30 يونيو هدية السماء لإنقاذ دولة عانت صراعات الاستقطاب على يد "جماعة المرشد".. السيسي استجاب لأصوات الميادين واضعا نهاية لتهديدات تفجير البلاد وحكم الميليشيات.. ثورة استعادت بلاد كانت لتصبح تابعا صغير
ADVERTISEMENT
لم تكن ثورة 30 يونيو في 2013، كتلك التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق مبارك في2011، وذلك رغم القواسم المشتركة من تحرك الشعب وتضامن الجيش، إلا أن مبارك انسحب سريعا من المشهد واستجاب للضغط، إلا أن جماعة الإخوان أصرت على التمسك بالسلطة ولو بالدماء.
ويرصد تحيا مصر، ما تغير من معطيات وتبدل من مآلات فيما يخص مستقبل مصر والعالم العربي، بعد مرور سبعة أعوامٍ على ذلك الحدث الكبير، والذي تدفق الملايين إلى الشوارع لتأييده، والدفع بالفريق أول عبدالفتاح السيسي حينها للحفاظ على الدولة المصرية، وبالتالي العالم العربي كله.
مصر قبل الـ 30 من يونيو في العام 2013، كانت قد تعرضت كدولة إلى الاختطاف، من قبل جماعة إرهابية لها أفكار متشددة، وكانت تعاني في الأصل من طغيان جناح "الصقور" المتشددين على جناح "المعتدلين" بداخلها، وهي جماعة دأبت على الالتفاف والخداع، تمسكت في بداية ثورة يناير بأنها لا تريد مسؤولية أو سلطة وسياسة، ثم لم يتردد قاداتها عند أول انتخاباتٍ من مزاحمة الشباب والاستحواذ بكل ما أؤتت من قوة على السلطة بالكامل.
مصر قبيل ثورتها التي يحين ذكراها السابعة، شهدت اكتساح كامل لأبناء فصيل وتيار واحد على النقابات والمؤسسات، وتصدر نغمة "موتوا بغيظكم"، فأخذت الجماعة رئاسة الدولة وعينت عناصرها في كل المناصب، وهاجمت بكل عنف وهمجية المؤسستين اللتين لم تستطع اختراقهما، وهما مؤسسة القضاء والمؤسسة الإعلامية.
لولا 30 يونيو لاتجهت مصر بسرعة الصاروخ نحو سيناريو كارثي في المنطقة، حيث جاء على سدة الحكم فيها جماعة مدعومة بالكامل من المشروعين المعاديين للدول العربية وشعوبها في المنطقة؛ المشروع التركي المخبول، والمشروع الإيراني الطائفي، بدعم قطري كاملٍ لمرسي وجماعته، وحينها لاتسعت الفجوة الهائلة بين مصر وأشقائها وشعوب وقيادات دولا تربطها علاقات تاريخية مع مصر منذ فجر التاريخ.
بفضل الانحياز التاريخي الجرئ من الرئيس السيسي، استيقظت مصر في 30 يونيو رافضة بكل تصميم على أن تكون تابعاً صغيراً في جيب السلطان العثماني المزعوم، أو الملالي الإيراني والمشروعات الإرهابية الأصولية المعادية في المنطقة، فا اعتمد السيسي على تفويض كامل من الشعب، ودعم مطلق من القوات المسلحة، فانتفضت مصر في وجه المرشد ومن حوله، واستعادت الدولة المصرية نفسها وهيبتها وسيادتها، بفضل 30 يونيور، والتي كان لها بالغ الأثر في التاريخ المصري الحديث في الدفاع عن مصر وتاريخها وقيمتها، وصنع تاريخ لاتكون فيه مصر أسيرة جماعات دموية متطرفة.
30 يونيو أثبتت عظمة ووعيا الشعب المصري، الذي راهن على السيسي منذ اللحظات الأولى، فلم يكن يملك الأخير أن يتجاهل مطالب عشرات الملايين التي خرجت في الشارع في 30 يونيو بشكل أكثر ضخامة والتحاما من ثورة يناير، فكانت اللحظة الثورية مشهودة، ومحفورة في أذهان التاريخ.
لم تكن ثورة 30 يونيو ثورة مكونات الشعب والمجتمع فقط، ولكن كانت انتفاضة لمؤسسات الدولة واصطفافها في وجه الخطر أيضا؛ فقد علقت الجمعية العمومية الطارئة لمحكمة النقض أعمالها، ورفض الإعلاميون بشدة القوائم السوداء التي تم إعدادها لاستهدافهم، وحشد القضاة لجمعياتهم العمومية العديد من المرات لرفض قرارات الرئيس المخلوع محمد مرسي، وهو الموقف الذي تبنته الجامعات والنقابات والمجالس الوطنية، لمنع تشظي البلاد تحت وقع حماقات جماعة لاتعترف بالأوطان.
وعلى مدار 7 أعوام، تمكن مصر من خلق "أرضية صلبة" تقف عليها، بفضل الرئيس السيسي، الذي كان على أتم الاستعداد للتضحية بروحه منذ سنوات، دون خوف أو تردد، ويواصل الآن دوره في البناء والتنمية، لتحصد البلاد إشادات متتالية في محافل دولية مختلفة، على أصعدة اقتصادية وتنموية وأمنية ومجتمعية.
تمكنت مصر من أن تصبح دولة مؤسسات مجددا، عبر مجلس نيابي يمثل فخرا للبلاد في الداخل والخارج، وحكومة وطنية دؤوبة استطاعت العبور بالبلاد في ظل ظروف وبائية لاتقل خطورة وصعوبة عن الحروب الكبرى، وهيئات قضائية وإعلامية وعمالية حية، تنعم بالعمل في دولة مستقرة يتآلف شعبها ويوحدهم سعيا مخلصا للنهضة والرفعة.
مع تبدل وتغير الأحوال في المحيط ودول الجوار، من مخاطر وجودية وتدخلات استعمارية تركية، احتفظت مصر بقوتها وصلابتها، فحفظ الله قواتها المسلحة، على قلب رجل واحد لاتعرف الطائفية أو التفريط في الأوطان، فكان لـ 30 يونيو الأثر الأكبر في الحفاظ على البلاد ومؤسساتها الحيوية والأمنية، ولولاها لغرقت البلاد في مستنقع الإرهاب والخراب ولجرى العصف بها في دوامة لايعلمها إلا الله.