بعد بيان نواب ليبيا وتفويض الجيش المصري عسكريا .. "الوفاق" تدق طبول الحرب (تحليل)
ADVERTISEMENT
أعلنت مصر مرارا أنها لن تتوانى عن التدخل العسكري لحماية أمنها القومي إذا تطلب الأمر، وإذا استمرت ميليلشا الجماعات الإرهابية ذريعة تركيا وقطر، في التدخل ومحاولة السيطرة على مدن ليبية تهدد أمن مصر، حتى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف سرت بـ "الخط الأحمر" غير المسموح بتجاوزه من قِبل قوات الوفاق.
لماذا سرت ؟
سرت من المدن الساحلية الليبية وهي بوابة شمالية للدولة الليبية وعلى مقربة من الحدود المصرية، كما أنها مسقط رأس العقيد الراحل معمّر القذافي وحاليا معقل تنظيم داعش "المؤقت".. تتمتع بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
البرلمان الليبي يفوض الجيش المصري رسميا للتدخل العسكري
قال البرلمان في بيان له صباح اليوم الثلاثاء، إنه يرحب بتضافر الجهود بين مصر وليبيا لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة، كما يرحب بتدخل القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت هناك خطرا داهما وشيكا يطال أمن البلدين.
وأكد البرلمان الليبي في بيانه، أن ليبيا تتعرض لتدخل تركي سافر وانتهاك لسيادتها بمباركة الميليشيات المسلحة المسيطرة على غرب البلاد وسلطة الأمر الواقع الخاضعة لهم.
وتضمن البيان: "نظرا لما تمثله مصر من عمق استراتيجي لليبيا على كافة الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على مر التاريخ، ولما تمثله المخاطر الناجمة عن هذا الاحتلال التركي من تهديد مباشر لبلادنا ودول الجوار في مقدمتها مصر، والتي لن تتوقف إلا بتكاتف الجهود من دول الجوار العربي فإن مجلس النواب الليبي الممثل الشرعي الوحيد المُنتخب من الشعب الليبي والممثل لإرادته الحرة، يؤكد على ترحيبه بما جاء في كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور ممثلين عن القبائل الليبية".
اقرأ أيضا: مثلث الشر .. ثلاث جهات تتبنى تمويل مرتزقة الإرهابية في ليبيا والتكلفة بالمليارات
الوفاق تدق طبول الحرب
رغم إعلان رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، اليوم الثلاثاء، عن أن هناك لقاء مرتقب بين الأطراف الليبية للتوصل إلى حل ووقف إطلاق النار، لكن قوات حكومة الوفاق التي تُدعمها أنقرة والدوحة، تتمسك بـ "الحرب".
هذا ما أكده المتحدث باسم تلك القوات والفصائل، العقيد محمد قنونو، حين أعلن تمسكه بالسيطرة على مدينة سرت والجفرة. وقال في تصريحات له اليوم إن الوقت حان ليتدفق النفط مجددا: "حان الوقت للضرب على أيدي العابثين بقوت الليبيين". كما أضاف "ماضون إلى مدننا المختطفة وسنبسط سلطة الدولة على كامل ترابها".
اقرأ أيضا: وزير الخارجية مُذكرا بجريمة ذبح 21 مصري في سرت: مساحات كبيرة في شمال ليبيا ملاذا للإرهاب
تركيا تتمسك بالسيطرة على سرت
على الرغم من تمسك حكومة الوفاق بضرورة انسحاب الجيش التركي من سرت والجفرة، إلا أن الجيش التركي يؤكد رفضه لهذا الأمر. ليس هذا فقط بل اشترطت تركيا التي تنخرط بعمق في الصراع الليبي منذ توقيع الاتفاق الأمني والبحري مع رئيس حكومة طرابلس في نوفمبر الماضي، أكثر من مرة السيطرة على تلك المدينة الاستراتيجية، من أجل وقف النار والعوة إلى طاولة المفاوضات. ليكون هو شرطها الوحيد.. ولكنه الخط الأحمر للجيش الوطني الليبي والدولة المصري. وهو ما يُرجح تطور الصراع خلال الفترة المُقبلة في حالة تعنت الجانب التركي وحكومة الوفاق ورفض أي مفاوضات تحول دون السيطرة على "سرت".