عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

العريق فاقد البريق.. حزب الوفد ينسف حالة التوافق الحزبي بانتخابات النواب

تحيا مصر

أداء صفري للهيئة البرلمانية يثير انتقادات المراقبين
التناحر من أجل المناصب يقود الحزب للهاوية


تسببت قيادات حزب الوفد في إثارة حالة من الجدل الشديد والبلبلة التي طغت على المشهد السياسي الأيام الماضية، وذلك على النقيض تماما من الدور المنشور للأحزاب والتيارات والكتل السياسية والحزبية، والتي تحلى أغلبها بروح المسؤولية وتقدير حساسية وأهمية السياق الحالي، في حرص على المصلحة الوطنية، وهو الإدراك الذي غاب تماماً عن قيادات الحزب العريق.

تشتيت وفرقة
لايمكن وصف مانشب بين قيادات حزب الوفد حاليا إلا بـ"إفساد متعمد" للمكتسبات التي حققتها الأحزاب السياسية الفترة الماضية، والتي توجت بانتخابات مثالية للشيوخ، حيث قامت جميع الأحزاب بتنحية الخلافات وصراع المصالح جانباً، لإعلاء المصلحة الوطنية، وهي الحالة التي لم تستطع قيادات حزب الوفد أن تتحلى بها للنهاية وتقوم بالبناء عليها.

إقرأ أيضاً: الهيئة العليا للوفد تقرر الانسحاب من القائمة الانتخابية لـ مجلس النواب

دبت الخلافات الداخلية بين أعضاء الحزب، وحدهم، منفردين، دوناً عما يزيد على 13 فصيل وكيان حزبي آخر، وضعوا مصلحة البلاد كأولوية أولى، وهو الاختبار الذي فشل فيه الوفد، فطغت حسابات السعي نحو مزيد من الحصص والكراسي البرلمانية على اعتبارات المصلحة الوطنية، فأصبحنا أمام مشهد متأزم في الحزب العريق.

ضجيج بلا طحين
حالة الضجيج التي يتفنن قيادات الوفد في إثارتها على فترات متقاربة، توحي بأن الحزبي يضاهي الأحزاب الكبرى في العالم، وأن له دور سياسي ومجتمعي وحزبي بالغ الأهمية، وهو على النقيض من ذلك، فإن أبسط كشف حساب يتم إجراءه لقيادات الوفد منذ عشرات السنين، لن يسفر عن شئ ذو أهمية، أو تأثير ملموس في تحسين الحياة السياسية والحزبية في البلاد.

إقرأ أيضاً: فؤاد بدراوي يؤكد: الوفد ضمن قائمة التحالف الوطني لانتخابات النواب

الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أكبر مثال على فكرة الضجيج بلاطحين، فالهيئة السابقة تنبئ بما ستكون عليه الهيئة المقبلة، والتي دخل قيادات الحزب في صراع مرير مع رئيسه من أجل أن تكون هيئة كبيرة العدد ضمن التحالف الانتخابي، وهو مايجعل السؤال منطقياً: ماذا قدمت الهيئات البرلمانية للوفد في السابق، لتصارع عليه في المستقبل

عريق بلا بريق
الحزب الذي يتزرع قياداته بأنه الحزب الأقدم في البلاد، وأنهم من مؤسسين الحياة السياسية والحزبية في مصر، عليه أن يثبت ذلك بالعمل القوي على الصعيد الخدمي والسياسي والحزبي، لا من خلال المناوشات والمناكفات والدخول في صراعات وإفساد حالة التوافق الحزبي التي لم تتكرر منذ 4 عاماً على الأقل.

الحزب العريق عليه أن يتدارك الموقف، وأن تتحلى قياداته بالمسؤولية، وأن تسارع للم شتات نفسها، وتستقر على عدم السعي الأعمى وراء الحصص والنسب وعدد الكراسي والمقاعد، وأن تنتصر لمصلحة الوطن والمواطن كأولوية قصوى.
تابع موقع تحيا مصر علي