيضًا..ألفة السلامي تكتب: مجنونة يا "بيتكوين"!

ويقول مسعود في كتابه: "طالما أنك تتطور لتصبح كائنا نباتيا، فأنت تتحرك في الاتجاه الصحيح." ويذكّر دائما بأن نشأته المصرية عرّفته على الأطعمة النباتية منذ صغره.
تابع موقع تحيا مصر علي