عاجل
الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 25 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

قصة الطيران المجهول .. وعلاقته بـ "الخط الأحمر" في ليبيا

تحيا مصر

لم يهدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو يُرضى غروره إلا بعد تمركزه بأكثر من قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية بزعم حماية مصالحه، وهو نفس النهج الذي انتهجه أردوغان في الشمال السوري لتأمين حدود تركيا بينما أراد بخطته الشيطانية إبادة الأكراد ومحو كل ما هو متعلق بهم مُستخدما سياسة ترهيب بعض الدول العربية من خطر إقامة دولة كردستان بينهم.

واليوم يسيطر أردوغان على مناطق نفوذ حكومة الوفاق الليبية وتسهيل عمل الجماعات الإرهابية وتسليحها، في خطوة عسكرية تهدف إلى السيطرة على الشمال الليبي، واحتلال جُزئي لدولة تُشكل أمن قومي لمصر وبوابتها الغربية.

هذه الأسباب دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى توجيه رسائل قوية وحاسمة إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، موضحا ومُنذرا في كلمته منذ أيام أن سرت والجفرة خط أحمر لا يمكن أن تقبل مصر بتهديده، حتى أن تصريحات السيسي أثارت ردود أفعال دولية وإقليمية واسعة، وخاصة بعد تأكيده بأن مصر لن تتهاون في حالة اجتياز الخط الأحمر أو تهديد الأمن المصري والليبي.

لم تمر سوى أيام حتى ظهر الطيران المجهول ليضع تساؤلات عدة حول تمكنه الدقيق من دك مواقع تمركز تركية في قاعدة الوطية الليبية التابعة لحكومة الوفاق تحت مظلة "سراج" وتصرف أردوغان، وبعد 24 ساعة فقط تتمكن من تدمير مواقع عسكرية تركية في حسكة والرقة بالشمال السوري. بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى "طرابلس" و"مصراتة" لتحمل كثير من الدلالات السياسية قبل أن تكون عسكرية.

وعقب تلك الضربات التي اتسمت بالدقة العالية ربطت وسائل إعلام عربية، وقوع الانفجارات بـ "الخط الأحمر"، خاصةً وأن هناك تعاون عسكري "مصري- ليبي" لضحد أي تدخل أجنبي في ليبيا، لذا روجت بعض وسائل الإعلام خصوصا تلك الموالية لتركيا ولحكومة طرابلس أقاويل عدة، يأتي في مقدمتها أن طيران مجهول هو الذي قام بالغارات، وفي كل مرة يتأكد أن الجيش الوطني الليبي هو من قام بالضربة، حيث أكدت مصادر عدة تنفيذ الجيش الوطني تلك الغارات.

اقرأ أيضا: الطيران المجهول.. بعد استهداف قاعدة الوطية في ليبيا قصف مدمر لقواعد الاحتلال التركي بسوريا

وليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف الجيش الوطني قاعدة "الوطية" بعد انسحابه منه مؤخرا، تحت ضغط ضربات الاحتلال التركي المتسارعة الذي دخل القاعدة ومكن فيها الميليشيات الإرهابية في ظل توجه تركي لاستخدام قاعدتي الوطية الجوية ومصراتة البحرية من قبل أنقرة.

وقال رمزي الرميح، المستشار السابق بالجيش الوطني الليبي، في تصريحات له، إن ضرب "الوطية" هو بمثابة مؤشر بأنه سيكون هناك رد حاسم حال قررت الميليشيات وتركيا تجاوز خط "سرت – الجفرة"، مؤكدا أنه خط أحمر لن يسمح الجيش الليبي باجتيازه من قبل الميليشيات.


تابع موقع تحيا مصر علي