عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

التدخلات الأمنية والمال السياسي فى الانتخابات"حجة البليد" متى تنتهى؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ضمن العبارات التي ترسخت في الأذهان منذ مراحل التعليم الأولى، تلك التي مفادها أن "صوتك العالي دليل على ضعف موقفك"، وهو ماينطبق تماما على الحالة التي أعقبت وقائع التنافس الانتخابي على المقعد البرلماني في محافظة الجيزة، خلفا للراحل هشام بدوي دسوقي، والذي حسمه باكتساح النائب محمد أبو العينين.

في حالات الهزيمة النكراء، يستدعي البعض الحديث عن نغمات تلعب على وتر "العواطف" والشحن السياسي الصبياني، فتارة يوجه سهام نقده الخائبة إلى المرشحين، أو يهاجم الظروف الانتخابية، وفي بعض الأحيان يلقي باللوم كاملا على الناخب، الأمر الذي يظهر شيئا فشيئا فداحة العجز لدى مرشحين لم يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية.

وضمن "الشماعات الجاهزة" التي يتم تعليق نتائج الفشل الذريع عليها، هي "التدخلات الأمنية"، والتي تأتي خارج السياق الزمني تماما، في بلاد شهدت ثورتين، والعديد من الاستحقاقات الانتخابية والتصويتية، والتي أشرفت عليها جهات دولية كبرى، أقرت أن إرادة المواطن المصري الحرة، هي المحدد الوحيد والمعيار الأوحد في توجيه دفة الأمور.

وأكبر دليل على ذلك، أن المواطن أبدا لم يعترض علي أي نتيجة أسفرت عنها، انتخابات البرلمان الحالي، الانتخابات التكميلية على مقاعده، التعديلات الدستورية، الاستفتاءات المختلفة، والتي تقابل كافة نتائجها باحتفاء شديد وترحيب واسع من الشارع، ثم تعامل طبيعي مع تلك الهيئات والمؤسسات والمتغيرات التي تسفر عنها الانتخابات والصناديق، فلم يكن هناك أبدا، دليل على تدخل رسمي أو اعتراض شعبي، على أي من الاستحقاقات الماضية.

استنادا إلى أكثر قواعد المنطق بداهة، لايمكن لدولة أن تدفع أجهزتها لاختيار مرشح للشارع لايرضى عنه الشارع، فلا وجود لمصلحة أحد الاجهزة في ترجيح كفة مرشح لايرضى عنه الناخبين، وهو مايتبدى تماما في الانتشار الواسع لتبادل التهاني وذيوع الفرحة والتبريكات لأحد المرشحين بعد حسمه السباق لصالحه، فرد الفعل الإيجابي من المواطنين دليل على أنه أختيارهم الأول وليس توجيه أو فرض من جهاز ما على الناس.

استخدام المرشح هشام بدوي لحديث المال السياسي، ولجوءه إلى "علو الصوت" في موقف مشهود كالسباق الانتخابي على واحدة من اهم الدوائر الانتخابية في البلاد، دليل على "ضعف الموقف"، والذي يلازمة فشل شديد في الإقناع، سواء في مراحل الترشح، أو تبرير الخسارة، فتكون دوما الفزاعة الأسهل، والحجة التي سأم منها المواطن "الاجهزة الامنية والمال السياسي".
تابع موقع تحيا مصر علي