عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

نجاح داعش في ذبح سائحتين في المغرب يثير التساؤل.. السلطات تنجح في تفكيك خلايا قبل تنفيذ عمليات منذ ظهور التنظيم.. وسائل التواصل الإجتماعي سهلت تجنيد ضعاف الأنفس.. والحادث الأخير يحمل رسائل عدة

تحيا مصر

لم تعد شبهة “الإرهاب” لعملية ذبح سائحتين غربيتين بضواحي مدينة مراكش (الوجهة السياحية الأولى بالمغرب)، مجرد فرضية، وذلك بعد نشر فيديو يُظهر المتورطين وهم يعلنون بيعتهم لزعيم تنظيم “داعش”.

العملية الحساسة، بفعل مكانها وطبيعة الأشخاص المستهدفين، تثير التساؤل عن الكيفية التي نجح من خلالها داعش في اختراق المغرب، رغم أنه ظل في منأى عن عمليات التنظيم المتشدد.

وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (مكتب المخابرات)، إنه “تم توقيف المشتبه فيهم بمدينة مراكش، ويجري حاليًّا إخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية، فضلًا عن التحقق من فرضية الدافع الإرهابي لارتكاب الجريمة”.

حلم “داعشي”

ومن حين لآخر تعلن السلطات المغربية عن “تفكيك خلايا إرهابية”، ولم تنجح أي خلية في تنفيذ عملية بالمملكة منذ وقوع تفجير “مقهى أركانة” بمدينة مراكش العام 2011، الذي راح ضحيته 16 شخصًا.

ومنذ ظهور تنظيم “داعش”، أرسل أتباع البغدادي تهديدات متواصلة للمملكة، إما بشكل مباشر عبر مقاطع مرئية أو تسجيلات صوتية، أسهمت في إيقاظ الهواجس نحو الخطر البعيد من الناحية الجغرافية.

وفي تحليليه لأبعاد العملية، قال الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي المغربي والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن تنظيم الدولة الإسلامية “تحرش بالمغرب في مناسبات عديدة، ودائمًا ما كان يحاول اختراق الأمن المغربي والذي يعد الأكثر استقرارًا في منطقة المغرب العربي”.

وأضاف الكنبوري ، أن “داعش نجح في اختراق المملكة بطريقة ذكية من خلال التأثير في الخلايا النائمة بالمغرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

ولفت إلى أن مشاهد الذبح والقتل المروع “أصبحت شبه عادية في منصات التواصل، والمعروف أن تكرار الصور والقصف البصري المستمر يولّد حالة من التطبيع معها”.

ويعتقد الباحث المغربي أن هذه المجزرة “تحمل رسائل متعددة، وأن تنفيذ العملية في ضواحي مدينة مراكش وهي الوجهة الأكثر استقبالًا للسياح بالمغرب الهدف منه ضرب مصالح المملكة التي تعوّل بشكل كبير على عائدات السياحة”.

وأشار الكنبوري إلى أن اختيار سائحتين اسكندينافيتين من طرف الجناة “ربما لم يكن صدفة، بل رد على سياسة الدنمارك تجاه الإسلام والمسلمين”.

واعتبر المتحدث أن السرعة في إلقاء القبض على المشتبه بهم في ارتكاب جريمة قتل السائحتين “تعزز الثقة في أمن البلاد”.

تجفيف منابع الإرهاب

من جانبه، قال الشيخ محمد الفزازي وهو أحد رموز السلفية بالمغرب، في حديثه مع “إرم نيوز”، إن القتلة “لا علاقة لهم لا بالدين ولا بالسنة”.

وأضاف الفزازي متسائلًا “ما علاقة الفقه الإسلامي بذبح السياح والأبرياء؟”، قبل أن يستطرد بالقول: “من يريد أن يجد مبررًا لما فعله هؤلاء الإرهابيين من خلال الدين فهو مجنون، فالدين الإسلامي طاهر من هذه الويلات”.

وطالب الفزازي “بإعدام الجناة ليكونوا عبرة للآخرين”، لافتًا أن ما حصل “لم يضر بسمعة المغرب لأن هذه الظاهرة عالمية وهي تهدد كوكبنا برمته”.

ودعا الشيخ الفزازي الدولة المغربية إلى مواصلة تجفيف منابع الإرهاب، ومحاربة أصحاب الفكر التكفيري الذين يستهدفون الوطن.

وفي السياق ذاته، اعتبر الباحث الإسلامي محمد عبد الوهاب في تدوينة له بموقع الفيسبوك، أن “تجفيف منابع الإرهاب هو الحل الذي يجب اتباعه”.

وأشار إلى أن سياسة الترقيع “لم تعد تجدي، وأنه يجب الكف عن التساهل مع التكفير وكل خطاب يستهدف الإنسان”.
تابع موقع تحيا مصر علي