عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق 18 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحيا مصر تُجيب على السؤال: لماذا يجب على وزير الصناعة أن يرحل ؟

عمرو نصار وزير الصناعة
عمرو نصار وزير الصناعة والتجارة

تشير التوقعات الى أن المهندس عمرو نصار وزير الصناعة والتجارة احد الوزراء المرشحين للرحيل بقوة من حكومة مصطفى مدبولى، ووترجع هذه التوقعات الى الاداء الضعيف الذى اتسم به الوزير منذ مجيئه الوزارة، فلم يشهد القطاع اى تغيرا ملموسا.

ويأمل الصناع ان تشهد التغيرات الوزارية مجىء وزيرا قويا من داخل القطاع الصناعى، يكون ملماً بأهم التحديات والملفات التى تخص القطاع، ويكون هناك تواصل بين الصناع وبينه.

والجدير بالذكر ان فترة تولى الوزير لم تشهد اى لقاءات مباشرة دائمة بينه وبين الصناع لشرح العقبات او التحديات التى تظهر بين الحين والاخر للقطاع الصناعى، حيث اكتفى الوزير بلقاءات مع الغرف الصناعية والمجالس التصديرية، دون ان تتكرر تلك اللقاءات بإستمرار للتواصل معاهم.

وابتعد المهندس عمرو نصار عن وسائل الاعلام منذ توليه الحقبة الوزارية، حيث انه عقد مؤتمرا صحفيا واحدا منذ توليه المنصب، واعلن حينئذ انه لا يرغب فى الاستمرار فى الوزارة وانه أتى لاداء مهمة محددة ويرغب فى العودة الى مكتبه والعمل بمصنعه مرة اخرى، ولم تتكرر اى لقاءات صحفية له مرة ثانية.

وترصد تحيا مصر بعض الاسباب وراء رحيل الوزير:

"حجم الصادرت المصرية":

الصادرات المصرية لم تشهد اى طفرة حقيقية فى حجمها، فطبقا للارقام الرسمية عن وزارة التجارة والصناعة، فإن الصادرات المصرية غير البترولية حققت زيادة طفيفة خلال الـ 10 أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 2.3%. وسجلت 21 مليارا و322 مليون دولار مقارنة بنحو 20 مليارا و835 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وبلغت قيمة الصـادرات غير البترولية 24.6مليـار دولار عــام 2018 مقابل 22.5 مليار دولار عام 2017، بارتفاع بلغت نسبته 9.3٪. ولعل السؤال الذى يطرح نفسه هل يمكن ان تحقق الصادرات المصرية طفرة تجاوز ما حققته خلال عام 2018.

"استيراتيجية السيارات"":

استيراتيجية السيارات " كانت من اهم الملفات المنتظر اعلانها عقب تولى عمرو نصار للحقيبة الوزاية، علما بأنه عمرو نصار يعد احد ابناء العاملين بهذا المجال.

ولعل تأخر وزارة الصناعة والتجارة فى انهاء استراتيجية السيارات مع مجىء الوزير ادى لانتشار معلومات كثيرة تناولتها بعض الوكالات الأجنبية عن اتجاه الحكومة المصرية لإلغاء قانون استراتيجية السيارات، إلا أن وزير الصناعة والتجارة المهندس عمرو نصار نفى فى بيان رسمى عقب مجيئة الوزارة وجود أى نية لإلغاء الاستراتيجية مؤكدا وقتها أن ما تردد مجرد شائعة

ولا توجد الى الان اجابات واضحة عن لماذا تأخرت وزارة الصناعة فى الانتهاء من الاستراتيجية؟، وهل بالفعل تم التخلى عن الاستراتيجية التى أعدها وزير الصناعة السابق طارق قابيل؟، وهل تنوى الحكومة استبدال قانون الاستراتيجية بحوافز جديدة للمصنعين؟ ويذكر ان المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة السابق، سلم استراتيجية السيارات كاملة لرئيس الحكومة قبل إجراء تعديل وزارى فى يونيو 2018، حيث تم الانتهاء من كامل بنود الاستراتيجية فى 120 صفحة

"المركزى ومبادرات الصناعة ":

تصدر البنك المركزى المشهد مؤخرا فى الاوساط الصناعية وذلك بعد اعلان البنك لمبادرة دعم الصناعة بقيمة 100 مليار جنيه، فضلا عن مبادرته لمصانع المتعثرة..... ولقد طال انتظار الصناع بأن تقدم وزارة الصناعة اى مبادرات لدعم وتنمية القطاع على ارض الواقع.

