بوصلته النيابية لم تبتعد مره عن قضايا الوطن والمواطن.. ضياء الدين داود "نموذج برلماني" أشادت به الأغلبية قبل المعارضة

أن تستطيع لفت الأنظار إليك من الجميع وتحوذ على اهتمام وتقدير الكل، دون أن تتنازل مره عن قناعاتك أو تتراخى في الدفاع عنها، معناه أن تكون النائب ضياء الدين داود، البرلماني المعارض الذي مدحه رئيس المجلس علي عبدالعال وأشاد به قيادات الأغلبية في أكثر من موضع.

في أي قضية تخص المواطنين وحقوقهم، سيكون داود حاضرا بقوة، مدافعا عن ما يخص المواطنين، بلغة رصينة وطريقة خطابية تناسب محامي "شاطر"، كما وصفه عبدالعال في أكثر من مره، وفي أي موضع يتراجع فيه المعروف عنهم بالشجاعة في المواجهة والقدرة على الحديث تحت القبة، ستجد داود أول المبادرين، متحدثا بمنطق جذاب وأفكار مرتبة وحجج من الصعوبة بمكان أن تقوم بمعارضتها أو رفضها بسهولة.

النائب البرلماني ينحدر عن عائلة لها باع طويل في السياسة والعمل العام، حيث كان عمه أحد أبرز كوادر الناصرية ضياء الدين داود رئيس الحزب العربى الناصرى، ولا تحتاج أكثر من دقائق معدودة في الحديث مع أي من أبناء ضمياط ليسرد لك كم هائل من المواقف والسيرة الطيبة عن داود وعائلته، وأن النائب الشاب جاء ليحمل لواء الناصرية خلفا لرموز عائلته، وأنه دوما ماسوف تجده منحازا للعمال والفلاحين والبسطاء، ملما بأحوالهم، ومتابعا لما يشعرون ويمرون به عن قرب شديد.

خلال فترة الانتخابات البرلمانية والتنافسيات الخاصة بها، وقف الناس إلى جانب داود، دعموه بكل مالديهم،حتى اقتنص بحد المقاعد الفردية الثلاثة الخاصة بدائرته، وعند دخوله للمجلس لم يخذلهم، وانتصر لهم في المواقف الكبرى، وكان عامل ضغط قوي ساهم في تغيير مجرى الأحداث والقرارات في أكثر من مره.

داود أنتصر للمواطنين خلال بدايات عمل المجلس ورفض قانون الخدمة المدنية، كما أنه عارض بشراسة فرض حزم الضرائب التي كان من أبرزها "القيمة المضافة"، كما رفض بشدة سياسات صندوق النقد الدولي، ضمن سلسلة من المواقف القوية والمشهودة للنائب البرلماني الشاب.

النائب ينتمي لكتيبة العاملين في أحد أهم لجان المجلس "التشريعية والدستورية"، لايوجد قانون أو تعديل هام إلا ويلتفت إليه، متناولا إياه بالفحص والتدقيق، وهو مايظهر في مداخلاته الكلامية العديدة مع رئيس اللجنة المستشار المخضرم بهاء الدين أبوشقة.

ويعد داود من أكثر الوجوه التزاما في حضوره وممارسه أدواره البرلمانية، التشريعية والرقابية، ففي الوقت الذي تتكرر فيه شكاوى رئيس البرلمان من غياب الأعضاء وعدم حفاظهم على معدل حضور وتواجد مكثف، ستجد داود أكثر الوجوه المألوفة، محتفظا بمقعده على يسار رئيس البرلمان، مؤديا دوره بتفان وإخلاص يليقان بإسم "ضياء الدين داود"