أمين جامعة الدول العربية يعلق على القضايا المعاصرة من جامعة القاهرة.. أبو الغيط: لا مصر بدون نهر.. والتطبيع مع اسرائيل يجب استغلاله لإقامة فلسطين.. والربيع العربي تسبب في اضمحلال الدول العربية
ADVERTISEMENT
قال السفير أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إن أغلبية الوزراء دونوا وكتبوا مذكراتهم وهو بينهم بهدف طرح ذاكرة مؤسسية وترك شئ للبلد، مضيفا أن الكتابة والتدوين بصفة عامة في العالم الغربي مارسه كل وزراء الدفاع والخارجية حيث يكتبون مذكراتهم لتحقيق بعض الكسب أو تركها لحكم التاريخ عليهم.
وأضاف أبو الغيط في حوار مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة، أن الكتاب في مصر "ما يعيشي" ولا يحقق الكسب، وأنه منذ بدء خدمته انتهج خدمة بلده وتحقيق ذاته، رافضا ومنبها عدم فتح نقاش حول القضايا المعاصرة الحالية وأنها
وأوضح أن كتابي شهادتي وشاهد على الحرب والسلام تناولا فترة عمله في فترتين دونهما في ألف صفحة، وأنه فصل الكتابين عن بعض نظرا لاختلاف الموضوعين ما بين سياسة خارجية وعملية عسكرية سياسية، مؤكدا أن الكتابين لا يمثلا تأريخ لمفاوضات الحرب والسلام وإنما عملية تسجيل شخصي تواجد دائما في مواقع ولحظات شهد فيها الحدث والتاريخ.
إقرأ أيضًا.. السيسي من باريس: مصر بها 55 ألف منظمة مجتمع مدنى هي جزء من العمل الأهلي
ولفت أن كتاب شاهد على الحرب والسلام استعرض الأحداث الجسيمة التي شاهدها الإنسان حيث تلقت مصر ضربة بالغة القسوة عام ٦٧ وكثيرا من المجتمعات والدول عندما تتلقى ضربة بهذا الشكل تسقط ولكن قوة مصر تصدت ودافعت وردت الصاع صاعين وأعدت لمعركة أكتوبر.
وأشار إلى أنه عمل في مكتب اللواء محمد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومي، لمدة سنتين، اطلع على كل ورقة وكل مستند وكيف تعمل مصر وأجهزة الأمن القومي المصري وعلاقة وزارة الخارجية بالدفاع والرئاسة والداخلية، وأدار السادات هذه الفرقة نحو الحرب.
وذكر أن الكتاب رصد اللحظات الأولى والحشد الشعبي والعسكري حتى تحقيق النصر، وأن الكتاب تناول تفصيلة تخص اجتماع الرئيس السادات بمجلس الأمن المصري 30 سبتمبر 1973، أكد خلاله أن الولايات المتحدة تصوروا أن مصر جثة هامدة كما يتصورا أن يحصلوا على سيناء كاملة باعتراف مصري أو نصف أرض سيناء ويجب أن تردهم مصر.
وقطع حديثه عن الكتابين ليؤكد أن مصر استردت سيف القوة في 30 يونيو ودافعت عن الدولة.
وأشار إلى أنه بعد توقف القتال تجمد الوضع في سيناء، وتطلب هزة أخرى لتأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء لذلك زار السادات القدس تمهيدا لعملية السلام.
إقرأ أيضًا.. يحدث الآن .. مؤتمر صحفي بين السيسي ونظيره الفرنسي في باريس
وأضاف أن الجيش المصري لم ينكسر في 5 يونيو لا هو ولا القوات المسلحة ولا الشعب ولا الإرادة.
وأكد أن محمد علي فشل في تحقيق أمال مصر وأماله وبناء وضعية لمصر بين دول العالم وضرب مشروعه وضرب مشروع على بك الكبير وكذلك مشروع الرئيس جمال عبدالناصر
وتابع: "وزراء الخارجية ما بيعملوش سياسة لكن ينفذون سياسة يضعها رئيس الدولة".
واستطرد: "ما تفعله إثيوبيا مع مصر حاليا فعلته منذ 100 عام وكررته منذ 15 سنة، وبدون النهر لا مصر".
وأضاف: "بوحت بحوالي ٩٠٪ من خدمتي في الكتابين، ولا يمكن البوح بحوالي ١٠٪ من تفاصيل تلك الخدمة حتى ادفن نظرا لأن هذه الخدمات تكشف عن مصالح مصرية خارجية لا يجوز الحديث عنها لأي مسئول اطلع عليها".
