عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 الموافق 03 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

دينية النواب تستدعي كبار العلماء للحديث حول "ربا البنوك" .. ونائب النور السلفي ينسحب من الاجتماع .. أسامة العبد: لانريد فتنة

تحيا مصر

سيطرت حالة من التوتر على وقائع اجتماع اللجنة الدينية، والذي حضره اليوم شوقى علام، مفتى الجمهورية الحالى، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ، الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الديار المصرية الأسبق، حيث انتهى الاجتماع بانسحاب ممثل حزب النور السلفي.

اللجنة عقدت اجتماعها برئاسة الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة بهدف الاستقرار على جزئيات فى مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن إعادة تنظيم هيئة الأوقاف المصرية، ومن أهمها مسألة فتح حسابات تجارية لدى البنوك الأخرى الخاضعة لإشراف البنك المركزى، حيث توافقت اللجنة والمفتى الحالى والأسبق، على أن المعاملات فى البنوك المصرية الوطنية تتم وفقا للشريعة الإسلامية.

وقد ورد ذلك خلال نظر حسم المادة رقم (15) من مشروع القانون، والتى تنص على أن "يكون للهيئة حساب خاص لدى البنك المركزى، كما يكون لها الحق فى فتح حسابات تجارية لدى البنوك الأخرى الخاضعة لإشراف البنك المركزى، وذلك بعد موافقة وزارة المالية.

وفي بداية الاجتماع اقترح عضو حزب النور السلفي النائب محمد إسماعيل جاد الله، تدشين بنك وقفي أو التعامل مع بنك إسلامي في إدارة أموال الوقف، وهو ما لم يؤيده الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة، فيما لاقى قبول نواب آخرون.

وقال النائب أسامة العبد أن مثل هذا الأمر يثير فتنه في الأمة ويعطي إشارات بأن التعامل مع البنوك الأخري أمر غير شرعي، ولهذا حضر إلينا اليوم كل من المفتي الحالي والمفتي السابق لسماع الرأي الشرعي والحاسم للجدل في هذا الأمر، ولسد الباب أمام أى فتنة.

وتابع العبد أن مصر دولة فوق الشبهات ولها مكانة ولديها علماء ولها دستور يؤكد وينص علي أن كافة التشريعات تخرج من رحم الشريعة الإسلامية، وأن السياسة النقدية يتم وضعها من خلال البنك المركزى، والذى صدر قانونه وفقا للدستور المصرى، وينص علي أن أموال المودعين للاستثمار والتنمية، ولذلك فهي حلال.

بعدها قال الدكتور نصر فريد واصل، المفتى الأسبق، إنه أحد المهتمين بهذا الملف، وله أبحاث عديدة، متابعا: "خلاصة القول في هذا الأمر هو أن مسألة السياسة النقدية للدولة المصرية تأتى فى إطار مبادئ الشريعية الإسلامية، ووفقا لنصوص الدستور، ووفقا لأحكام الشريعة، وأصل التشريع يعود لمبادئ الشريعة".

واستطرد "واصل": "تعاملات البنوك والمعاملات فيها تأتى فى إطار أعمال التنمية والاستثمار وتنمية رأس المال والمحافظة عليه، وهذا الأمر شرعى تماما، فالبنوك الوطنية بمختلف أسمائها تعمل في مجالات الاستثمار والتنمية والأعمال التي تتوافق مع الشرع، والسياسة النقدية الآن هي قيمية وليست مثلية، أي أن الأوراق المالية ليس لها ما يعادلها من الذهب، ولذلك فالحكم للسياسة النقدية يعود للبنك المركزي، لأن هناك نسب تضخم، ولذلك يتم مراجعة السياسة النقدية كل فترة زمنية، وتتغير نسب الفائدة، وهذا ما يؤكد أن العمل في الأمور الاستثمارية والتنموية، والبنك المركزي هو صاحب تحديد القيمة بناء علي نسب التضخم".

وأضاف أن النقود المثلية ثابتة لا تتغير وتنميتها ووزنها ثابت ولا تتغير في كل زمان ومكان وليس بها نسب تضخم، ولكن النقود القيمية تتغير، "ونحن الآن نتعامل بالنقود القيمية التي تتغير بالزمان والمكان وبها نسب تضخم، ولذلك خلاصة القول أن التعاملات البنكية بعيدة كل البعد عن التعاملات الربوية وليس بها شبهة من ربا، وأن الفائدة البنكية لا تمثل ربا أو زيادة، وأن البنوك المركزية قامت بعمل ذلك للحفاظ علي أصل النقد حتي لا يتآكل أو يتلاشي، وأن الفائدة تكون طبقا للتضخم.

فيما صرح الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية: "بأننا الآن في ظل الدولة المصرية دولة المؤسسات، ولدينا سلطة تشريعية تشرع القوانين، والاختصاصات موزعة على السلطات وفقا للدستور، وأتحفظ علي وصف البنوك التقليدية علي أنها بنوك ربوية، لأن هذا يؤدي لخلل فقهي وشرعي.

وشدد على أن الفتوي تتغير بتغير الزمن والمكان والشخص، متابعا: "عندما ننظر في الظروف والمتغيرات والزمن نجد تغير، ولابد أيضا أن تتواكب الفتوي مع هذ التغير وإلا سنصبح جامدين".

وتابع "علام"، أن الفتوى تمر بـ 3 مراحل، الأولى فهم ووصف البنك ودوره والإحاطة الكاملة به من خلال علمى الخاص أو سؤال المتخصصين، ثم تأتى مرحلة تكيف المعاملة ثم الحكم عليها، وهذا ما أكد أن أموال البنوك تدار بطريقة استثمارية، وأكد على أن جميع البنوك في مصر حتي ما يسمي منها البنوك الإسلامية، لا يمكن أن تخرج عن السياسة النقدية المحددة من البنك المركزي.

وقال إن هناك أبحاث قيمت البنوك الإسلامية بأنها أغرقت السوق ولم تساعد علي إنتاج وتؤدى إلى إغراق استهلاكى، أما البنوك الوطنية كانت أكثر جرأة وشجاعة في هذه التمويلات.

وأضاف أن القرض فى المعاملات الفردية بين الأشخاص ليس موضوعا للربح، إنما للإعانة والمساعدة، أما البنك فالعلاقة فيه ليس فيها ثواب أو خير، لأنها معاملات مؤسسية لا علاقة لها بفكرة القرض، لذلك لا توجد بها شبهة ربا إذا نظرنا إليها كعملية استثمارية، مشيرا إلى أنه لا يوجد نص صريح يمنع تحديد نسب الفائدة.

بعدها تمسك النائب محمد إسماعيل جاد الله بضرورة التعقيب على رأى المفتى الحالى والمفتى الأسبق بعد انتهاء كلمتهما، إلا أن الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة، رفض ذلك ليضيف: بعد تلك الآراء المسألة ليست محل نقاش ولسنا فى حاجة لاقتراح بنك إسلامى خاص للوقف فقد أحضرنا كبار العلماء للتوضيح"، الأمر الذى دفع "جاد الله" للخروج سريعا والانسحاب من الاجتماع.
تابع موقع تحيا مصر علي