بتاع مين في مصر.. عقار مخالف على أراضي الدولة في سوهاج بـ50 مليون جنيه
ADVERTISEMENT
هل تعرف معني ان يصبح عقار مخالف مُقام من الجهة الشرقية للطريق الزراعي "القاهرة - أسوان"، معلمًا من معالم مدينة جرجا في محافظة سوهاج تحت أنظار كافة القيادات المحلية والحكومية والمهندسين المعماريين والشهر العقاري والجهات الحكومية المسئولة عن المال العام وعن أملاك الدولة؟، إنه حقًا كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فإما أن يكون غياب مؤسسات الدولة قد بلغ حدًا غير مسبوقًا أو ربما لا تدري الحكومة والمحافظين المتعاقبين منذ عام 2011 حقيقة الأوضاع على أرض المحافظة.
لا نريد في تحيا مصر أن نرجح كفة الحكم بالفساد على أحد أو استغلال لنفوذ البعض، لكننا سنفرض حسن النوايا، وسنكتفي بالتحدث على أحد أملاك الدولة منذ عام 2011 لبناء عقار على مساحة أرض تبلغ حوالى 420 مترًا ومكون من 11 طابقًا وكامل التشطيب، وبحسب المهندسين المعماريين في المدينة فإن مساحة الأدوار العلوية تبلغ 520 مترًا بسبب إضاءة البروزات (البلكونات والمناور) على مساحة هذه الأدوار، ليقدر قيمة العقار بحسب أهالى جرجا بقيمة 50 مليون جنيه.
اقرأ ايضاً: رئيس الوزراء يتابع جهود إزالة التعديات على الأراضي ومخالفات البناء بالمحافظات المختلفة
من العجيب أن قيادت محافظة سوهاج، فاقت من غفلتها بعد اثارة سكان المحافظة الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يدل على عدم وجود رقابة داخلية ومستمرة، لتكتشف أن قرارات الإزالة الصادرة للعقار المخالف باسم شخص متهم في قضية تزوير، وأنه قام بالتعدي على أرض مقامة للهيئة العامة للطرق لإقامة عقار وبيعه للمواطنين، بمساعدة 17 موظفًا ما بين مديرين إدارة هندسية سابقين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة جرجا مفصولين، إلى جانب مدير إدارة الأملاك الأسبق بالوحدة المحلية وهو محبوس حالياً، بينما ١٤ موظفًا من إدارات مختلفة محالين للمحاكمة التأديبية بسبب إساءة استخدام سلطاتهم.
ولمعالجة ما يمكن معالجته قررت المحافظة أن يتحمل صاحب العقار المخالف تكلفة إزالته، وبسبب مخاطر فنية وهندسية تم التعاقد مع شركة من خارج المحافظة لتتمتع بإمكانيات ومعدات خاصة لتفادي إحداث أضرار لأرتفاع العقار، إذ تعد هذه المرة الأولى التى يتم إزالة عقار بهذا الحجم في المحافظة.
ومن المقرر أن يتم إزالة العقار غدًا السبت بعد أن تسلمت الجهات الأمنية مسئولية تأمين المنطقة المحيطة به من خلال فرض طوق أمني وفصل المرافق العامة الموصلة به.
جدير بالذكر ان سكان العقار المخالف حاولوا التفاوض مع قيادات المحافظة ليتم إزالة أجزاء منه فقط دون هدمه وإزالة المحلات التجارية والوحدات السكنية والإدارية والعيادات الطبية به، لكن المفاوضات فشلت بضغط من الأجهزة التنفيذية لإعمال القانون والحفاظ على هيبة الدولة.
وحول آراء أهالى جرجا في إزالة العقار، تباينت الاقتراحات بضرورة إزالته حفاظًا على هيبة الدولة على الجميع دون تفرقه، بينما البعض اقترح أن يصبح من أحد أملاك الدولة ما يوفر ثغرة لصاحب العقار المخالف للجوء للقضاء للمطالبة بحقه، في حين ربط البعض الأخر مصير العقار بمحاربة لدولة لفيروس كورون المستجد "كوفيد19" وذلك من خلال تحويل العقار لمستشفى عزل خاصة بالدولة، أو إنشاء مجمع مصالح، أو تطرحه الدولة كشقق إسكان اجتماعى للشباب، أو يتم بيعة فى مزاد علنى وتعود أمواله لخزينة الدولة.