عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب حسانين توفيق يكتب.. الانتماء ونصر أكتوبر وخيانة الإخوان

تحيا مصر

تتداعى مجموعة من القيم إلى الذاكرة بمجرد الحديث عن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، إلا أنني أجد أن أهم ما صنع الفارق هو وعى المواطن المصرى، وقدرته على مواجهة الحرب النفسية التي استهدفت زعزعة ثقته في نفسه، ومؤسسات وطنه، حتى تنتشر روح اليأس، ويصبح المواطن مُحاطا بالضغوط وأسيرًا للإحباط.

هذه الخطة تحطمت عندما قرر المواطن المصري عدم الالتفات للشائعات، ولن يسمح للعدو أن يهز ثقته في مؤسسات دولته، رغم أن الهجمة كانت شرسة للغاية، واستخدمت كافة السبل المتاحة وقتها، سواء توجيه رسائل إذاعية وتلفزيونية باللغة العربية، أو إصدار كتب تُخاطب المواطن المصرى، وتُهاجم المؤسسة العسكرية، حتى وصل الأمر في بعض الأحيان لطباعة منشورات وإلقائها من الطائرات على مواطني سيناء والمناطق التي احتلتها القوات الإسرائيلية.

صم المواطن المصري أذنيه عن كل هذا فتحقق النصر، وللأسف فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الوعى، لأننا تقريبا نتعرض لنفس الحرب القذرة مع تطور الوسائل، وللأسف أيضا فإن الطرف المتورط في الحرب ضدنا هو من الطابور الخامس الذى انتمى لهذا الوطن لفترة وحمل جنسيته، لكنه قرر أن يكون صوتا للأعداء عندما تعارضت مصلحة الوطن والمواطن مع مصلحة التنظيم الذي ينتمي إليه هؤلاء وكان هدفه هو الاستيلاء على الوطن وتحويل أبناءه إلى رعايا في دولتهم الاخوانية وليسوا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

المقارنة بين حرب أكتوبر وحرب تركيع الإرادة التي نتعرض لها اليوم تفرض نفسها على المشهد، وتستدعى معها قيمة الانتماء، فإذا كان أهالينا في سيناء والأراضى التي احتلتها إسرائيل رفضوا قبل ما يزيد عن الـ50 عاما أى تعاون مع العدو الاسرائيلى، فإن العناصر الإرهابية ارتمت بالكامل في أحضان القوى الإقليمية التي تستهدف تركيع مصر وتقويض إرادتها وفرض الوصاية على شعبها، وارتضى هؤلاء الخونة بأن يكونوا هم بوق الدعاية الذى يعمل في خدمتهم ضد الشعب المصري، وارتضوا أيضا أن يصبحوا بمثابة ماكينة لنشر الشائعات والطاقة السلبية عبر قنوات تقبض الثمن مقدما من الدول والأجهزة المعادية لمصر.

لدي ثقة ويقين أن الشعب المصري الذي هزم العدو الإسرائيلي في 1973، قادر على هزيمة الإرهاب والدول الداعمة له، وحتى يتحقق هذا فإن دورنا هو نشر الوعى الذي لابد أن يتسلح به المواطن في مواجهة الشائعات، والحقيقة أن وسائل الإعلام وأجهزة الدولة لا تدخر جهدا في الرد بشكل لحظي ودائم على أكاذيب قنوات الإخوان وهذا الأسلوب أثبت نجاحه، حيث لم تعد الساحة متروكة للإخوان وأذنابهم كما كان يحدث في السابق.

من المهم في هذا الإطار التأكيد على أهمية غرس قيمة الانتماء في نفوس أبنائنا حيث تلعب الأسرة دورا هاما في التأكيد على هذه المعاني في نفوس الأبناء، في حين تستكمل المدرسة والجامعة هذه المهمة، لذا فإنه من المهم أن يكون لدينا خطة قومية هدفها بث روح الانتماء للوطن عبر المناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة، حتى تظل مصر في حالة انتصار دائما بإذن الله، وأن يكون استخدام الوسائل التكنولوجية وإطارات التحول الرقمي إطارا فاعلا فى هذا النهج التوعوي الذي يمكننا جميعا من رفع الوعي وتمكين الانتماء لدى جموع الأجيال المقبلة.

تابع موقع تحيا مصر علي