بعد غيابه عن تشكيل هيئة مكتبها " أحمد حلمي الشريف".. تشريعية النواب تفتقد خدمات "دينامو اللجنة"
ADVERTISEMENT
خلت نتائج الإنتخابات الخاصة باختيار تشكيل لجان البرلمان النوعية من المفاجآت الكبرى، إلا أنها افتقدت في دورها الخامس لأحد أكثر الأسماء اعتيادا على تحمل المسؤوليات البرلمانية وتصدرا للمهام الصعبة، ضمن منصبة المعتاد كوكيلا لأحد أهم لجان البرلمان، التشريعية والدستورية، وحديثنا يخص النائب أحمد حلمي الشريف.
الشريف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، والمحامي المخضرم، له بصمات واضحة في الحياة البرلمانية والحزبية في مصر على مدار السنوات الماضية، وذلك لعدة أسباب أولها، درجة الإخلاص العالية التي يتمتع بها الشريف للدولة المصرية ومؤسساتها، وحرصه الصادق عليها وعدم تكاسله أبدا عن أي موقف يتطلب الدفاع عن مصر وبرلمانها ونوابها وقضاياها وسياساتها، وكان الشريف معروفا بكونه أشرس النواب انحيازا وانتماءا لمصلحة مصر قبل أي شئ.
ثاني مايتمتع به الرجل وأهله لاحتلال مقعده لسنوات متتالية في وكالة اللجنة التشريعية، هو كونه "دينامو" لايكل ولايمل أبدا من العمل، لم ينزل عن منصة اللجنة أبدا، رغم تعدد اجتماعاتها ومهامها التي تفوق قدرات البشر في كثير من الأحيان، نظرا لحساسية الموضوعات التي تطرح عليها، وأهميتها، وتباين الأصوات بداخلها، وتطور الأمر لسجالات كلامية ولفظية عنيفة، كل هذا والشريف في موقعه، لايتأخر عن اجتماع أو يتكاسل عن أداء مهمة، جنبا إلى جنب مع المستشار الجليل بهاء الدين أبوشقة رئيس اللجنة.
أبوشقة لطالما كال المديح للشريف، وكان دوما ما يردد أنه عندما كانت تمنعه ظروف قهرية عن بدء اجتماع لجنة في موعده، أو تجبره المقادير عن حضور اللجنة بالأساس، فإنه كان مطمئنا تماما لإدارة الشريف لوقائع الاجتماعات الساخنة، وقدرتها على توجيه دفة الحديث والنقاش إلى مافيه الصالح، وفي اعتى الاجتماعات التي كانت تشهد سخونة شديدة في اجتماع يرأسه الشريف، بمجرد انتهاء النقاشات وإعلان رفع الاجتماع، أول ماكان يبادر به المختلفون وأبناء الأيدلوجيات المتعارضة، هو مصافحة الشريف وتحيته لحسن إدارته.
والأمر كذلك بالنسبة لرئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال، الذي طالما وجه من على منصة المجلس تحت القبة، التحية للشريف الذي في أغلب الأحيان كان مقررا للجنة التشريعية، يضطلع بعرض قوانينها وشرح ملابسات تعديلاتها لساعات طويلة، كما أن الرجل كان "بطل" الكثير من المواقف البرلمانية الشائكة، التي خاضها بقوة وجرأة تحسب له، واضعا نصب عينه تحقيق هدف واحد، ليس ضيق وليس شخصي، وهو "خدمة مصر"، رأينا ذلك في التعديلات الدستورية الأخيرة وقبلها قوانين الهيئات القضائية، بخلاف حزمة من التعديلات والمواقف التي تنتصر صراحة للمواطن في شكل أدوات رقابية لتحسين المنظومة الخدمية.
الشريف الذي وقع خبر عدم تواجده ضمن تشكيل هيئة اللجنة الدستورية والتشريعية كـ"الصاعقة" على المتابعين والمراقبين والمحررين البرلمانيين، يضاف إلى صورته الذهنية لدى الكثيرين، كونه مثالا على النائب البرلماني النموذجي، الذي يستحق كونه "قياديا مسؤولا" في تشكيل هيئة لجنته، فهو كما أشرنا دؤوبا للغاية، يتحمل المسؤوليات الكبرى، ومحامي متكلم بارع، وخطابي مفوه، يستطيع عرض الأفكار بسلاسة ووضوح، داعما حديثه بأدلة منطقية، لطالما ساعدته وساعدت البلاد في دفع مقاليد الأمور وصياغة التعديلات التشريعية النوعية.