"المعارض الخارجية ":

المعارض الخارجية " من احد الاليات التى تعتمد عليها استراتيجية هيئة تنمية الصادرات – احدى الجهات التابعة للوزارة لتنشيط حركة الصادرات المصرية، بينما يرى المصدرين أن تكلفة المعارض مازالت مرتفعة مما تتمثل عبئا اضافيا لايتناسب مع العائد المرجو منها، هذا بالاضافة الى ان الوزارة توقفت عن اى تغطية اعلامية لتلك المعارض الخارجية اسوة بما كان يحدث فيما سبق فى عهد الوزراء السابقين.

واكد الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادى، ورئيس منتدى السلام والتنمية، ان ملف الصناعة يعد من الملفات الشائكة، لافتا الى ان تنمية القطاع الصناعى لابد ان تكون مسئولية مشتركة مع العديد من الكيانات الاخرى وذلك بالتنسيق مع وزرات الاسثتمار وما تقدمه من تيسيرات للمستثمرين والخارجية ومكاتب التمثيل التجارى بالخارج وايضا وزارة المالية وما تقدمه من مخصصات.


وقال ان تحقيق مفهوم التنمية مستدامة يكون من خلال طفرة صناعية لافتا الى تقدم اى دولة يقاس بما لديها من صناعات.

واوضح أن معدل النمو السكانى يبلغ 2،6% مما يتطلب بأن يكون معدل النمو الاقتصادى اكثر اضعاف هذا النمو السكانى مما يتطلب بأن يكون 8% علما بأنه يصل الى 5.6%

وقال ان المرحلة المقبلة تحتاج التركيز على زيادة الصادرات المصرية الى السوق الافريقى، لافتا الى انه يجب العمل على زيادة حجم الصادرات المصرية، والعمل على حل التحديات والعقبات التى مازالت تواجهها.

وعلى جانب اخر اوضح عمرو فتوح عضو لجنة الصناعة بجمعية رجال الاعمال وعضو المكتب التنفيذى بجمعية مستثمرى بدر، أن الصناعة المصرية تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية من حيث الجودة والانتاج لافتا الى أنه مازالت هناك تحديات تواجه القطاع الصناعي منها عدم وجود خطة واضحة وشاملة للصناعات التي لا تنتج محليًا.

ودعا فتوح الحكومة إلى ضرورة "إعداد خريطة صناعية بالسلع التي لا تنتج في مصر" والعمل على إعداد دراسات جدوي لها وطرحها على المستثمرين المصريين بما يساهم في توفير تلك المنتجات والحد من الاستيراد وأيضا تعميق التصنيع المحلى.

وقال "فتوح" المرحلة الحالية تتطلب تنمية القطاع الصناعي بما يساهم في تشغيل الأيدي العاملة وتوفير فرص العمل وتغطية احتياجات السوق المحلي بما ينعكس ايضا على حجم الصادرات المصرية.

واشار الى أن تشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى الصناعات التكميلية وانتاج مستلزمات الانتاج والسلع التي لا توجد نظير لها محليًا ستؤثر بشكل ايجابي على القطاع الصناعى وتقلل من فاتورات الواردات بما يؤثر ايجابيًا على الاقتصاد المصرى.

وأكد المهندس محمد جنيدي نقيبت المستثمريين، ان القطاع الصناعى مازال يواجه عقبات مثل " التأمينات - والبنوك – والضرائب."لافتا الى أن الضمانات التي تطبلها البنوك فى مصر من المستثمريين الصناعيين كبيرة جدًا، موضحا ان كثير من الصناع غير قادرين علي توفير تلك الضمانات بسبب المشاكل المتعددة التي تواجههم بصورة يومية.
تابع موقع تحيا مصر علي