عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"البرلمان المصري".. الغائب الحاضر عن قمة برلين العالمية.. المؤسسة النيابية العريقة أجادت ترجمة التوجيهات الرئاسية عن ليبيا.. حضور طاغي للرئاسة استبقه على عبد العال بأدوار تكاملية لصالح الأشقاء

رئيس البرلمان الليبيى
رئيس البرلمان الليبيى داخل مجلس النواب المصرى

تجسد الدولة المصرية حالة فريدة من التناغم بين مؤسساتها، فتتكامل جهود مجلس النواب مع تحركات ومساعي مؤسسة الرئاسة، في كثير من القضايا الهامة والمؤثرة، وآخرها الملف الليبي، ليثبت الداخل المصري أنه على قلب رجل واحد، فيظهر ذلك للعيان في المحافل والمناسبات الدولية، ككا حرى في مؤتمر برلين.

فرض الرئيس عبدالفتاح السيسي حضور طاغي خلال وقائع المؤتمر، وأظهرت اللقطات المتواترة تواجد مصري فعال، يثبت مدى الثقل الذي تتمتع به القاهرة على الساحة الدولية، وتحديدا في الملف الليبي، وهي الصورة التي تكتمل بإبراز دور تاريخي للبرلمان المصري ورئيسه على عبدالعال ونوابه، اللذين استقبلوا على مدار شهور وفود لببية مختلفة، وثعد عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي ليجاور عبدالعال المنصة في جلسة استثنائية.

الصورة المشرفة التي ظهرت عليها مصر بفضل رؤى وحضور الرئيس السيسي، ساهم في صنعها استجابة البرلمان ونوابه لخريطة السياسات التي وضعتها القيادة السياسية، فأحسن البرلمان المصري ترجمة ذلك كمؤسسة عريقة تتجاوز أدوارها حدود الإقليم، وتملك من التأثير الدولي والإقليمي والقاري، ما يجعلها تقف كحجر عثرة أمام أطماع سلطان الأوهام العثماني رجب طيب أردوغان.

لم تتوقف الإشادات بالحضور المصري خلال قمة برلين، ومدي احتفاء زعماء العالم بالقيادة المصرية وانصاتهم لتوجيهاتها، وهي الرسائل التي وصلت بوضوح إلى الأشقاء الليبيين، ممن امتنوا لمصر وحرصها على وحدة لببيا، وإلى أصحاب المخططات التدميرية والدموية ومن تحركهم الأطماع في أنقرة.

تكتمل الصورة بالنسبة لرجل الشارع المصري والعربي حينما يجد أعلى قيادة في البلاد ترسم السياسات وتضع الانحيازات في نصبها الصحيح، لصالح الأمن القومي المصري والعربي، ويشاهد البرلمان وهو يترجم ذلك ويقود جهود تاريخية لاحتواء الداخل الليبي وإبداء الدعم والتأييد للقوى الشرعية والوطنية على الملأ، وتحت قبة المؤسسة التي تعبر عن جموع الشعب المصري.

وعلى صعيد المراقبين والخبراء السياسيين، فقد ثمنوا وتذكروا خلال المشاهد الفارقة أمس في برلين، الكلمات التي أطلقها البرلمان قائلا بصرامة: لن نسمح بأي خطوات غير المحسوبة تمثل انتهاكا للمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا، ويعيد الأوهام السلطانية للسيطرة على مقدرات دولنا العربية، أو خرق للمادة الثامنة للاتفاق الموقع بالصخيرات ونخذر مغبة أي تدخل عسكري تركى في ليبيا، وما يمثله من تهديد للأمن القومي المصري وتأثيراته السلبية على استقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط ويحول ليبيا إلى بحر من الدماء والأشلاء.
تابع موقع تحيا مصر علي