النائب حسانين توفيق يكتب .. رسالة إلى أصدقائي الشباب
ADVERTISEMENT
سألني أحد الشباب في إحدى جلساتنا المستمرة عن ضرورة المشاركة
في الانتخابات، هل هناك ثمة علاقة بين الشعور بالانتماء للوطن والمشاركة في الاستحقاقات
الانتخابية؟، فرأيت أنه من الضروري أن يكون هذا موضوع مقالي الموجه بالأساس للشباب،
لأن الإجابة على هذا السؤال بعد أن انتهينا من الجولة الأولى للمرحلة الثانية من انتخابات
مجلس النواب وما تضمنته من مفاجآت، أنه بلا شك نعم، لأن انتماءك للوطن يفرض عليك الاهتمام
بشؤونه وبالشخصيات التي ستتولى المسؤولية، وهو ما يفرض عليك أن تؤدي أمانة الاختيار
على أفضل وجه ممكن، وأن تدقق في الشخصيات التي ستتقدم لحمل المسؤولية وتختار أصلحهم
حتى يوكل الأمر لأهله.
هذه الإجابة هي القاعدة المجردة التي ينبغي تطبيقها مهما
كانت الظروف والأحوال، إذا كان الشعور بالانتماء صادق حقا، ولا معنى لأي عقبات أو أزمات
تستحدث لأنها في النهاية إلى زوال وستبقى مشاعر الانتماء وحدها، فلا يمكن مثلا أن ينتقص
السلوك السيئ لأحد أفراد أسرتك من شعورك بالانتماء للأسرة والخوف على مصالحها، كذلك
الأمر في مشاعر انتمائك للوطن، لا يجوز أن تصبح رهن المتغيرات المختلفة وأن يحول شئ
بينك وبين أداء واجبك تجاه هذا الوطن.
الاعتراضات على المشاركة في العملية الانتخابية كلها يمكن
أن تخضع لنقاش هادئ ينتهى إلى نتائج محددة، فإذا كنت معترضا على ظواهر المال السياسي
وانتشارها فإن هذا سببا أدعى للمشاركة حتى لا تترك الساحة لأصحاب الأموال الملوثة بشراء
أصوات الفقراء واستغلال فقرهم وعوزهم، وإذا كنت معترضا على النواب أنفسهم لأنهم لم
يقوموا بدورهم الخدمي والتشريعي والرقابي على الوجه الأمثل، وأنك لم تراهم في الدائرة
عقب انتخابهم، فإن هذا أيضا سببا أدعى لمشاركتك في العملية الانتخابية حتى لا تسمح
لهؤلاء النواب بالتواجد في البرلمان والمجالس التشريعية مرة أخرى.
قد يرد أحدهم بأن لديه اعتراض على كامل المشهد البرلماني
وإنه لا يجد جدوى من المشاركة، ولأصحاب هذا الرأي أقول إن تعديل المشهد البرلماني من
خلال الصناديق هو الأمر المعمول به في كل دول العالم، وقد أثبت الواقع أنه الخيار الأصوب
والأقل تكلفة من خيارات أخرى قد تقود إلى تدمير الدول وهدم مؤسساتها ووقتها سينقلب
حلم التغيير إلى كابوس، وبالتأكيد فإن هناك من بين المرشحين من تجد أن لديه ولو فكرة
تعبر عنك بشكل أو بآخر، قم وعبر عن نفسك واختاره، المهم أن تشارك.
خلاصة القول صديقي الشاب : انتماءك للوطن يفرض عليك واجبات
من بينها المشاركة بكل جدية في العملية الانتخابية على وجه العموم.