وقال أمين عام جامعة الدول العربية، إن مسألة التطبيع حساسة وشائكة ولها اعتبارا، وهي قصة بالغة التعقيد ولا يستطيع الإجابة أو التعليق عليها في دقيقة أو اثنين.
وأكد خلال رده على أسئلة أحد طلاب ندوته بجامعة القاهرة، أن كل ما يمكن أن يخدم هدف إقامة دولة فلسطين يجب توظيفه من أجل تحقيق هذا الهدف، لأننا أمام وضع إقليمي وعالمي جديد وهذا الوضع يفرض اعتبارات ومبررات.
وتابع: "علينا أن لا نرفض ونسعى التحرك على أساس المبدأ والدفع نحو المفاوضات والتسوية، ويجب حسم الأمر المتمثل في التمسك بدولة فلسطين والفرض على إسرائيل ومن يؤيدها تلبية وتأمين الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "أنظر إلى الأمر في إطار استراتيجي شامل، حيث أن المنطقة التي تمتد من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط يقيم فيها حوالي 15 مليون إنسان بينهم حوالي 6 مليون يهودي اسرائيلي و2 مليون عربي يقيمون في إسرائيل وفي غزة 2 مليون فلسطيني وفي الضفة الغربية 4 مليون فلسطيني، وبالتالي عدد الفلسطينين يقرب الاسرائليين".
إقرأ أيضًا.. ماكرون يعتذر أمام السيسي عن الرسوم المسيئة للرسول
وتوقع أن يبلغ عدد الفسطنيين15 مليون خلال 20 سنة وهو ما يعكس أنه لا يمكن أن يتخلصوا منهم أو حكمهم، مضيفا: فلتتفاوضوا بصدق وأعطوهم حقهم.
وقال إن ما يسمى بالربيع العربي تسبب في ضياع هوية الشخصية الوطنية الدولية العربية، وهو ما دفع إلى أن تقرر إسرائيل أن تعيش عصرها الذهبي، وإيران تتصور أنه حان الوقت لاستعادة النفوذ والامبراطورية الإيرانية وصولا إلى البحر المتوسط، وتركيا تسعى إلى النفوذ التركي والعثماني وأن تعيد التاريخ 100 عام إلى الوراة.
وأوضح أن إدارة بايدن ستختتلف 180 درجة عن إدارة ترامب خصوصا في القضية الفلسطينية، حيث منح ترامب إسرائيل ما لم يمنحه أي رئيس أمريكي سابق وتحويل وضع اللاجئين الفلسطينيين، وأن الإدارة المقبلة لن تتراجع بشكل ما عن ما فعله ترامب.
وأضاف الإدارة الأمريكية القادمة ستسهل إطلاق مفاوضات جادة وصادقة ذات هدف واضح يستهدف إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال إن إدارة بايدن ستتناول موضوع الملف النووي الإيراني بشكل مختلف، ولكن إذا عادت للاتفاق النووي بدون تعديل ومعالجة الأداء الإقليمي لا يان ستهدد مصالح دول الإقليم ومصالح الغرب نفسه.
ولفت أن التعامل سيكون صعبا بين بايدن وإدارة الصين البازغة وروسيا العادة.
من جهته، أكد رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، أنه ما زال يحكم قانون الغاب السياسات العالمية، وأنه لابد وأن تمتلك أي دولة للقوة، مضيفا أن مصر مكتوب عليها منذ نشأتها التحدي نظرا لموقعها وأنها ملتقى الحضارات.
إقرأ أيضًا.. السيسي من باريس: مصر بها 55 ألف منظمة مجتمع مدنى هي جزء من العمل الأهلي
وقال إن مصر تواجه عدائيات مركبة لم تعد تأتي من إسرائيل فقط ولكن من الجنوب من إثيوبيا ومن الجهة الغربية حيث تأمين ما يقرب من 1200 كيلو حدود مع ليبيا تسعى العمليات الإرهابية التسرب من خلالها، مشيرا إلى أن مصر استطاعت مواجهة الاختراق التركي من ناحية الغرب بتحرك طيران حقيقي مستدركا: "المسألة كانت مأخوذة بجد والرئيس قال مرة واحدة سرت والجفرة خط أحمرولم يكررها من وقتها".
وأوضح الخشت أنه شارك مع أمين عام جامعة الدولة زراعة شجرتين زيتون أمام الجامعة في إشارة إلى نشر السلام، مطالبا الطلاب بزراعة الزيتون ونشره في البلكونات والاسطح وحدائق المنازل.