عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تفاصيل كلمة السيسي في حفل عيد العمال بقصر رأس التين

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، احتفال عيد العمال الذي ينظمه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بمحافظة الإسكندرية.

وقام الرئيس بتكريم عدد من العمال والقيادات العمالية تقديرًا منه للجهود والعطاء الذي بذلوه العمال على مدار السنوات الماضية من جهود لدفع عملية التنمية في جميع ربوع مصر.

وكرم الرئيس السيسي خلال الاحتفال 10 من قدامى النقابيين ممن أثروا العمل النقابي بفكرهم وعملهم لخدمة العمال، وذلك بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلا عن اثنين من العاملين المحالين على المعاش بوزارة القوى العاملة، على إسهامهما في مسيرة العمل والعطاء والتلاحم مع العمال وأصحاب الأعمال في خلق بيئة لاستقرار علاقات العمل طوال شغلهما لوظيفتهما.

وألقى الرئيس السيسي كلمة، أكد فيها أنه لا يوجد معيار أدق من العمل، للتعرف على معدن الإنسان الذي تُقدَر قيمته بما يؤديه من خدمة وعمل لأمته، كركيزة أساسية لبناء المجتمع، مشيرا إلى أن جميع الحضارات الإنسانية قامت بسواعد العمال الذين أسهموا بجهودهم وفكرهم في إعلاء أوطانهم، حتى صار عيد العمال رمزًا للعطاء والتضحية.

وأضاف أن حرص الدولة على الاحتفال سنويًا بعيد العمال، يجسد في جوهره احترامها العميق لما يقدمه العمال من إسهام في شتى ميادين الإنتاج، ويؤكد دورهم الوطني الهام والرئيسي في دفع مسيرة البناء والتطوير، مشيرا إلى أن العامل المصري هو المحور الحقيقي للتنمية، وتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وقال :"اعلموا أن الوطن يتطلع دائمًا إلى ثـمرة جهدكم وعملكم الدؤوب والمخلص".

وأكد أن المصريين ضربوا عبر العصور المثل في إعلاء قيمة العمل في شتى المجالات، من منطلق حرصهم على بناء وطن طابعه الكفاح الشريف والنية المخلصة.

وأشار إلى أن الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وغيرها من المجالات، باتت شاهدًا على أصالة الإبداع وقوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل، وتكوين اقتصاد قومي قوى وراسخ، وقاعدة صناعية حديثة تكون بمثابة قاطرة لهذا الاقتصاد، كما أكدت للجميع سلامة المسيرة التنموية وصدق توجهاتها وسعيها الجاد لتحقيق الواقع الأفضل والحياة الكريمة لكل مواطن.

ولفت الرئيس إلى أن مصر عانت خلال السنوات الماضية من تحدياتٍ جسيمة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، وقال: "لعلكم كنتم تدركون أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، والصبر على النتائج، فالأمم لا تبنى إلا بمجهودات أبنائها المخلصين، وليس بالأماني والشعارات".

وأضاف أنه لولا برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، الذي تحمله شعب مصر، لما كان من الممكن أبدًا وضع حلول جذرية لمشكلات الاقتصاد المصرى المزمنة، والتي تراكمت وتفاقمت عبر سنوات وعقود طويلة دون حلول حقيقية، وهو ما عملت الدولة على مواجهته بإجراءات علمية شاملة، حتى وإن كانت قاسية.

ولفت إلى أن بشائر الإصلاح الاقتصادي بدأت تنعكس بالأرقام على تحقيق معدلات إيجابية للنمو، كما تكلل التوجه الإصلاحي للدولة بتدشين عقد اجتماعى جديد، وقال :" ليس أدل على ذلك من حزمة الإجراءات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا وشملت، ضمن أمورٍ أخرى، زيادة الأجور لجميع العاملين في الدولة، وزيادة الحد الأدنى للمعاشات، وإقرار علاوة دورية سنوية وعلاوة استثنائية، وهي القرارات التي تؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، عبور مصر لمرحلة عصيبة من تاريخها وتعكس تقدير الدولة لحجم التضحيات التي تحملها شعب مصر العظيم، الذي كان شريكًا في الإصلاح.

وأكد أن المواطن المصري هو البطل الحقيقى في إنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، وتحمل الكثير من أجل عودة الثقة في الاقتصاد المصرى ووضعه على الطريق السليم، ليس فقط للجيل الحالى ولكن للأجيال القادمة.

وقال الرئيس :"إننا نجد أنفسنا اليوم أقوي عزمًا وأشد تصميمًا على المضي معًا نحو المستقبل بخطوات واثقة مستقرة في ظل مؤسسات وطنية راسخة، فلقد صنعتم منذ أيام ملحمة وطنية جديدة سيظل يتذكرها تاريخ مصر المعاصر بكل فخر واعتزاز، ولقد أبهرتم العالم كعادتكم بخروجكم بالملايين من كل الفئات لممارسة حقكم الدستوري بالمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك في مشهد حضاري يضاف إلى كل المشاهد الوطنية في حلقات التاريخ، التي دائمًا ما أكدت أنكم الحامي الحقيقي لهذا الوطن، متسلحين في ذلك بفطرة قومية لا غبار عليها، ووعي وطني مدرك للتحديات المحيطة بمصرنا الحبيبة".

وأشار إلى حرص المصريين على استكمال مسيرة البناء والعطاء والتنمية والإنجازات، وأضاف أن المصريين جميعهم سيظلون متكاتفين على قلب رجل واحد ضد كل المحاولات التي تهدف للنيل من هذا الوطن.

وقال :"إن ما نشهده اليوم من تغيرات متسارعة في أساليب العمل والإنتاج، تدفعنا إلى المنافسة والمشاركة والمتابعة من خلال التدريب والاطلاع على تجارب الأمم الأخرى وإطلاق إرادة الإصلاح والتحديث في نفوسنا لنكون قادرين على تطوير قدراتنا نحو الأفضل، والتأثير بالإيجاب في ركب الحضارة الإنسانية".

وقال إن من يريد أن يجد له المكان المناسب في العصر الحديث، ينبغي أن يتحلى بأعلى درجات التفاني والاتقان في عمله، وأن يجتهد لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التي يشهدها العالم في الابتكارات وتطبيقات التكنولوجيا البازغة.

وأشار إلى أن العمل هو الفضيلة التي تفصل بين الحلم والواقع، وأكد إن مصر تمضي قدمًا بكل السبل في تجسيد هذا الشعار من خلال تبني نهج تنموي طموح وشامل ومستدام، من أجل مستقبل أفضل لأجيال شابة وصاعدة، وقال :"نحن على ثقة تامة، بأننا بالإرادة والعزم، قادرون بعون الله تعالى على تحقيق رؤيتنا المضيئة التي نحلم بها لهذا الوطن".

وتابع :"تحية لكل عامل من أجل الوطن في جميع المواقع، فأنتم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسي للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار، وأؤكد لكم أنكم ستجدونني دائما إلى جانبكم، منحازًا لقضاياكم، وداعمًا لحقوقكم، وأجدد لكم عميق اعتزازي بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، وأهنئكم جميعًا بعيدكم وكل عام وأنتم بخير".
تابع موقع تحيا مصر علي