إثيوبيا تتحرك دبلوماسيا على خلفية تصريحات ترامب بتفجير مصر سد النهضة.. وترقب لموقف ورد فعل القاهرة
ADVERTISEMENT
على الرغم من تصدر أزمة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعادية للإسلام للمشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه لازالت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية تفجير مصر سد النهضة تثير المراقبون والأطراف الدوليون الفاعلون في الأزمة، وسط ترقب ومتابعة لموقف القاهرة التي لم يعلق مسئوليها الرسميين عن الأزمة نهائيًا.
تصريحات ترامب:
دونالد ترامب قال خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أمس السبت، إن مصر قد تفجر سد النهضة بحال عدم حل القضايا العالقة حوله، مضيفًا: "قدمت لهم عرضا لكنهم خرقوه، ولا يمكنهم فعل ذلك، لذلك فالعرض انتهى والوضع خطير لأن مصر لا يمكنها العيش بهذا الشكل، وسينتهي الأمر بهم بتفجير السد، سيقدمون على ذلك، وعليهم أن يقوموا بشيء ما".
تصريحات الرئيس الأمريكي التي تناقلتها كافة وسائل الإعلام تضمنت أيضًا إعلانه بوقف الدعم المادي لإثيوبيا مطالبًا رئيس وزراء السودان بالضغط على أديس أبابا بالالتزام بالاتفاق السابق، موجهًا اللوم لمصر على سماحها ببدء السد من الأساس.
رد فعل إثيوبيا:
وعقب مرور قرابة 24 ساعة على تصريحات الرئيس الأمريكي، بدأت إثيوبيا في التحرك على المستوى الديبلوماسي حيث تمثل رد الفعل الأولي في استدعاء وزير الخارجية الإثيوبي، جيدو أندارغاتشو السفير الأمريكي لدى إثيوبيا، مايكل راينور، لتوضيح تعليقات ترامب على نزاع حساس طويل الأمد بين إثيوبيا ومصر والسودان حول سد النهضة، محملًا إياه رسالة:"غير مقبول تحريض الرئيس الأمريكي على الحرب بين إثيوبيا ومصر".
وأكد وزير الخارجية الإثيوبي أن التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من قبل الرئيس الأمريكي لا يعكس الشراكة طويلة الأمد والتحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة، كما أنه غير مقبول في القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول.
من جانبها، أكدت السفيرة دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، أنه لا يمكن إنكار حق شعبها في استخدام موارده مضيفة أن انتهاك سيادة الدول لن يكون مفيدا لجميع الأطراف، وأن الحل الوحيد من وجهة نظرها الالتزام بالاستخدام الرشيد والعادل للنيل.
متابعة وسائل الإعلام الدولية:
وحسبما ذكرت وسائل إعلام عالمية، رد رئيس الورزاء الإثيوبي، آبي أحمد، على تصريحات ترامب بقوله إن السد النهضة هو سد إثيوبيا والإثيوبيون سيكملون هذا العمل لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنعهم من تحقيق أهدافهم التي خططوا لها، مضيفًا أنه لم يستعمرهم أحد من قبل، ولن يحكمهم أحد في المستقبل وأنه لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، والإثيوبيين سينتصرون.
وأضاف أبي أحمد أن هناك أصدقاء صنعوا معهم هذا التاريخ كما أن هناك أصدقاء خانوا خلال صناعتهم لهذا التاريخ وأن هذا ليس جديدا على إثيوبيا.
رد الفعل المصرى:
وبينما تزداد سخونة الحدث وأهميتة إلا أنه حتى الأن لا يوجد تعليق او رد فعل من المؤسسات الدولية على تصريحات ترامب وردود أفعال إثيوبيا سوى بيان للاتحاد الأوروبي ذكر فيه أنه حان وقت العمل على إبرام اتفاق حول ملء سد النهضة بين دول مصر والسودان وإثيوبيا، بعد توتر جديد ساد الأجواء منذ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمالية "تفجير السد" من جانب القاهرة، كما رأى مسئول الشئون الخارجية بالاتحاد أن اتفاق ملء سد النهضة يعتبر في متناول إثيوبيا والسودان ومصر.
وأضاف ممثل الاتحاد الأوروبي أنه حان وقت العمل وليس زيادة التوترات، مؤكدًا دعم الاتحاد الأوروبي لجهود جنوب أفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، بشأن جلب جميع الأطراف إلى حل تفاوضي.
وعلى صعيد المستويات المصرية الرسمية لا يوجد أية تصريحات أو تعليقات رسمية من قبل المسئولين المعنيين بالأزمة، بينما يتداول مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات بعدم انسياق الإدارة المصرية وراء تصريحات ترامب بضرب سد النهضة وتفجيره.
وتضمن أخر تعليق رسمي للدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه منذ أيام قليلة، تأكيده بأن مصر تسعى من خلال أسبوع القاهرة للمياه للتواصل والتبادل المعرفي ورفع الوعي بقضايا المياه، وحرصها على تعظيم المورد المائي في وجدان المصريين والتفنن في إدارته كما وكيفا لتعظيم الفوائد، وسلك المصريون مسلك أجدادهم في الحفاظ على المياه وتلبية احتياجات المياه، وسوف يعاني العالم من المياه لمواجهة التحديات".
اقرأ ايضاً: استدعاء السفير الأمريكي في إثيوبيا بعد تصريحات ترامب الجريئة حول سد النهضة
وأضاف أن مصر تعتبر أكثر دول العالم جفافا وأكثر من97% من المياه يأتي من خارج الحدود وهو ما جعل التوازن أمرا بالغ الصعوبة، كما أنه لا يمكننا التعويل على المياه الجوفية في ظل الزيادة السكانية التي تسببت في انخفاض نصيب الفرد من المياه.
وأوضح أن مصر تقوم بإعادة تدوير أكثر من 25% من احتياجاتها من المياه، ومستورد 56% من احتياجاتنا المائية في صورة سلع غذائية افتراضية، كما تمثل التحديات المناخية تحدي كبير خاصة في شمال الدلتا، وتعد الأكثر هشاشة.
وأشار إلى أن مصر تواجه تحدي آخر يتمثل في عدم الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة رغم ما تقدمه مصر من دعم لشواغل الجانب الاثيوبي، حيث سعت مصر من خلال اتفاقية المبادئ الموقعة في السودان عام 2015 إلى الوصول إلى اتفاق عادل متوازن يراعي مصالح مصر والسودان واثيوبيا، إلا أن إثيوبيا حالت دون ذلك، ويمثل الموقف الاثيوبي تحدي كبير لدولتي المصب مصر والسودان.