محمد بن سلمان يوضح لأول مرة طبيعة علاقته بكوشنر.. فماذا قال؟
ADVERTISEMENT
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس إنه سيكون “جنونا حقا” بالنسبة له أن يتاجر بمعلومات سرية مع صهر الرئيس الآمريكي ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، نافيا أي محاولة من طرفه لاستخدام كوشنر لتعزيز الأهداف السعودية داخل إدارة ترامب.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان في اجتماع مع محرري ومراسلي صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “هذا النوع من العلاقة “لن يساعدنا” ولا وجود له.”
ونفى الأمير محمد تقارير إعلامية أمريكية زعمت أن كوشنر كان “في جيبه”.
وفند الأمير كذلك ما تردد من أنه سعى عندما التقى الاثنان في الرياض في أكتوبر / تشرين الأول الماضي، للحصول على الضوء الأخضر من كوشنر أو حصل عليه لتنفيذ اعتقالات واسعة ضمن الحملة على الفساد في المملكة.
وأوضح الأمير الشاب أن الاعتقالات قضية داخلية جرى التحضير لها على مدى سنوات، مشيرا إلى أنه وكوشنر “عملا سوية كأصدقاء، أكثر من كونهما شركاء”.
وتابع: “علاقتي بكوشنر كانت ضمن السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات. وأتمتع أيضا بعلاقات جيدة مع نائب الرئيس مايك بنس وآخرين في البيت الأبيض”.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن جتماع فريقها مع الأمير محمد بن سلمان استغرق 75 دقيقة بمقرها في اليوم الأخير من إقامته التي استمرت أربعة أيام في واشنطن.
وعلقت على الاجتماع بأن الأمير محمد كان متحمسًا ومتفاعلا، حيث أجاب على أسئلة حول مجموعة من الموضوعات ، من الحرب في اليمن إلى عملية السلام في الشرق الأوسط ، وإيران ، وجدول أعمال الإصلاح الداخلي وحقوق الإنسان والخطط النووية للمملكة العربية السعودية.
وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع ، الذي تم إجراؤه باللغة الإنجليزية، كان “خارج السجل”، وهو مصطلح يعني في العرف الصحفي أن الحديث ليس للنشر.
إلا أن الصيحفة قالت إن السفارة السعودية وافقت في وقت لاحق على أنه يمكن استخدام أجزاء محددة من الحديث في مقال حول الجلسة.
البرنامج النووي
وتعليقا على ما قاله ترامب من أنه يسعى لزيادة الاستثمارات السعودية وبيع المعدات العسكرية الأمريكية وغيرها من المنتجات للمملكة، أوضح الأمير محمد أن مهمته الأساسية هنا (في أمريكا) هي كسب ثقة المستثمرين الأمريكيين في بلاده، إلى جانب الحصول على المساعدة التكنولوجية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في بلاده.
وبشأن البرنامج النووي السعودي قال ولي العهد السعودي إن شاغله الأساسي هو القدرة على تخصيب ومعالجة اليورانيوم السعودي نفسه لاستخدامه في مفاعلات الطاقة، بدلاً من شرائه من الخارج.
وأوضح أن لدى بلاده أكثر من 5 في المائة من احتياطيات اليورانيوم في العالم، و “إذا لم نستخدمها ، فإن الأمر يشبه أن يطلب منا عدم استخدام النفط”، لكن الولايات المتحدة مدعوة إلى وضع قوانين و هياكل للتأكد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم المخصب.
القضية الفلسطينية
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأمير محمد بن سلمان تحدث مطولاً عن آفاق النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط ، قائلاً إنه يمكن أن يكون “أوروبا القادمة” إذا أمكن حل سلسلة من المشاكل.
أحدها هو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وقد عين ترامب كوشنر للتوصل إلى خطة سلام، وقد التقى كوشنر في واشنطن مع الأمير محمد هذا الأسبوع ، إلى جانب جيسون غرينبلات ، وهو محام من منظمة ترامب أتى إلى البيت الأبيض للمساعدة في هذا الجهد.
وفي هذا الجانب وصف الأمير محمد بن سلمان اعتراف ترامب الأخير بالقدس عاصمة لإسرائيل بالخطوة “المؤلمة” حيث أن الموقف الرسمي السعودي هو أن أي اتفاق سلام يجب أن يعترف بدولة فلسطينية ضمن حدود محددة، وعاصمتها القدس الشرقية.
اليمن
وعن حرب اليمن ، قال الأمير محمد إن السعودية لم تفوت أي “فرصة” لتحسين الوضع الإنساني ، مضيفا أنه”لا توجد خيارات جيدة وخيارات سيئة. بل إن الخيارات هي بين السيئ و الأسوأ”.
الإصلاحات الداخلية
وناقش الأمير محمد جهوده الإصلاحية في الداخل، بما في ذلك منح المرأة الحق في القيادة ومزيدا من الحقوق الأخرى، قائلا إنه عمل جاهداً لإقناع الزعماء الدينيين المحافظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية.
وقال: “أعتقد أن الإسلام عقلاني ، والإسلام بسيط ، يحاول البعض اختطافه”، مؤكدا أن المناقشات المطولة مع رجال الدين كانت إيجابية وتساءل “لماذا لدينا المزيد من الحلفاء في المؤسسة الدينية يوماً بعد يوم؟.”
وسئل الأمير محمد عن انتشار الوهابية التي يمولها السعوديون، فقال إن الاستثمارات في المساجد والمدارس في الخارج كانت متجذرة في الحرب الباردة ، عندما كان الحلفاء يطلبون من المملكة العربية السعودية استخدام مواردها لمنع الغزو في الدول الإسلامية من قبل الاتحاد السوفيتي.
وقال إن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت السيطرة لاحقا على هذه الجهود، والآن علينا أن نستعيد كل شيء، مضيفا أن التمويل الآن يأتي إلى حد كبير من “المؤسسات” التي تتخذ من السعودية مقراً لها ، وليس من الحكومة.