عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب حسانين توفيق يكتب..الأزهر يعيد الاعتبار لقيمة الانتماء

تحيا مصر


وقفت بكثير من الفخر، أمام فتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، بحرمة الانضمام للإخوان، والتي أعتبرها نصًا مؤسسًا، يضع حدًا لمحاولات الجماعات الإرهابية لاستغلال الدين، في مساعي ضرب مفهوم الانتماء للوطن، وتشويهه بمختلف الأساليب، عبر سنوات طويلة.

وللحق فإنني كنت أنتظر صدور هذه الفتوى، تحديدًا من مؤسسة الأزهر، منذ نحو ٧ سنوات، عندما أعلنت هذه الجماعة حربها على الدولة المصرية، والشعب الذى ثار ضدها، وأسقط عرشها، وأوهام أتباعها البالية فى حكم مصر.
تلك الحرب القذرة، التي تشنها جماعات التطرف، نابعة من غياب مفهوم الانتماء لدى تلك الجماعات وأنصارها، تمامًا مثل جماعة الإخوان الإرهابية، التي لا تمانع التحالف مع أي عدو، من أجل العودة للحكم، حتى لو لم تجد وطنًا تحكمه، وحتى لو كان الثمن احتلال غير مباشر للبلاد، ووقوعها فى فلك وبراثن محاور إقليمية خبيثة.

نواب يشيدون بجهود المستشار محمود فوزي لإنهاء إجراءات العضوية لبرلمان 2021..والأمين العام يعقب: لست بمفردي ونعمل بروح الفريق... ورئيس برلمانية مستقبل وطن: المجلس الجديد بتنوعه سيكون إضافة قوية للدولة ا

وأستطيع القول أن هذه الجماعة منذ نشأتها، قبل قرابة الـ٩٠ عامًا، وهي تقوم على ازدواجية الولاء والانتماء، وتحاول دائمًا أن تلقن أعضائها، أن وطنهم ليس مصر، وأن الجماعة هي الوطن البديل، وتستند في ذلك إلى مجموعة من النصوص المجتزأة، والخاضعة للتفسير الإخوانى البحت، التي لا علاقة لها بالحقيقة من قريب أو من بعيد.

كثيرًا ما رأيت أننا لم نتصدى لأوهام وأكاذيب الجماعة، انطلاقًا من خطاب ديني واعٍ بمتغيرات العصر وأدواته، وأذكر أن الوقاحة وصلت بتلك الجماعة، إلى حد الافتاء بأن الانضمام إليها واجب على كل مسلم، فى نهاية العقد الأول من هذه الألفية، ولم تجد وقتها من يرد، لذا فإن فتوى الأزهر غير مسبوقة، وينبغى استثمارها والبناء عليها.

ذلك كونها صادرة من الأزهر الشريف، بكل ما يمثله من مكانة فى نفوس المصريين، والعالم الإسلامي أجمع، وبكل الاحترام والتقدير الذي يكنه العالم لهذه المؤسسة العريقة، التى لا يمكن لمسلم على وجه الأرض أن ينكر فضلها، على الدعوة الإسلامية، وتطوير الخطاب الدعوي، ولا يمكن لأي شخص أن يطعن فى استقلالها ومصداقيتها، وأن أحكامها وفتاواها لا تصدر إلا من ضمير حر لعلمائها.

علماء الأزهر طالما كانوا مثالًا يحتذى في الانتماء، في الوقوف ضد المستعمر، وضد أفكار الضلال، وفي صفوف الشعب المصري، وفي قلب التغيير، والأحداث السياسية البارزة. طالما سطر الأزهر بفتاواه، ومواقفه، سطورًا من نور، ليس في التاريخ المصري فقط، بل في التاريخ الإنساني، وهو ما يكسب فتواه الأخيرة أهمية قصوى، في إحياء قيمة الانتماء، والوقوف في خندق الدفاع عن الدين، ضد أفكار الجماعات المتطرفة، واستقرار الدولة المصرية، وشعبها المستنير.

تابع موقع تحيا مصر علي