عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

احتجاجات طهران تصب في مصلحة أمريكا.. كاتب صحفي يبرز إغلاق السلطات للسوق الكبير بعد انضمام التجار للمظاهرات.. لافتة "الموت للديكتاتور" تقلق النظام.. والنساء مصدر رعب

تحيا مصر

فيما ينقسم فريق الرئيس دونالد ترامب حيال الموقف السياسي من إيران، حيث يطالب بعضهم بالتفاوض، ويؤيد آخرون الضغط على النظام، حل متظاهرون إيرانيون، خرجوا مؤخراً في طهران، تلك الإشكالية لصالح الفريق الثاني.

وأشار بيني آفني، كاتب مساهم في تحرير صحيفة "نيوبوست" الأمريكية، لاضطرار السلطات لإغلاق السوق الكبير( البازار) في طهران، حيث انضم تجار للاحتجاجات، وتحدى آلاف رجال شرطة مكافحة الشعب عندما حاول أفرادها وقف التظاهرات. وانضمت مدن أخرى إلى العاصمة طهران.

شعارات جديدة
ويقول آفني إن محتجين رفعوا شعارات قديمة مثل "غادروا سوريا وفكروا بنا"، في وقت حمل بعضهم شعار "الموت لفلسطين" عوضاً عن آخر يرفعه دوماً أنصار النظام "الموت لإسرائيل". ولكن الأسوأ منه، بالنسبة لحكام طهران رفع المحتجون لافتة كتب عليها "الموت للديكتاتور".

ويلفت كاتب المقال لخروج عدد من التظاهرات في إيران منذ بداية العام الجاري. فقد أضرب سائقو شاحنات لم يعودوا قادرين على توفير ثمن الوقود لمواصلة عملهم. وتحول آخرون، بمن فيهم مؤيدون سابقين للنظام، ضد مغامرات طهران المكلفة في المنطقة مع تجاهل مشاكل وتوترات داخلية.

عقلية جامدة
ويرى كاتب المقال إن سبب تلك الاحتجاجات وسواها يرجع لتمسك ملالي إيران بعقليتهم الجامدة.
وبانتظار عقوبات أمريكية جديدة ستفرض في أغسطس المقبل، هبطت قيمة الريال الإيراني بسرعة كبيرة إلى أن أصبح سعر الدولار يساوي 42,890 ريالاً، بنهاية عام 2017. واليوم أصبح الدولار يعادل 90,000 ريالاً. ويعني ذلك التضخم الهائل أن الإيرانيين العاديين لم يعودوا قادرين على تأمين حاجات عائلاتهم.

أسباب أخرى
ولكن، وحسب آفني، لم يكن تردي الاقتصاد سبباً أوحد للاحتجاجات في إيران. فقد تزايد عدد النساء اللاتي نزعن حجابهن في الأماكن العامة، في تحدٍ واضح للقانون هناك. ولذا اضطر النظام مؤخراً للسماح للنساء بالتهليل لفريقهن المشارك في مباريات كأس العالم، وبثت المباريات عبر شاشات عملاقة نصبت في ملاعب كبرى، حيث لم يكن، حتى وقت قريب، يسمح للنساء بالتواجد فيها.

مرحلة جديدة
وبرأي ماسيه آلينجاد، امرأة إيرانية مقيمة في بروكلين، واشتهرت بإطلاق حركة نزع الحجاب أنه "رغم خروج تظاهرات ضمن مناطق ضيقة وبلدات إيرانية صغيرة، فهي تؤشر لمرحلة جديدة". وتضيف: "أكثر ما كان النظام يخشاه يحصل اليوم. فقد بقيت طهران هادئة، خلال الاحتجاجات التي شهدتها، في بداية العام الجاري، أكثر من 80 بلدة ومدينة في جميع أنحاء إيران. واليوم تحول احتجاج مرتجل ضد سوء تدبير اقتصادي نفذه تجار في طهران، إلى حدث هائل معارض للنظام، مع نداءات مثل" الموت للديكتاتور ولفلسطين".

قلق كبير
وتابعت آلينجاد: "يوم الأحد الماضي، هاجم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، محاولات تغيير النظام. وذلك يعني، أن النظام الإيراني قلق جداً".
ويشير آفني لما يشاع من أن الرئيس الأمريكي ترامب حريص على إثبات صحة قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه مع إيران، فيما يدعو مسؤولون كبار في الإدارة للعودة إلى الديبلوماسية.

وقد فسَّر زلماي خليل زاد، سفير إدارة جورج بوش في العراق وأفغانستان، وجهة نظر ترامب، في مقال رأي نشر حديثاً في صحيفة "واشنطن بوست" قال فيه: "لن تؤدي ضغوط ترامب لتركيع إيران، أو لتسهيل خلع النظام في المستقبل المنظور، بل قد ستجبر الإيرانيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ويرى كاتب المقال بأن تشديد ترامب ضغوطه على النظام الإيراني دون إبداء تأييده المعلن لتغيير النظام، قد يساعد الإيرانيين على تنظيم صفوفهم للتخلي عن حكامهم.
تابع موقع تحيا مصر علي