النائب عمرو عزت حجاج يكتب: بالعقل .. نواجه البوم الناعق بالفتنة
ADVERTISEMENT
يصر البوم الناعق بالخراب والفتنة من أصحاب الفكر المتطرف، ان ينسبوا إلى الإسلام ما ليس فيه من العداء والكراهية والظلم، وينسبون إليه كذلك مشاعر التعصب والكراهية التى تحتويها قلوبهم تجاه أهل الأديان الاخري ،على الرغم من أن جوهر الدين الحنيف تتمثل فيه صفات السلام والمحبة والعدل، فهو قبس من نور، وجوهر الخالق جل وعلا، و شرع الله الذى أنزله على رسوله الكريم بالسماحة والحق، هو من افعالهم وأقوالهم وتفسيراتهم برئ.
وإذا كان المتطرفون ينشرون دوما دعواهم للتعصب بحجة العودة إلى ايام الاسلام الأولى أى " إسلام زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين "، فلنعد بهم إليه، ولنحتكم إليه أيضا.
أثناء تواجدي الأسبوعى بمكتبة كلية الآداب - جامعة القاهرة للبحث والمطالعة وقع بين يدى بالصدفة البحتة كتاب " تاريخ وأثار مصر الإسلامية " ، لنخبة من كبار وعظماء مصر فى علم التاريخ، وأثناء مطالعتى للكتاب توقفت أمام العديد من الوقائع والروايات التاريخية، التى تشير إلى أن عصر الرسول الكريم وصحابته الاجلاء، كان اعظم مما يتصور الكثيرون من المنتسبين إلى أمته من الادعياء، الذين يسعون إلى تسميم محبة المصريين بسموم جهالاتهم وتعصبهم.
.. ولنبدأ
يروى أن عمر بن الخطاب وجد عجوزا يسأل الناس فى الطرقات ، وعلم أنه ذمى فسأله ما ألجأك إلى هذا ؟ فأجاب الجزية والحاجة والسن ، فأخذ عمر بيده إلى بيته و أطعمه ومنحه مالا وأسقط عنه الجزية هو وأمثاله ، وأرسل إلى خازن بيت المال قائلا : أعطه وأمثاله مايكفيهم وأهلهم .. بالمعروف.
كما يروى أن إبن عمرو بن العاص ضرب قبطيا فاستدعى عمر بن الخطاب المعتدى ووالده وذلك ليمكن القبطى من ضرب ولد عمرو قائلا " ياعمرو متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ... ويقول المؤرخون أن عمرا قرأ على عمرو بن العاص أية من سورة العنكبوت " ولاتحادوا أهل الكتاب ألا بالتى هى أحسن ألا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذى أنزل الينا واليكم ، وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ".
فأين هذا كله مما يرتكبه المتطرفون صغارا وكبارا ، أين هذا مما يطل علينا به البعض فى نشرات سرية والبعض الأخر فى القنوات الفضائية.
اقرأ ايضاً: النائب عمرو عزت حجاج يكتب: إقرأوا التاريخ .. لعلكم تفقهون
وبعد ..
ولكى لايساء فهمى من أحد فلست أورد ذلك كله إستدرارا لعطف على الاقباط ، أو منا عليهم ، أو قولا بسماحة دين هو سمح بطبيعته ، ولكن أوردته لأثبتت فساد مايتردد من فكر متطرف.. ومتعصب.
أما الأقباط فلهم حقوقهم التى يتعين أن يحميها الدستور والقانون والحكم وكل عاقل فى هذا البلد ، حقوقهم كشركاء فى هذا البلد ، لهم مالنا وعليهم ما علينا . شركاء على قدم المساواة .. وبلا أى تمييز.
اليس هذا هو الحق والعدل والعقل ..؟
اليس هذا هو مايصون وحدة الوطن ووحدة المواطنين ؟
واكرر دعوتى المعتادة إلى كل من ينصت لهؤلاء الأدعياء من المتطرفين والمتطفلين على دين الله الكريم ،عليكم أن تمعنوا النظر وتعملوا العقل فيما تسمعون من هولاء ،حتى لا تسقطون فى مستنقع الكراهية والحقد فتخسرون أنفسكم، وتسيئون لدينكم السمح.